خاص- ضربة جديدة لإيران قريباً؟

خاص- ضربة جديدة لإيران قريباً؟

الكاتب: إيلين زغيب عيسى | المصدر: beirut24
6 تشرين الثاني 2025

حتّى الساعة، لم يُعرف بالتحديد مدى الضرر الذي لحق بالمنشآت النووية الإيرانية، وبالتالي بالبرنامج النووي لطهران، بعد الضربات الأميركية الأخيرة في 22 حزيران الماضي. فالرئيس الأميركي دونالد ترامب يبالغ ربّما في تصويره سحق البرنامج النووي برمّته، فيما تبدو طهران دعائية في ما تعلنه عن عدم وقوع أضرار كبيرة.

الصورة الصحيحة قد تكون لدى أجهزة الاستخبارات الأميركية أو الإسرائيلية، وقد لا تكون، نظراً إلى صعوبة الوصول إلى قلب الأرض لمعاينة الخسائر. ولكن لا شكّ لدى الجميع أنّ إيران لم تفقد قدرتها ومعرفتها في حال أرادت تصنيع قنبلة ذرّية.

ولكن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي أكّد قبل أيّام أنّ إيران لا تزال تحتفظ بكلّ اليورانيوم المخصّب تقريباً. وقال: “وفقاً لتقديراتنا، لا يزال معظم اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%، إن لم يكن كلّه، وكذلك بنسبة 20% و5% و2%، موجوداً”. وأعلن أنّ الوكالة أجرت أكثر من 10 عمليات تفتيش في إيران منذ الضربة الإسرائيلية الأميركية، إلا أنه “لم يُسمح لها بالوصول إلى منشآت نووية مثل فوردو ونطنز وأصفهان التي قصفتها الولايات المتحدة”.

وإن كانت “الجبهة” مع طهران قد هدأت عسكريّاً منذ حزيران، إلّا أن احتمالات شنّ ضربات جديدة ما زالت قائمة. وفيما كانت إسرائيل تركّز اهتمامها على غزّة، ومن ثمّ على لبنان، وبينما كان ترامب يحاول خرق جدار التفاوض مع إيران من دون نتيجة، برزت في الأيّام الماضية تقارير إعلامية عدّة تتحدّث عن عودة التركيز على الملفّ الإيراني، لكونه النقطة الأساس في المحور الذي تحاربه تلّ أبيب. وتوقّعت التقارير أن تشمل الضربة المحتملة لإيران الفصائل العراقية ومواقع للحوثيين في اليمن.

وتحدّثت تقارير إيرانية تحديداً عن احتمالات حدوث ضربة في الفترة المقبلة، أستناداً إلى سياسة العودة إلى الضغوطات القصوى وتجديد العقوبات الأوروبية على طهران. وأوردت التقارير أنّ طهران تستعدّ لسيناريو الحرب، وتعمل على تحميل صواريخها البالستية برؤوس حربية غير تقليدية خارقة للتحصينات، كما تقول. كما أنّها شرعت في تنسيق أمني واسع مع الفصائل العراقية.

وفي المقلب الإسرائيلي، كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن قبل فترة أن “الحرب على إيران لم تنتهِ بعد”، وأنّ “إسرائيل تعلم مكان تخزين إيران لما يقرب من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب”. ويأتي هذا الموقف وسط تقارير استخباراتية وصور أقمار صناعية تشير إلى أن إيران تعمل على إعادة ترميم منشآتها النووية والصاروخية، وإجراء تجارب شبه يومية لصواريخ بالستية وعابرة للقارّات، بالتوازي مع مفاوضات لشراء منظومات دفاع جوي متطوّرة من موسكو وبكين.

واستناداً إلى ذلك كلّه، فالخيار العسكري ضدّ إيران ما زال على الطاولة، وإن كانت واشنطن ما زالت تتمهّل في الإقدام عليه. لكنّ الأكيد بالنسبة إلى إسرائيل أنّ الأمور مع طهران لم تنتهِ. فهي تريد القضاء النهائي على البرنامج النووي الإيراني وعلى أيّ إمكان لإعادة إحيائه في المستقبل، خصوصاً أنّ الضربات الأخيرة لم تكن كافية لتحقيق ذلك، وإن كانت قد أضعفت القدرات الإيرانية النووية والصاروخية إلى حدّ كبير. ويرى مراقبون أنّ الضربة الجديدة، إن حصلت، ستكون أقوى من سابقتها، وستطال أهدافاً لم تدمّر في المرّة السابقة. ويعتبرون أنّ اللجوء إلى الخيار العسكري مع إيران هو مسألة توقيت لا أكثر. وربّما يستهدف الهجوم المحتمل، ليس فقط المنشآت النووية أو النفطية، إنّما سيطال مقارّ رسمية للحكومة ورموزاً للنظام وشخصيات، بهدف تغيير الحكم وإطاحة المرشد نفسه. وثمّة من يعتقد أنّ هذا هو السبيل الوحيد الناجع للتخلّص من الخطر الإيراني النووي، ومن كل الفصائل التي تنضوي تحت إمرة نظام الملالي، من لبنان إلى العراق واليمن.

وثمّة من يرى في إسرائيل أنّ ضرب “الرأس” هو السبيل الأفضل للتخلّص من سلاح “حزب الله” ومن الميليشيات العراقية واليمنية، بحيث تؤدّي إزاحة نواة المحور إلى الهدف المطلوب، بدلاً من تضييع الوقت في ضرب الأذرع.

أمّا الموقف الأميركي من ضرب إيران، فلا يختلف كثيراً عن هذا المنطق. فالرئيس ترامب جرّب التفاوض مع إيران، والخيار العسكري قائم عند اللزوم. وكما حصل في المرّة السابقة، فإنّ الضربة الأميركية كانت مفاجئة، بعدما توهّمت طهران أنّها لن تحصل في ذلك الفجر من 22 حزيران 2025.