إسرائيل تلوح بـ «أيام قتالية» جديدة ولبنان أمام مرحلة شديدة التعقيد

إسرائيل تلوح بـ «أيام قتالية» جديدة ولبنان أمام مرحلة شديدة التعقيد

الكاتب: داود رمّال | المصدر: الانباء الكويتية
18 تشرين الثاني 2025

تتزايد في الأسابيع الأخيرة مؤشرات التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان، وسط خطاب سياسي وأمني يوحي بأن تل أبيب تبحث عن لحظة مناسبة لإطلاق جولة محدودة من العمليات العسكرية تحت عنوان «الأيام القتالية».

وقال مصدر ديبلوماسي في بيروت لـ«الأنباء»: «ما يجري يتجاوز التهويل النفسي والإعلامي، إلى نقاش فعلي داخل المؤسسة الإسرائيلية حول كيفية إدارة المرحلة المقبلة انطلاقا من مقاربة تعتبر أن حزب الله استعاد جزءا مهما من توازنه العسكري وأن الضغوط الماضية لم تنجح في إضعافه بالقدر الذي كانت تأمله تل أبيب».

وكشف المصدر عن ان «التقديرات الأمنية الإسرائيلية تعكس قلقا واضحا من قدرة الحزب على إعادة بناء قوته على رغم الضربات المتقطعة، وأن هذا الواقع يدفع بعض الأوساط في تل أبيب إلى درس خيار جولة قتالية قصيرة هدفها إضعاف الحزب، ودفع الحكومة اللبنانية إلى خطوات سياسية من بينها إعادة فتح ملف السلاح».

ورأى المصدر ان «الانقسام الذي يظهر داخل إسرائيل بين دعاة التصعيد التدريجي، وبين من يضغط لمعركة محدودة يعكس غياب قرار نهائي، يؤكد وجود رغبة إسرائيلية في تعديل قواعد الاشتباك من دون الذهاب إلى حرب شاملة».

وأضاف: «جوهر النقاش الإسرائيلي لا يتعلق بلبنان وحده، بل يرتبط مباشرة بالخشية المتصاعدة من تسارع برنامج الصواريخ الإيراني، إذ تعتبر تل أبيب أن استعادة إيران مخزونها الصاروخي يشكل تحولا قد يفرض عليها خيارات عسكرية في مرحلة ما. وهذا العامل يجعل إسرائيل تعطي أولوية لجبهة الشمال، لأن أي مواجهة محتملة مع إيران تستلزم أولا تحييد حزب الله، وهو ما يفسر حجم التركيز على لبنان في الخطاب الأمني الإسرائيلي».

وأشار إلى أن «بعض الأصوات داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تدفع نحو عمليات موضعية أو اغتيالات مركزة بهدف الضغط على الحزب من دون انزلاق إلى حرب مفتوحة، لكنها تصطدم بمعضلة الجبهة الداخلية التي تعاني تراجعا معنويا واضحا، خصوصا في مستوطنات الشمال مثل كريات شمونة التي تعيش حالة شبه انهيار. وهذا الوضع الداخلي يشكل أحد أبرز الأسباب التي تجعل الحكومة الإسرائيلية مترددة في اتخاذ قرار بالحرب، لأنه يكشف محدودية قدرة المجتمع الإسرائيلي على تحمل تبعات أي تصعيد واسع».

واعتبر المصدر ان «لبنان يجد نفسه مجددا أمام مرحلة دقيقة، لأن مزيج الحسابات الإسرائيلية الداخلية والقلق من إيران ورغبة تل أبيب في تعديل ميزان الردع قد يدفع باتجاه خطوات مفاجئة، سواء عبر عمليات محسوبة أو عبر محاولة فرض معادلة جديدة. مع التأكيد ان استمرار الوضع الحالي لا يعني بالضرورة قرب انفجار الحرب، بل دخول المنطقة في مرحلة اختبار دقيق تتداخل فيه الرسائل العسكرية مع محاولات الضغط السياسي، ما يجعل الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد اتجاه التصعيد وحدوده».