
معادلات جديدة في المتن وبوصعب يتعاون مع القومي لكسب الأصوات
انقلب المشهد الانتخابي في قضاء المتن رأساً على عقب سواء لناحية التحالفات أو لناحية القدرة التجييرية لأحزاب المنطقة. ففي حين تعمل القوات اللبنانية على عقد تحالف جديد مع أحد الناشطين والمتمولين وسحبه من لائحة حزب الكتائب، في محاولة لترسيخ المقعدين النيابيين، يواصل غريم القوات؛ أي التيار الوطني الحر مسار تراجعه الشعبي.
ما بعد إخراج بوصعب وكنعان
بعد إخراج النائب الياس بوصعب ودفع النائب إبراهيم كنعان لتقديم استقالته من التيار، بات الطريق لحصول التيار على حاصل انتخابي واحد معبّد بمخاطر تراجع شعبيته عن العام 2022. ففي انتخابات العام 2022 نالت اللوائح الأربع الأساسية؛ أي التيار والقوات والكتائب وتحالف المر-الطاشناق مقعدين لكل منها. ومن المتوقع خسارة “التيار” أكثر من خمسة آلاف صوت من كتلته الناخبة. يضاف إليها خسارة نحو 1500 صوت شيعي جيرها الثنائي الشيعي للرئيس ميشال عون، الذي كان يخوض معركة النائب السابق إدغار معلوف من قصر بعبدا حينها. هذا فضلاً عن فقدان السيطرة على نحو 1500 صوت، جرى تجييرها من غرفة العمليات التي كانت في القصر تتصل برؤساء البلديات والمخاتير والمفاتيح الانتخابية.
ووفق المعلومات، ثمة مفاوضات يجريها كنعان وبوصعب مع حزب الطاشناق لتشكيل لائحة، وهذا ما يعزز احتمال انفكاك الحزب الأرمني عن ميشال المر، الذي بدوره يتفاوض مع رئيس التيار جبران باسيل لتشكيل لائحة.
الصوت القومي والشيعي
ووفق المصادر، يتفاوض بوصعب مع القوميين في مختلف الدوائر، ولا سيما في دائرة الشمال الثالثة. والهدف من التفاوض التعاون في الحملات الانتخابية للقوميين في مختلف الدوائر لقاء تجيير نحو 4 آلاف صوت قومي له في المتن. ويضاف إليها محاولات لكسب الصوت الشيعي، بالطريقة عينها التي يعمل عليها لكسب أصوات قوميين لم يصوتوا له سابقاً. وفي حال نجح كنعان في استمالة العونيين الممتعضين في المتن قد تتمكن هذه اللائحة من المنافسة على مقعد ثان؛ أي على الكسر الأعلى للأصوات. تماماً كما حصل مع لائحة الطاشناق-المر في العام 2022. حينها نالت هذه اللائحة نحو 16 ألف صوت؛ أي أقل بنحو خمسة آلاف صوت من باقي اللوائح الثلاث، وبالرغم من ذلك فازت بمقعدين في معركة الكسر الأعلى للأصوات.
أما تحالف التيار مع المر فمن شأنه تأمين مقعدين (كسر الحاصل الثاني) للائحة. لكن سيخسر التيار معركة المقعد الكاثوليكي تماماً مثلما حصل في العام 2022، ويفوز بمقعد ماروني، ذاك أن منافسة القوات على المقعد الكاثوليكي صعبة المنال. وقد اختبر التيار هذا النوع من المعارك في العام 2022، وكانت النتيجة فتح الباب على المشاكل الداخلية فيه. إذ تقصد خفض التصويت التفضيلي لكنعان وبوصعب، وتجيير كل الأصوات لإدغار معلوف الذي خسر أمام ملحم رياشي بفارق تخطى الخمسة آلاف صوت. لذا، في حال تمكنت هذه اللائحة من الفوز بمقعدين فستكون بمقعد أورثوذكسي وآخر ماروني. ومرة جديدة سيدخل مرشحو التيار على اللائحة في صراع على الأصوات. فرئيس التيار جبران باسيل يريد ترسيخ ادغار معلوف على المقعد الكاثوليكي، في حين هناك قياديون يريدون الترشح على أحد المقاعد المارونية وعلى أحد المقعدين الأرثوذكسيين.
معضلة العونيين
المختلف عن انتخابات العام 2022 أنَّ “التيار” البرتقالي يدخل المعركة بصفوف مضعضعة. ويقول أحد أعضاء “التيار” الحاليين الممتعضين أن جبران باسيل كرس ادغار معلوف مندوباً سامياً على المتن. وبات الأخير يستبعد من يريد ويفتح الأبواب للموالين. وقد استبعد كل المفاتيح الانتخابية في البلدات التي لا تواليه مئة بالمئة. ليس هذا فحسب؛ بل جرى استدعاء العديد من العونيين لشرب فنجان قهوة (التحقيق) لأنهم شاركوا في العشاء الذي نظمه كنعان في فندق الحبتور قبل نحو شهر، ودعا إليه نحو ألفي شخص. وقد حضر هذا العشاء مناصرون وأعضاء في التيار، من باب المجاملة. لكن القيادة استنفرت وبدأت تسطير محاضر استدعاء. وأدى الأمر إلى موجة امتعاض جديدة.
وتلفت المصادر إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد موجة استقالات من التيار، كما حصل منذ نحو عام. وتشرح أن معضلة التيار لها شقان: فمن ناحية، حملة التطهير الداخلي التي بدأت مع آلان عون ما زالت قائمة. ومن ناحية ثانية أتت التحالفات في الانتخابات البلدية لترسيخ القطيعة بين جمهور واسع من التيار مع القيادة. أما مشكلة رئيس التيار فباتت مع العونيين أنفسهم قبل الخصوم. فهو لا يخوض معركة إسقاط غريميه في القوات ملحم رياشي ورازي الحاج بقدر شنّ معركة شرسة لإسقاط إبراهيم كنعان والياس بوصعب. وهذا الصراع يؤدي إلى إضعاف العونيين وترك الساحة المتنية لحزب الكتائب وللقوات اللبنانية.
