
خطة غزة الأميركية: ما مستجدات مفاوضات المرحلة الأولى؟
أكد مصدر من حركة “حماس” لـ”المدن” أن ما وصفها جلسة “محورية وهامة” انطلقت ليل الأربعاء؛ من أجل البحث التفصيلي لأسماء الأسرى وخطوط انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مناطق بقطاع غزة، وذلك في سياق اليوم الثالث للمفاوضات بشأن تطبيق المرحلة الأولى لخطة الرئيس الأميركي لوقف إطلاق النار.
نقاش الأسماء.. بجلسة ليل الأربعاء
ووفق المصدر، فإنه في الجلسة الأخيرة، تم بحث أسماء الأسرى الفلسطينيين المنوي الإفراج عنهم بموجب عملية التبادل، وذلك بعد أن قدمت الحركة قائمة بكشوفات الأسماء التي تطالب الإفراج عنها، تلاها تفاوض بشأنها. ومن ناحية فنية، لا تقدم إسرائيل قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين توافق الإفراج عنهم، وإنما تطالب “حماس” بأسماء أسرى محددين، ثم ترد إسرائيل بالموافقة أو الرفض، وبعدها تتم عملية التفاوض والأخذ والرد بشأن الأسماء، مروراً بتدخل الوسطاء بمقترحات لحل الخلاف.
وأوضح المصدر أن المفاوضات تتمحور حول أسماء الأسرى، وأما مفاتيح التبادل فهي مسألة متفق عليها مسبقاً، بمعنى أنه فيما يخص عدد الأسرى الفلسطينيين المحكومين بالمؤبدات مقابل كل أسير إسرائيلي على قيد الحياة فلا خلاف على ذلك، لكن الأسماء فقط هي التي تحتاج إلى حسم واتفاق.
تفاؤل أكبر بشأن المرحلة الأولى
واعتبر المصدر الحمساوي المقيم في غزة، أن المعطيات الواردة لديه من فريق التفاوض، تشير إلى أن تطبيق المرحلة الأولى لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هي تحصيل حاصل، في إشارة إلى حظوظها العالية في التنفيذ خلال الأيام القادمة، ما لم يحصل أي تطورات تعطل ذلك.
واستند المصدر في تفاؤله بشأن تطبيق المرحلة الأولى للخطة المتمثلة في عملية تبادل الأسرى، إلى اعتقاده بأن الجيش الإسرائيلي مستعد للانسحاب بشكل أكبر من الخط الأصفر الذي حدده ترامب في خطته، بحيث تبتعد عن المناطق السكنية والمباني، وتقترب من خطوط الانسحاب التي جرت في اتفاق كانون الثاني/ يناير الماضي. وبيّن المصدر أن “حماس” مستعدة هي الأخرى للموافقة على خطوط الانسحاب بموجب اتفاق الهدنة السابقة، رغم تأكيده أن وفد الحركة المفاوض لا يكشف مسبقاً عن خطوط تحركه التفاوضي.
وبين المصدر لـ”المدن” أنه رغم أن الحركة وضعت معياراً أساسياً في عملية التفاوض، يتمثل في أن “تسليم آخر أسير إسرائيلي يجب أن يتزامن مع خروج آخر جندي من غزة”، إلا أن الأمر يحتمل تفاصيل كثيرة لها علاقة بالمنطقة العازلة وأمور وظروف تفاوضية أخرى، إلى جانب مقايضات ومساومات معينة.
وأكد المصدر أنه بشكل عام، فإن هناك تفاؤلاً كبيراً لتنفيذ المرحلة الأولى لخطة ترامب مهما كانت العقبات القائمة، وذلك لاعتبارات وأمور مختلفة لكل من “حماس” وإسرائيل وأميركا والوسطاء.
ماذا عن البرغوثي وسعدات؟
وبينما ادعت تقارير إسرائيلية أن اتفاق المرحلة الأولى لن يتضمن الإفراج عن القياديين الأسيرين مروان البرغوثي وأحمد سعدات، رجح المصدر من “حماس” لـ”المدن”، أن يبدي وفد الحركة المفاوض مرونة معينة بخصوص ذلك، عبر ربط الإسمين بمرحلة أخرى من الخطة الأميركية.
وأكدت مصادر سياسية لـ”المدن” أن تل أبيب ترفض حتى الآن الإفراج عن البرغوثي وسعدات، لأسباب سياسية، لكنها أكدت أن الحركة تفاوض فعلياً الولايات المتحدة وليس إسرائيل، مبينة أنه في حال حصول “حماس” على صيغة أميركية تضمن وقف الحرب طالما استمرت المفاوضات، فإنه يمكن لها إبداء مرونة معينة بخصوص الأسماء.
وأشارت مصادر “المدن” إلى أن الساعات القادمة هي حاسمة لإمكانية الاتفاق، وأن الوسطاء يبذلون جهوداً مكثفة للتوصل إليه. وبحسب المصادر ذاتها، فإن كثيراً من الملفات حُسمت وأن المتبقي مجرد تفاصيل فنية فقط، على أمل أن تحسمها جلسة ليل الأربعاء.
تفهم لاحتمال التأخر بتسليم رفات أسرى إسرائيليين؟
كما بينت مصادر “المدن” أن “حماس” أبلغت الوسطاء في الساعات الأخيرة أنها قد لا تتمكن من تحديد أماكن بعض جثث ورفات الأسرى الإسرائيليين، لظروف متعلقة بالدمار الكبير الذي أحدثته الحرب، وأخرى متعلقة باستشهاد عناصر القسام التي كان لديها علم بمكان دفنها، إلى جانب تعقيدات لوجستية وأمنية. وأفادت المصادر السياسية لـ”المدن” بأن جميع الأطراف، بما فيهم الوسطاء وأميركا وإسرائيل، أبدوا تفهمهم بخصوص التأخر المحتمل من “حماس” في تسليم بعض الجثث والرفاة، وهو ما أكدته أيضاً هيئة البث العبرية.
في غضون ذلك، قالت صحيفة “هآرتس” العبرية إن الجيش الإسرائيلي مستعد لانسحاب محتمل بموجب المرحلة الأولى للصفقة، لكنه لم يحصل حتى الآن على خريطة أخرى غير تلك التي نشرها ترامب. في حين، نقلت “معاريف” عن مسؤول إسرائيلي، بأن “هدفنا تغيير خريطة الانسحاب في المرحلة الأولى من اتفاق غزة، ونقترب بحذر من إتمام المرحلة الأولى”.
جيش الاحتلال متأهب.. ومُنتظر!
أما قناة “كان” العبرية فقد توقعت بإمكانية إنجاز الاتفاق خلال 72 ساعة أو أقل من ذلك، على ضوء التقدم في القضايا المركزية وتفعيل ضغوطات مكثفة على الطرفين، مضيفة أن الوسطاء حددوا نهاية الأسبوع كموعد نهائي لإنجاز الاتفاق.
بدوره، قال المراسل العسكري الإسرائيلي لتلفزيون “مكان” إيال عاليما، إن الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وحذر ميداني، وأنه ينتظر تعليمات المستوى السياسي بناء على مخرجات شرم الشيخ، مؤكداً أنه لأول مرة منذ سنتين، فإن الجيش لا يسابق الزمن لاستنفاد أهدافه العسكرية في غزة؛ لأنه استنفدها، وإنما هو في حالة دفاع وحماية لقواته المتوغلة في القطاع، بموازاة انتظار ما تقرره الحكومة الإسرائيلية بناء على مستجدات المفاوضات.