
مساعدة هولنديّة ماليّة للجيش اللبناني
غادر وزير الدفاع الهولندي Ruben Brekelmans مطار رفيق الحريري الدولي، بعد زيارة الى لبنان، التقى في خلالها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ووزير الدفاع اللواء ميشال منسى ووقع مذكرة تفاهم لتقديم الدعم للجيش اللبناني.
وزار أيضا قوة “اليونيفيل” العاملة في جنوب لبنان، وجال على بعض القرى الجنوبية المدمرة.
وكان في وداعه ممثل الوزير منسى العميد جرجس الغزي والعميد جاد أبي راشد ممثلاً العماد قائد الجيش رودلف هيكل.
وتحدث الوزير Brekelmans الى الإعلاميين عن زيارته وعن الوضع في لبنان، لافتا الى “ان الزيارة تهدف الى تعزيز العلاقة بين البلدين وتطويرها لا سيما لناحية دعم الجيش اللبناني وتقديم المساعدة له في مختلف المجالات وبشكل خاص في مجال التدريب واستعادة قوته على مختلف حدوده وتعزيز ثقة الناس به”، معلنا انه “تم تقديم مساعدة مالية للجيش اللبناني تقدر بـ 7.5 مليون دولار أميركي”.
وردا على سؤال، قال الوزير الهولندي: “يحتاج لبنان أيضا إلى مساعدة إنسانية، بالطبع. لذا، فالأمر واسع النطاق، وعلينا التأكد من أن قرار الأمم المتحدة رقم 1701 يبقى في النهاية أساس أي اتفاق سلام دائم. لذا، نحرص على الصعيد الديبلوماسي، على حث جميع الأطراف المعنية، والتأكد من أن الجميع لا ينتهكون القرار 1701، بل يتصرفون وفقا له”.
وأضاف: “من المهم أيضا تعزيز الاقتصاد والإصلاح والتأكد من أن المجتمع الدولي يساعد أيضا من حيث النمو الاقتصادي، والتأكد من أن لبنان يمكن أن يحظى بدعم صندوق النقد الدولي وأن يقوم بالإصلاحات الضرورية”.
وحول تقييمه لعملية تفكيك سلاح “حزب الله” وردة فعل الحزب، قال: “بالطبع، سيكون ذلك تحديا. بالنسبة لي، لم أكن هنا إلا ليوم واحد. لذا، من الصعب علي تقييم مدى صعوبة ذلك. لكن ما رأيته حتى الآن في الجنوب هو أن هناك تقدما. أعتقد أنه إذا نظرنا إلى الجداول الزمنية لإنهاء المرحلة الأولى قبل نهاية هذا العام، فأعتقد أن هذا مثير للإعجاب، على الرغم من سهولته”.
وقال: “أعلم أن المراحل القادمة ستكون أكثر صعوبة. ولذلك من المهم أن يلتزم الجميع بالخطة. لأنه إذا انتهكت إسرائيل الاتفاق، فسيصبح تنفيذ المراحل التالية من الخطة أصعب، وهي في حد ذاتها ستكون صعبة ، لأنه، كما تعلمون، يصعب علي الحكم على مدى استعداد حزب الله للتعاون وبأي طرق. كما تعلمون، لا أثق بحزب الله. لا أثق بهم أساسا، ولكن كما تعلمون، المرحلة الأولى تسير على ما يرام، وهذا على الأقل يبعث على الثقة بإمكانية تحقيق ذلك في المراحل التالية. لكن علينا أن ننتظر ونرى، وعلينا أن نشجع الجميع على التصرف وفقا لذلك”.
وأضاف: “إنه بمنزلة إطار عمل يضع أسسا ويمهد. نحن نُبرم مذكرات تفاهم مع حلفائنا أو شركائنا، بيد أننا لا نفعل ذلك مع الجميع، بل مع شركائنا الذين نثق بهم”.
وكيف يمكن لهولندا أن تحد من الانتهاكات في جنوب لبنان؟ أجاب: “كونك مطلعا على الوضع هناك، أعتقد أنه من المهم أن نظهر، أو بالأحرى أن نوصل، رسالة دعمنا للجيش اللبناني. وبالتأكيد نحن نعبّر عن ذلك قولا، لكن من الضروري أيضا أن يقترن القول بالفعل من خلال تقديم الدعم الملموس، هذا أولا. ثانيًا، نقول أيضًا للجانب الإسرائيلي إنّه من الأفضل الالتزام بالاتفاق ومنح الجيش اللبناني الوقت والفرصة لنزع السلاح في الجنوب، والتأكد من انتقالنا إلى المرحلة التالية من خطة نزع السلاح. هذا هو الطريق نحو الاستقرار، وهذا ما نُثبته من خلال وجودنا هنا وتقديم الدعم. ومن ناحية أخرى، هذا ما نبلغ فيه الجانب الإسرائيلي، وكذلك بقية أطراف المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة، والشركاء الأوروبيين. وبالطبع، ينصبّ التركيز بصورة كبيرة على غزة وخطة السلام الخاصة بها، وهي خطة مؤلّفة من عشرين نقطة أو بندًا وهي مفهومة جدًا. ويجب ألا ننسى أن ثمّة أيضًا فرصة لتحقيق الاستقرار هنا في جنوب لبنان، لكن علينا التأكد من التزام جميع الأطراف بذلك”.
وردا على سؤال حول استمرار الاعتداءات الاسرائيلية في الجنوب. قال :” نرى الهجمات ونلمس التوغلات الصغيرة، ونلاحظ أيضا قوة السيطرة التي لا تزال إسرائيل تحتفظ بها. أعتقد أن هذا ما حدث خلال الأشهر القليلة الماضية، لذا يصعب علي أن أجزم ما إذا كان تصعيدا أم لا. ولكن، بشكل عام، يظل الإطار العام قائما. بالطبع، كان الوضع أسوأ بكثير في السابق. لقد وصلتُ إلى بيروت منذ يوم واحد، ورأيت آثار الهجمات السابقة وآثار القتال المتكرر في كل مكان. لذلك، إذا نظرنا إلى الأمر من منظور معيّن، يمكن القول إن الإطار العام لا يزال قائما”.
وعن قصده بأن الإطار قائم ووقف إطلاق النار ينتهك يوميا، ولا يمكن القول إنه قائم تماما، قال الوزير الهولندي: “ما أقوله هو أن الموقف الرسمي لكل من الأطراف الرئيسية، هو أنهم ما زالوا يعملون وفق هذا المخطط. ونحن بالطبع نرى الانتهاكات، لكن هذا لا يعني أن الخطة لم تعد قائمة. يمكن كذلك أن يكون هناك إطار عمل وأن يقول الأطراف إنهم سيضعونه جانبا، أو سيتخلون عنه يعلنون رفضه أو أيا يكن. لكن هذا لم يحدث”.
أضاف: “لذلك أعتقد أن ما يمكننا فعله، كما طُرح، هو أن نحرص على تشجيع الجميع على الالتزام بالخطة، وضمان تحقيق التقدّم، والتأكد من نشر هذا التقدّم وإعلانه كي يكون معروفا للجميع. لأنني أعتقد أن الانتهاكات التي تحدث عادة ما تحظى بكل الاهتمام. لكن في الوقت نفسه هناك تقدّمٌ يُحرز أيضًا”.
ورأى انه “من أجل أن يظل لدى الجميع الثقة في الإطار العام وفي مسار التقدم، لا بد من التأكد من أن هذا التقدم ينقل أيضا، وأنه يصل بوضوح إلى الجميع”. وقال : إذًا ما كنت أقوله هو أنه عند طرح المسألة، يمكننا أن نحاول المساعدة في إظهار أن هناك، رغم الانتهاكات، تقدما حقيقيا، وأن علينا أن نضمن بقاء الجميع ملتزمين بالخطة، لأنّه لا يوجد بديل قابل للتطبيق”.
