هكذا خرج “الحزب” من “مولد حماس” من دون استعادة الأسرى

هكذا خرج “الحزب” من “مولد حماس” من دون استعادة الأسرى

الكاتب: بشارة خيرالله | المصدر: هنا لبنان
14 تشرين الأول 2025

بعد تبادل الأسرى بين إسرائيل وبقايا حركة حماس، تبين أنّ أسرى “الحزب” لم تشملهم أيّ عملية، ولم يلتفت إليهم أحد، علمًا أنّ أسرهم جاء بسبب دخولهم حرب إسناد “حماس” عملًا بالمبدأ الخنفشاري المسمى “ربط الساحات”

يوم أعلن السيد حسن نصرالله حرب الإسناد، اعتقد جزء لا بأس به من المراقبين والسياسيين أنه يستطيع بكبسة زر أن يُغرق إسرائيل في البحر.. فقط قلّة قليلة واجهت هذا الفريق بالحقيقة المرة، أنه بإمكاننا التضامن مع الشعب الفلسطيني بأساليب مختلفة من دون الانزلاق إلى حرب معروفة النتائج سلفًا، ترتد على جميع اللبنانيين سلبًا وتتسبب بتدمير البشر والحجر وتعزز فكرة هجرة اللبنانيين إلى الخارج هربًا من “الاحتلال الإيراني للقرار اللبناني”، وإعلان الحكومة وقتذاك، وبصريح العبارة، أنها لا تملك قرار الحرب والسلم، وليس لها أي دور بكل ما حدث ويحدث، إلى أن تبدل المشهد واتخذت حكومة نواف سلام قرارًا تاريخيًا بنزع الشرعية عن الجماعات المسلحة..

اليوم، وبعد تبادل الأسرى بين إسرائيل وبقايا حركة حماس، تبين أنّ أسرى “حزب الله” لم تشملهم أيّ عملية، ولم يلتفت إليهم أحد، علمًا أنّ أسرهم جاء بسبب دخولهم حرب إسناد “حماس” عملًا بالمبدأ الخنفشاري المسمى “ربط الساحات”.

من يستمع إلى كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يدرك تمامًا إلى أين تسير الأمور، ويتأكد أنّ السلام بالقوة آتٍ لا محالة، مهما كلّف الأمر، شاء من شاء ورفض من رفض.. وعليه، تتجه الأنظار إلى ما سوف يفعله رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد الانتهاء من عملية تبادل الأسرى وبعد عودة الرئيس الأميركي إلى بلاده بسلام.

فهناك من يعتقد أنّ الاستدارة الإسرائيلية صوب ما تبقى من أذرع إيران هي استدارة حتمية، لكن ما لا يستطيع تقديره أيّ أحد، إن كانت إسرائيل ستبدأ حربها على إيران أولًا، أم على الأذرع الإيرانية قبل الانتهاء بضرب العمق الإيراني..

ما هو مؤكد حتى الآن، أنّ الحرب باتت حتمية وليس هناك ما يسحب ذرائعها، لكن بوصلتها لم تثبت على اتّجاه.

هناك فرضية ضرب العمق الإيراني ثم التفرغ لبقايا المحور، وهناك فرضية أخرى تتحدث عن التوجّه لفتح جبهة حرب جديدة مع لبنان، تبدأ بالحرب على “حزب الله” ولا تنتهي إلا بضرب كل ما يمتّ إلى “حزب الله” بصلة، والنموذج الحي يتجلى في ضربة “المصيلح” التي استهدفت آليات كانت تتحضر لإعادة الإعمار، لكنها في العمق، استهدفت نبيه بري شخصيًا، في عقر داره، وهذا هو الخطر المحدق الذي بدأ يتهدّد حلفاء المحور الإيراني، من قريب أو من بعيد..

نردّد لنقول: “الله يحمي لبنان”.