عون لن يتراجع… ومصدر عسكري رفيع: جناحان في “الحزب”

عون لن يتراجع… ومصدر عسكري رفيع: جناحان في “الحزب”

الكاتب: داني حداد | المصدر: موقع mtv
18 تشرين الثاني 2025

ينتقد البعض الرئيس جوزاف عون. يطالبونه بإنجازٍ سريعٍ لما وعد به في خطاب القسم. المقصود، تحديداً، إتمام عمليّة حصر السلاح بأسرع وقت.

من يعرف عون جيّداً، ومن يلتقيه، يدرك تماماً بأنّه لم يتراجع، ولن، عن حرفٍ ممّا قاله في يوم انتخابه في ٩ كانون الثانيالماضي. وهو سيقول بعد أكثر في كلمته المنتظرة عند الثامنة من مساء الجمعة، عشيّة عيد الاستقلال. هو يقول، بصراحة، إنّ حزب الله، برفضه تسليم سلاحه شمال الليطاني يذهب نحو الانتحار. ويؤكّد أنّه قال ذلك صراحةً لمن يلتقيهم من “الحزب”.
لكنّ عون يقول أيضاً إنّ ما يسمعه من مسؤولي حزب الله يختلف تماماً عمّا يقوله هؤلاء في الإعلام. يلتقي كلام عون مع ما يؤكّده مصدر عسكري رفيع لموقع mtv عن وجود تباينٍ في القراءة والموقف داخل “الحزب” بين فريقٍ سياسيّ يسلّم بانتهاء الدور العسكري وبين فريقٍ أمنيّ يصرّ على متابعة الدور. ويشير المصدر إلى أنّ هذا الأمر يمكن ملاحظته بوضوح من خلال التواصل مع حزب الله.
تفسيران لما سبق. يدرك العسكر أنّ تسليم السلاح سيعني انحسار التأثير الذي سيصبح محصوراً بالقيادة السياسيّة، وخصوصاً عبر التمثيل النيابي. كما أنّ الجناح العسكري يرتبط ارتباطاً عضويّاً بإيران التي تبقي على السلاح كورقة في يدها لاستخدامها على طاولة المفاوضات مع الجانب الأميركي، متى توفّرت ظروف استئناف المفاوضات.
في ظلّ هذا الواقع وتعقيداته، ما هو المطلوب من جوزاف عون؟ كيف السبيل إلى نزع سلاح “الحزب” إن رفض الأخير تسليمه طوعاً؟ هل يملك واحدٌ من المنتقدين، على بعد أشهر من الانتخابات النيابيّة، خطّة لتحقيق ذلك؟ ثمّ، هل باستطاعة رئيس لبنان، كلّ لبنان، أن يقف في موقع الضاغط على حزب الله حصراً، بينما تحتلّ إسرائيل جزءاً من أرضنا ولم تقدّم أيّ تنازل من جانبها؟

ندرك جيّداً أنّ فئةً كبيرة من اللبنانيّين تخشى أن تُسحب لقمة سحب سلاح حزب الله من الفم بعد أن اقتربت منه. هم مستعجلون، وعون يتروّى. لكنّ رئيس الجمهوريّة ليس في وارد التراجع. هو يكرّر، يوميّاً، أمام من يلتقيهم من حاملي هذا الهاجس: سلاح الحزب سيُسلّم، والأمر مسألة وقت. فليطمئنّ المستعجلون، وليكفّ المستغلّون…