
كلية الحقوق في مرمى أمن الدولة: لغز استقالة المدير المكلّف
توسّعت التحقيقات التي يجريها جهاز أمن الدولة في كلية الحقوق الفرع الأول وباتت القضية أكبر من مجرد تزوير علامات لأربعة طلاب كويتيين. بل باتت تشمل طلاباً لبنانيين جرى تزوير علاماتهم لإنجاحهم.
وفي آخر فصل من فصول فضيحة تزوير المسابقات والعلامات، قدم المدير سامر عبدالله استقالته.
لم يمض على تكليف عبدالله يومان، عقب إعفاء مدير الفرع السابق مجتبى مرتضى، وقدم الاستقالة لأسباب ما زالت مجهولة، ما يؤشر إلى مدى اتساع الفضيحة في الكلية.
تعويم الطابق بالمياه
وتشير مصادر متابعة لـ”المدن” أن عبد الله تسلّم الفرع يوم الجمعة الفائت، بعد تكليفه يوم الخميس. وحضر جهاز أمن الدولة وأخذ المزيد من الوثائق والمسابقات، وكرر الأمر الإثنين والثلاثاء. وأتت استقالة عبدالله الثلاثاء في ظروف معقدة ناجمة عن خوفه من التورط في الفظاعات التي تكتشف تباعاً في الفرع.
ووفق المصادر بات الطابق حيث إدارة الفرع خالياً من الموظفين وجميع المكاتب مقفلة. ولكن فجأة انهمرت المياه وباتت أرضية الطابق عائمة، ما يضع علامات استفهام حول وجود نوايا للتخريب، في ظل مواصلة جهاز أمن الدولة التحقيق وأخذ مستندات من غرفة المسابقات. وكان هذا الأمر بمثابة ملاحظة أتت لعبدالله من جهاز أمن الدولة منبهين من وصول المياه إلى غرفة المسابقات. لذا شعر بأن أحدهم يريد التخريب وتوريطه، ففضل الاستقالة.
تلاعب بعلامات النظام الالكتروني
ووفق مصادر “المدن” يبدو أن الموظفين وشى بعضهم ببعض وأدلوا باعترافات ساعدت في توسع التحقيقات لتطال طلاباً لبنانيين جرى التلاعب بعلاماتهم. وحتى الساعة، هناك خمسة أنواع من التزوير حصلت في الفرع: التزوير في مغلفات كراسات الامتحانات، التزوير في الإجابات، استبدال الأوراق الداخلية للمسابقات، التلاعب بالعلامات على المسابقات، والأخطر التلاعب بالعلامات على النظام الإلكتروني حيث تسجل العلامات (البانير). فقد كشفت التحقيقات أنه جرى تغيير علامات طلاب بعدما جرت مطابقتها مع العلامات على المسابقات.
وتضيف المصادر أن أحد المحللين الاستراتيجيين، وهو يظهر على مختلف شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي، استفاد من تزوير العلامات، رغم أنه لم ينجح ويرفّع إلى السنة الثانية بعد. لكن تبين أنه جرى تزوير علامات مسابقتين له لإنجاحه فيهما.
مسابقات لطالب مطرود من الامتحان
ومن ضمن الفظاعات المرتكبة في التزوير أنه بالتحقيق مع أحد الأساتذة، استغرب الأخير وجود مسابقات لأحد الطلاب يجري التحقيق في صحتها. فقد أكد الأستاذ في التحقيق أن الطالب المعني لم يحضر يوم الامتحان بل كلف شخصاً بديلاً عنه إجراء الامتحان. وضُبط الشخص البديل وطُرد من القاعة وحُرم الطالب من الامتحانات. ولكن خلال التحقيقات، تبين أن للطالب مسابقات وعليها علامات، وقد نجح فيها كلها!
ووفق المصادر، شعر عبدالله بأن الأمر جلل، وأن هناك رؤوساً كثيرة ستقع إذا واصل جهاز أمن الدولة التحقيق في ملفات فساد كثيرة في الفرع. وهذا الأمر يؤدي إلى تدخلات سياسية لدى عبدالله لمحاولة عرقلة التحقيقات. لذا فضل عدم التورط بهذا التكليف الذي قرره رئيس الجامعة بسام بدران يوم الخميس الفائت. علماً أن تكليف عبدالله أتى عقب إعفاء مجتبى مرتضى الذي يُعتبر من أقرب المقربين إلى بدران. ولم يعرف بعد مدى تورط مرتضى بهذه الفضيحة الكبيرة، التي يقف خلفها نافذون كثر، على ما يبدو، إذ يستحيل أن تصل عمليات التزوير إلى هذا المستوى من موظف أو أجير من هنا وهناك، ومن دون وجود دعم سياسي له.