تقييمات استخباريّة إسرائيليّة: نحو عمليّة كبرى لتفكيك بنية “الحزب”

تقييمات استخباريّة إسرائيليّة: نحو عمليّة كبرى لتفكيك بنية “الحزب”

الكاتب: داني حداد | المصدر: موقع mtv
21 تشرين الثاني 2025

لم يعد السؤال إذا كانت ستندلع الحرب. بات السؤال: متى ستندلع؟ فتوجّه إسرائيل إلى توسيع رقعة استهدافاتها على الأراضي اللبنانيّة أصبح أمراً محسوماً، وهو ما تمهّد له وسائل إعلام ومراكز أبحاثٍ إسرائيليّة تنشر يوميّاً أخباراً وتقارير عن إعادة بناء قدرات حزب الله العسكريّة.

تؤكّد تقييمات استخباريّة إسرائيليّة أنّ حزب الله لا يزال يعزّز قدراته بدعمٍ إيرانيّ، ما يحتّم، وفق بعض كبار المسؤولين الإسرائيليّين، “عدم وجود خيار أمام الجيش الإسرائيلي سوى عمليّة كبرى” لتفكيك بنية حزب الله، لأنّ الجيش اللبناني، برأيهم، “لا يفعل ما يكفي” لمنع إعادة الانتشار.
إلا أنّ هذا التوجّه لدى جهاتٍ سياسيّة وأمنيّة يقابله توجّهٌ آخر مصدره مراكز أبحاث إسرائيليّة تجد أنّ إسرائيل ليست تحت “ضغط هائل” لشنّ حربٍ كاملة الآن، خصوصاً أنّ تطبيق قرار وقف إطلاق النار الحالي يعطيها بعض المزايا، وهي تؤمّن حدودها وتستهدف حزب الله متى أرادت وتمنع إعادة الإعمار وتواصل ضغوطها، بمساعدة أميركيّة، كما أنّ الوقت ليس لصالح حزب الله الذي سيعاني، أكثر فأكثر، من الحصار المالي والعسكري عليه.
وترى هذه التحليلات أنّ هدف إسرائيل ليس بالضرورة دخول حربٍ واسعة، بل الحفاظ على ضغطٍ مستمرّ، عبر ضرباتٍ محدودة، لمنع استعادة حزب الله قوّته بشكلٍ كبير.
وتحدّثت تقارير إسرائيليّة عن أنّ إسرائيل تعتمد على استراتيجيّة تكون مزيجاً من الضغوط العسكريّة والتهديد المتواصل، وليس فقط الحرب الكلاسيكيّة.
ويرى محلّلون استراتيجيّون إسرائيليّون أنّ إسرائيل في “نقطة محوريّة تاريخيّة” مع لبنان، إذ هناك إمكانيّة لتطوّرٍ إيجابي إذا استمرّت الضغوط، ولكنّ شبح التصعيد حاضر أيضاً إذا فشلت الآليّات. يبقى تحديد حجم التصعيد وما إذا كان سيشمل اجتياحاً بريّاً أو يكتفي برفع وتيرة الاستهدافات لتشمل الضاحية الجنوبيّة وبيروت.

هناك قلق حقيقي إذاً في الإعلام الإسرائيلي من احتمال شنّ حربٍ جديدة على حزب الله، خصوصاً أنّ إيران قد تدخل هذه المرة على الخطّ، ما يحتّم على إسرائيل المواجهة على جبهتين. ولكن، ثمّة قناعة إسرائيليّة جازمة تفيد بأنّ بقاء حزب الله عسكريّاً غير وارد، مهما كان الثمن. وهو ما سمعه مسؤولون لبنانيّون من موفدين أميركيّين بوضوحٍ تام. ولا يمكن حصول ذلك عبر خطّة الجيش، بل عبر ضربةٍ إسرائيليّة تبدو محتّمة، إلا أنّ توقيتها مرتبط بالظروف الإسرائيليّة الداخليّة وبالضوء الأخضر الأميركي. أمّا ما يعجّل في ذلك كلّه فهو إطلاق، ولو رصاصة واحدة، من لبنان باتجاه الأراضي المحتلّة. حينها، سيقدّم حزب الله الخدمة الأكبر لإسرائيل، وسيفتح أبواب الجحيم الإسرائيلي عليه.