
تلّ أبيب تلوّح بـ”أيام قتاليّة” في لبنان
قال مصدر ديبلوماسي في بيروت ل”وكالة اخبار اليوم” إن التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بشن “أيام قتالية” ضد لبنان “تعبّر عن محاولة منظمة لبناء مناخ سياسي وإعلامي يبرر أي تحرك عسكري لاحق، لكنها في الوقت نفسه تكشف حجم التردد داخل القيادة الإسرائيلية حيال نتائج مثل هذه المغامرة.”
وأوضح المصدر أن “ما يرشح من تسريبات عبر وسائل إعلام اسرائيلية، عن استعداد الجيش ووجود مخزونات ضخمة من الأسلحة لدى حزب الله، يدخل في إطار حملة نفسية هدفها تهيئة الداخل الإسرائيلي لسيناريوهات الحرب وتبرير أي تصعيد ميداني محتمل. غير أن هذا التصعيد اللفظي، يعكس أيضا فشل الضربات المستمرة منذ عام في تحقيق الهدف المعلن وهو نزع سلاح الحزب أو إضعاف قدراته”.
وأشار المصدر إلى أن “أوساطا إسرائيلية باتت تعترف بأن أي مواجهة جديدة مع حزب الله لن تكون قصيرة أو سهلة، وأنها تحتاج إلى أهداف سياسية محددة وحدود زمنية واضحة. لذلك، يجري داخل تل أبيب نقاش حول ضرورة تجنب تكرار تجربة غزة، والابتعاد عن الشعارات المبالغ بها كـ”تدمير حزب الله”، لصالح أهداف واقعية تتركز على “تحييد التهديد” في مناطق محددة جنوب الليطاني”.
وفي المقابل، لفت المصدر إلى أن “إسرائيل تجهل تماما شكل ردّ الحزب إذا ما بدأت أيام القتال الموعودة، ما يثير قلقًا واسعا داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية من فقدان السيطرة على الميدان وتحول أي اشتباك محدود إلى حرب شاملة. هذا الغموض في حسابات الردّ يجعل من أي خطوة إسرائيلية مغامرة محفوفة بالمخاطر”.
واضاف المصدر “أن الحكومة الاسرائيلية، التي تواجه ضغوطا سياسية داخلية، تحاول استثمار التوتر مع لبنان في توحيد جبهتها الداخلية، عبر خلق إجماع على خيار الحرب. إلا أن هذا المسار محفوف بكلفة سياسية وأمنية عالية، ويحتاج إلى مظلة تفاهمات إقليمية ودولية لمنع الانفجار الشامل”.
وخلص المصدر إلى القول “ان التهديدات الإسرائيلية الراهنة تحمل وجهين متلازمين؛ الأول هو التمهيد الميداني لاحتمال شن عمليات محدودة بهدف فرض معادلات جديدة في الجنوب، والثاني محاولة استخدام الخطاب العسكري كأداة ضغط سياسي ودعائية داخلية. لكن الخطر الحقيقي، يكمن في أن تتجاوز هذه الأيام القتالية حدودها النظرية، فتتحول إلى حرب مفتوحة لا يملك أحد القدرة على ضبط إيقاعها أو نتائجها”.
