
الى أين يتّجه الشرق الأوسط؟
فكيف يمكن للأمور أن تتطور مستقبلاً في إيران، وعلى مستوى التأثير الإيراني الإقليمي، بعد قمة شرم الشيخ؟ وماذا يمكن للنظام الإيراني أن يقدم من أوراق جوهرية في المرحلة القادمة، يستحيل عليه تقديمها بحسب المنطق، لأنه نظام عقائدي؟ وما هي الخيارات المتاحة أمام هذا النظام لاحقاً، بعدما وضعه الفرز الجديد الذي ظهر في قمة شرم الشيخ، وضمن العالم الإسلامي تحديداً، أمام مُصارَعَة مع نفسه (النظام الإيراني) ومع مستقبله وحيداً تقريباً؟
رأى مصدر مُتابِع أنه “لا يمكن لإيران أن تسير في اتّجاه مُعاكِس لتاريخ الاستقرار، أو التمسُّك بأفكار عقائدية بالمُطلَق في عالم اليوم. فهذا لم يَعُد مُتاحاً، ويؤدي الى عودة للوراء بواقع الشعب الإيراني، وشعوب أخرى في المنطقة لا تزال تتبع التوجّهات والسياسات الإيرانية”.
ولفت في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “إيران كبلاد فارس معروفة تاريخيّاً بأنها واقعية، وماهرة في اصطياد الفرص، وفي التقيّة أيضاً، أي بمُسايَرَة الأوضاع في انتظار ظروف أفضل. ولذلك، من المُرجَّح أنه بعد الضربة الأميركية تحديداً للبرنامج النووي الإيراني في حزيران الفائت، بدأت المستويات القيادية في إيران تفكر واقعياً بماذا يتوجب عليها أن تفعل من أجل حماية النظام”.
وختم: “بعد سقوط حركة “حماس” في غزة، واستسلام النظام السوري السابق، والضّعف الذي أصاب “حزب الله” في لبنان، بات الهاجس الأكبر لدى المراجع الإيرانية اليوم هو الحفاظ على النظام بانتظار ظروف أفضل في المستقبل قد تحصل وقد لا تحصل. فالحفاظ على النظام الإيراني يحدّ من الخسائر التي تكبّدتها طهران منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الساعة، ولذلك يُتوقَّع من إيران أن تكون إيجابية في التعاطي مع التوجّهات الدولية الجديدة”.