بعد حماس… الحزب

بعد حماس… الحزب

المصدر: MTV
6 تشرين الأول 2025

يجمع كثير من المحلّلين على أنّ حرباً إسرائيليّة ستُشنّ على حزب الله حتماً، ويعزّز من هذا الاعتقاد أنّ خطّة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة تسلك طريقها نحو التنفيذ، ما يبقي “الحزب” وحيداً في التمسّك بسلاحه، بعد “سقوط” جبهة غزة.

لا يمكننا، بالتأكيد، الجزم بحدوث الحرب، ولكن من المنطقي أن ترامب لن يبقي لبنان، بعد ما حصل في سوريا وما يحصل في غزة، نقطة ساخنة بإمكان حزب الله أن يستخدمها كورقة إيرانيّة. لا بل أنّ ترامب كان لافتاً جدّاً في كلامه عن نيّته القضاء بشكلٍ كامل على “حماس” في حال أصرّت على البقاء في السلطة.
ويعني ذلك، ببساطة، أنّ ما يرفضه ترامب لـ “حماس” لن يوافق عليه لـ “حزب الله”، وهو لن يوفّر سبيلاً لسحب سلاحه وتقويض نفوذه في السلطة اللبنانيّة، عبر الأطر الدبلوماسيّة التي يعتمدها حاليّاً، أو عبر إعطاء الضوء الأخضر لبنيامين نتنياهو لشنّ ضربات مكثّفة على حزب الله تؤدّي الى القضاء بشكلٍ كامل على ترسانته العسكريّة، وربما استهداف من تبقّى من قيادته، في استعادةٍ لمشهد أيلول من العام المنصرم، ما سيؤدّي إلى تهجيرٍ إضافيّ ودمارٍ لأبنية سكنيّة وسقوط مدنيّين…

لسنا نقول إنّ الحرب واقعة. إلا أنّ احتمال اندلاعها كبير. وإن حصلت، فسيكون المسؤول عنها حزب الله الذي يتعنّت في رفض تسليم سلاحه شمال الليطاني، من دون أن يستخدم هذا السلاح لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، ما يحوّل مهمّته الى داخليّة ويُسقط، تماماً، صفة المقاومة عن “الحزب” ويكرّسه كميليشيا تموّلها إيران وهدفها منع الاستقرار الداخلي.