ترامب طلب من بن سلمان المضي قدمًا نحو التطبيع مع إسرائيل

ترامب طلب من بن سلمان المضي قدمًا نحو التطبيع مع إسرائيل

المصدر: اكسيوس
13 تشرين الثاني 2025

أفاد تقرير خاص لموقع “أكسيوس”، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجرى اتصالاً هاتفياً سرياً مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الشهر الماضي، أبلغه فيه بتوقعاته بأن تمضي المملكة قدماً نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل فور انتهاء حرب غزة.

تم هذا الاتصال، الذي لم يُكشف عنه سابقاً، بعد قمة سلام غزة التي عُقدت في مصر الشهر الماضي. وقال مسؤول أميركي مُطّلع مباشرة على المكالمة إن ترامب أبلغ ولي العهد أنه “نجح في إنهاء الحرب في غزة، ويريد الآن من الأمير محمد بن سلمان التحرك نحو التطبيع مع إسرائيل”. وأشار المسؤول إلى أن ولي العهد أبدى استعداده للعمل على هذا الملف مع إدارة ترامب.

وقال مسؤول أميركي كبير: “رسالتنا للسعوديين هي: ‘لقد فعلنا كل ما طلبتموه. الآن، هناك أشياء يريدها الرئيس ترامب، مثل التطبيع مع إسرائيل. فكيف ستتحركون الآن في هذا الاتجاه؟'”.

ورغم اعتراف المسؤولين الأميركيين بأن الفجوة بين السعوديين والإسرائيليين لا تزال واسعة، إلا أنهم يأملون في تحقيق تقدم بشأن هذه القضية خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان المرتقبة للبيت الأبيض الأسبوع المقبل.

ويرى المسؤولون الأميركيون أن بعض المطالب السعودية الرئيسية قد تحققت أو أنها قيد التنفيذ.

وكان السعوديون يرغبون في ميثاق دفاعي مع واشنطن، ومن المتوقع أن يحصلوا على “تعهد أمني” من ترامب خلال الزيارة، والذي يمكن أن يكون منصة لمُعاهدة دفاعية كاملة.

وكانت السعودية تصرّ على مسار لا رجعة فيه نحو دولة فلسطينية. ويعتقد البيت الأبيض أن البنود النهائية في خطة ترامب للسلام في غزة تضع مسألة الدولة الفلسطينية على الطاولة.

ويُشكّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نقطة احتكاك رئيسية. فبصفته معارضاً شرساً لحل الدولتين، فقد اتخذ مواقف متشددة بشأن تنفيذ خطة ترامب، وهي مواقف يرى المسؤولون الأميركيون أنها “غير مساعدة”.

وتشير الخطة إلى أنه إذا نفذت السلطة الفلسطينية إصلاحات “بإخلاص” أثناء إعادة إعمار غزة، “فقد تتوفر الظروف أخيراً لمسار موثوق به نحو تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية، الذي نعترف به كطموح للشعب الفلسطيني”.

ويشكك دبلوماسيون عرب ومسؤولون أميركيون سابقون في أن هذه الصياغة تلبي المعيار السعودي لـ “مسار موثوق به، وغير قابل للتراجع، ومُحدد بجدول زمني” لإقامة الدولة.

وقال مسؤول أميركي سابق مُقرّب من القيادة السعودية إن الأمير محمد بن سلمان يحتاج إلى التزامات أقوى بكثير، مصحوبة بخطوات ملموسة على الأرض من إسرائيل، لإقناع الرأي العام السعودي الذي أصبح أكثر معاداة لإسرائيل خلال حرب غزة.

من جهته، كلف نتنياهو مستشاره المقرب رون ديرمر، بملف التطبيع السعودي، حيث أكد ديرمر لمسؤولين أميركيين (مثل نائب الرئيس فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو) أنه سيواصل العمل على الاتفاقيات المحتملة.

ويقول المسؤولون الأميركيون إن المباحثات مستمرة، لكنهم غير متأكدين مما إذا كان من الممكن تحقيق أي اختراق بشأن التطبيع خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان المرتقبة.