
حديث إسرائيل عن ترميم “الحزب” قدراته حقيقة أو مبالغة؟
ما انفكت الصحافة الإسرائيلية تتحدت في الآونة الاخيرة عن قيام “حزب الله” بترميم قدراته وإمكاناته العسكرية جنوبا وبقاعا، وإقدامه على تهريب شحنات أسلحة من سوريا ولو بعد تسعة أشهر على رحيل نظام بشار الأسد.
وكانت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس قد تناولت هذا الموضوع بإسهاب مع الرؤساء الثلاثة جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام في محطتها الأخيرة في بيروت، مستندة إلى معلومات وتقارير تسلمتها من تل أبيب حيث لا يتوقف بنيامين نتنياهو وفريقه السياسي والعسكري عن الإشارة إلى هذه النقطة والاستناد إليها لتبرير عملياتهم العسكرية المتواصلة والتي كان أخطرها في بليدا (مرجعيون)، والادعاء أن الحزب حوّل مجلسها البلدي إلى نقطة يستعملها عناصره على مقربة من مواقع عسكرية إسرائيلية وعلى مسافة قصيرة من المستوطنات.
ولا يعلّق الحزب على الحديث عن أي جهوزية عسكرية، مكتفيا بـ”أدبيات المقاومة والإبقاء على سلاحها”.
وتفيد المعطيات لدى أكثر من جهة أنه لا يمكن تأكيد قيام الأعضاء في الجناح العسكري في الحزب بحراك في الجنوب، وخصوصا في جنوب الليطاني حيث يتخذ هؤلاء إجراءات أمنية قدر الإمكان، ورغم ذلك فإن المسيّرات الإسرائيلية تستهدفهم، وأخذت تعمل على قتل مسؤولين مدنيين في صفوف الحزب من الذين يتولون صفة “رابط الحزب” في البلدة، وآخرهم عبد السيد في الناقورة. وتفيد الوقائع الميدانية أنه إذا كان في إمكان الحزب إعادة تنظيم صفوفه على المستوى البشري واللوجيستي، فإن عملية نقل الأسلحة وخصوصاً في الجنوب دونها تعقيدات وأخطار، لأن المسيّرات لا تفارق سماء جنوب الليطاني وشماله. ووصل الأمر بالإسرائيليين إلى الطلب بواسطة “اليونيفيل” في عدد من البلدات تزويدهم أسماء أصحاب السيارات الذين يتوجهون إلى قراهم الحدودية لقطاف موسم الزيتون.
ويشير الإسرائيليون إلى أن الحزب يهرّب شحنات من الأسلحة من سوريا، وأقدم الأسبوع الفائت على قتل علي حسين الموسوي في النبي شيت والقول إنه عضو ناشط في”الحرس الثوري الإيراني”، وهو تلقى علومه الجامعية في طهران وكان مسؤولا في سوريا إبان وجود الحزب على أرضها.
ويجزم خبير عسكري لبناني بأنه يصعب التأكيد أن الحزب يأتي بالأسلحة من سوريا “وفي هذه الحالة فإن إسرائيل كانت ستقدم على استهداف هذه الشحنات من صواريخ أو غيرها. وعندما تقول إسرائيل إن الحزب ما زال يجلب السلاح من سوريا، فيجب التدقيق في هذا الكلام، ولا سيما أن السلطات الأمنية بقيادة الرئيس أحمد الشرع لن تسهل عمليات من هذا النوع”.
ولا يستبعد مراقبون أن يكون الحزب قادراً “ولو بصعوبة” على تهريب أسلحة من سوريا، سواء من مخازن كانت تعود لها ولم يتم كشفها أو بالتعاون مع ضباط يخدمون في الأمن السوري، لقاء مبالغ مالية يحصلون عليها، فضلا عن أن كثيرين يغطون عمليات التهريب المتواصلة بين البلدين.
