
الراعي في قدّاس “أحد الورديّة”: السلام الحقيقي يبدأ من القلب والعائلة
أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال قداس “أحد الوردية” في الديمان، أنّ لبنان اليوم بأمسّ الحاجة إلى صلاة الوردية. في زمن الأزمات والانقسامات والضياع، نحن مدعوون لأن نلتفت إلى مريم ونرفع المسبحة من أجل وطننا”، مضيفاً: “المسبحة الوردية، في أبعادها الروحية والكنسية، هي أيضًا رسالة وطنية. فهي سلسلة من الحبات التي يجمعها خيط واحد، كما يجمع وطننا أبناءه المختلفين والمتنوعين. إذا انقطع الخيط، تفرط الحبات وتتبعثر. لكن حين يبقى الخيط متينًا، تبقى الحبات مترابطة وتكوّن عقدًا واحدًا جميلاً.
وأضاف هكذا هو لبنان: إذا تماسك أبناؤه بالإيمان والوحدة، يبقى وطنًا مزدانًا بالمحبة؛ وإذا تفكك، ضاع عقده وتلاشى جماله.
وقال: في المسبحة أيضًا نجد الخلاص. فمن يتأمل أسرارها يعيش معنى التضحية والرجاء. كما أن أسرار الألم تسبق دائمًا أسرار المجد، هكذا لبنان: يعيش آلامًا وأزمات، لكنه مدعو أن ينهض إلى مجد جديد، شرط أن يصبر ويثبت ويضع ثقته بالرب.
وشدّد البطريرك الراعي خلال القداس على أنّ صلاة المسبحة هي سلاحنا الروحي في مواجهة اليأس والانقسام، وصرخة من أجل الوحدة والسلام، مؤكداً أنّ السلام الحقيقي يبدأ من القلب والعائلة ليصل إلى الوطن والعالم. ودعا المؤمنين إلى رفع الصلاة من أجل لبنان، طالبًا من العذراء أن تزرع الرجاء في القلوب وتحمي الوطن من الشر والانقسام”. وبعد القداس، دعا الجميع إلى تلاوة المسبحة الوردية معًا، لتكون بداية لمسيرة صلاة متواصلة في هذا الشهر المبارك”، مؤكداً أن المسبحة تبقى “رفيقة الدرب وجسر العبور إلى السماء”.