الأداء اللبنانيّ مخيّب لواشنطن والانتقادات كثيرة… تأثير الحزب على الدولة قويّ

الأداء اللبنانيّ مخيّب لواشنطن والانتقادات كثيرة… تأثير الحزب على الدولة قويّ

الكاتب: مجد بو مجاهد | المصدر: النهار
4 تشرين الثاني 2025

يتراجع رهان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الدولة اللبنانية وسط انتقادات شتّى غير منحصرة بالمبعوث توم براك. فما تقويم إدارة ترامب للأوضاع اللبنانية بحسب لقاءات ومحادثات تحصل في الولايات المتحدة الأميركية مع مستشارين ومسؤولين في الإدارة، في مرحلة يكثر فيها انتقاد المبعوثين الأميركيين للأداء اللبنانيّ؟

مدير التواصل في “المعهد الأميركي اللبناني للسياسات” المحامي شكري منصور الذي يشارك في اجتماعات ومشاورات، يقول لـ”النهار”: “من الواضح للإدارة الأميركية الحالية أنّ “حزب الله” يعيد تنظيم نفسه وعتاده عسكريّاً. تضع واشنطن هامشاً زمنيّاً حتى أواخر 2025 لينفّذ لبنان بند حصر السلاح لئلا يخالف الاتفاق مع الولايات المتحدة”.
ويضيف: “الولايات المتحدة على يقين أنّ تأثير “حزب الله” قويّ على مستوى الدولة اللبنانية. تبقى واشنطن واثقة بأنّ الحزب لا يزال يحظى بتمويل يصله. لهذا السبب، تضع الخارجية الأميركية مكافآت بهدف معرفة من أين تأتي تلك الأموال”.
وبنتيجة التواصل مع إدارة الولايات المتحدة حول الأوضاع اللبنانية، يلاحظ منصور أنّ “حزب الله يعيد تغلغله في منطقة جنوب الليطاني، وما قام به الجيش اللبناني لم يحقّق النتيجة المطلوبة، ولا يفرض الجيش نفسه في مهمّة حصر السلاح. مع ذلك، لا إشارات حالياً إلى أنّ الولايات المتحدة يائسة أو ستوقف الدعم له. ولكن إلى متى تنتظر الإدارة الأميركية حتى تنفيذ مهمة حصر السلاح؟”
وإذ أعطى رئيس الجمهورية جوزف عون الجيش أوامره بالتصدي لأي توغّل إسرائيلي، يؤكد منصور أنّ “تلك الأوامر لم يعتبرها مستشارون في إدارة ترامب تأهّباً لمواجهة بين الجيش اللبناني وإسرائيل. لكن ثمة من اعتقدوا أنها تشكّل حلفاً مع “حزب الله” أو أنها كلام ليس له أي تأثير على الإدارة الأميركية أو على إسرائيل. من النتائج، تعاطف أكبر مع إسرائيل، وتالياً استمرارها في ضرباتها، ويمكن أن تصعّد هجماتها أكثر. ويتداول في أروقة أميركية، أنه كان على الجيش اللبناني ورئاسة الجمهورية والحكومة منع أسباب التصعيد، لا محاولة المشاركة فيه”.
ويستطرد أنّ “التعامل مع الواقع سينتظر حتى نهاية العام الحالي في مسألة نزع سلاح “حزب الله”، وسيكون الموعد مصيريا. ليست هناك ترجيحات لما سيحصل لاحقاً، لكن الأجواء غير جيدة حيال لبنان”، موضحاً أنّ “واشنطن لم تطلب من إسرائيل وقف ضرباتها، ولا إدانة للضربات الإسرائيلية. ما يحصل هو خوض حرب استنزاف لا أفق لها”.
ويستنتج منصور أنّ “المشكلة هي أنّ لبنان الرسمي يرفض أن يكون قائداً. لم يستطع لبنان أن يتلقّف التطورات. إنه ينحو إلى أن يكون تابعاً في هذه المرحلة. لا تزال الإدارة الأميركية تدعم رئيس الجمهورية اللبنانية في انتظار ما يحصل مع سوريا. في المحصلة، أعطى كلّ من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة نواف سلام أوامرهما بتنفيذ قرار حصر السلاح، لكن الدولة العميقة في لبنان لا تنفّذ القرار”.