مخاوف من هجوم لـ”حزب الله”.. هذه حكاية “الخط الأصفر” الإسرائيلي

مخاوف من هجوم لـ”حزب الله”.. هذه حكاية “الخط الأصفر” الإسرائيلي

المصدر: ارم نيوز
17 تشرين الثاني 2025
نشر موقع “إرم نيوز” الإماراتي تقريراً جديداً نقل فيه عن مصادر سياسية وأمنية لبنانية قولها إنَّ “بناء إسرائيل جداراً على الحدود مع لبنان، يأتي خشية من هجوم مفاجئ على غرار السابع من تشرين الأول 2023، من الجنوب اللبناني، تنفّذه قوات الرضوان التابعة لحزب الله؛ ما جعل إسرائيل تسعى إلى خلق خطوط تماس جديدة، تقلّص حضور الحزب على الحدود”.
وذكرت المصادر، وفق التقرير، أن “إسرائيل تسعى بهذا التصرف تقوم بنسخ تجربة روسيا في أوكرانيا، في محاولة تعويض الفشل العسكري الذي حصل في الحرب الأخيرة مع لبنان، بعدم نزع سلاح حزب الله من جهة، ومحاولة تهدئة نفوس المستوطنين والمستعمرين الموجودين في شمال إسرائيل، من جهة أخرى”.

وأشارت إلى أنّ “المنطقة العازلة في العقيدة الإسرائيلية هي مفهوم إعلامي في ظاهرها، لكنها وفقاً للعقيدة العسكرية والتلمودية الإسرائيلية، تتحوّل بمرور الوقت إلى وسيلة لفرض واقع جديد على الأرض”.

ومؤخراً، طلب رئيس الجمهوريّة جوزاف عون من وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، تكليف بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة، رفع شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل لإقدامها على بناء جدار أسمنتي على الحدود اللبنانية الجنوبية يتخطى الخط الأزرق الذي تم رسمه بعد الانسحاب الإسرائيلي في العام 2000.
أيضاً، طلب عون إرفاق الشكوى بالتقارير التي صدرت عن الأمم المتحدة التي تدحض النفي الإسرائيلي لبناء الجدار، وتؤكد أن الجدار الخرساني الذي أقامه الجيش الإسرائيلي أدى إلى منع السكان الجنوبيين من الوصول إلى مساحة تفوق 4 آلاف متر مربع من الأراضي اللبنانية”.
بدوره، يقول المنسق السابق للحكومة اللبنانية لدى قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل”، العميد منير شحادة، إنّه بناءً على إفادة قوات اليونيفيل التي تُعتبَر جهة محايدة، تم التأكد من أن إسرائيل تخطّت الخط الأزرق من خلال تشييد الجدار الخرساني، وتقدّمت حتى الآن 4 كم مربع داخل الأراضي اللبنانية، في حين لم يُسمح للجيش اللبناني بالتوجّه إلى هناك لاستخدام معدّاته الحديثة للتحقّق من هذا الخرق ميدانيًّا.
وأوضح شحادة في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أنّ لبنان تقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن لهذا الغرض، كما طلب من لجنة “الميكانيزم” أن تُشكّل لجنة تقنية للكشف عن هذه المنطقة، خاصة أن إسرائيل تدّعي أنها لم تخرق الخط الأزرق، لافتاً إلى أنه عندما تقول جهة محايدة مثل “اليونيفيل” إن إسرائيل تخطّت الخط الأزرق واستولت على مساحة تُقارب 4 كيلومترات مربعة، فإنّ ذلك يشكّل تأكيدًا على وقوع اعتداء واضح على الأراضي اللبنانية.
وذكر شحادة أنّ هذا الخرق يأتي إضافة إلى احتلال في 5 نقاط حدودية أصبحت اليوم سبع نقاط بعد وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنّ إسرائيل دائماً ما تسعى إعلامياً لتبرير خطواتها، فتارةً تتحدّث عن حاجتها إلى مناطق “صفراء” أو “حمراء” أو “خضراء”، في محاولة لتصوير الأمر كضرورة أمنية لحماية مستوطناتها الشمالية، معتبرًا أنّ اللون لا يغيّر في جوهر المسألة شيئًا.

وبين شحادة أنّ “المنطقة العازلة” في العقيدة الإسرائيلية هي مفهوم إعلامي في ظاهرها، لكنها وفقاً للعقيدة العسكرية والتلمودية الإسرائيلية، تتحوّل بمرور الوقت إلى وسيلة لفرض واقع جديد على الأرض، موضحاً أن إسرائيل تعتمد على عامل الزمن والذاكرة الجماعية، بحيث تصبح المنطقة العازلة بعد سنوات جزءاً لا يتجزّأ منها، تماماً كما حصل في هضبة الجولان، حيث تحوّلت المنطقة العازلة منذ عام 1972 إلى منطقة تعتبرها إسرائيل اليوم جزءًا ثابتاً من كيانها ولا تقبل بالتنازل عنه.

وبدوره، يؤكد الباحث في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور نزار نزال، أن إسرائيل لا تبني جداراً للحماية فقط، بل تحاول في الوقت نفسه “هندسة” خط أصفر جديد في الجنوب اللبناني، أي إجراء ترسيم أحادي للحدود يفرض وقائع ميدانية جديدة، على غرار ما تفعله روسيا في أوكرانيا.
وبحسب نزال، فإنّ الإسرائيليين يريدون بذلك أن ينسخوا تجربة روسيا في أوكرانيا، والهدف من ذلك هو تعويض الفشل العسكري الذي حصل في الحرب الأخيرة مع لبنان من جهة، ومن جهة أخرى، محاولة تهدئة نفوس المستوطنين والمستعمرين الموجودين في شمال إسرائيل.
وذكر نزال أن هناك خشية من هجوم مفاجئ على غرار السابع من تشرين الأول قد يأتي من الجنوب اللبناني وتنفّذه قوات الرضوان التابعة لحزب الله؛ ما جعل إسرائيل تسعى إلى خلق خطوط تماس جديدة تقلّص حضور حزب الله على الحدود، إلا أن هذا المسار قد يشكّل شرارة لاشتباك أوسع إذا اعتبر حزب الله ذلك مساً بقواعد الاشتباك أو بالخط الأزرق.
ويرجح نزال استمرار إسرائيل في بناء هذا الجدار في الجنوب اللبناني الذي سيشكّل حالة استفزاز لكل اللبنانيين في المرحلة المقبلة.