إسرائيل لن تكترث لزيارة البابا… و”الضربة” آتية لا محالة!

إسرائيل لن تكترث لزيارة البابا… و”الضربة” آتية لا محالة!

الكاتب: ماري جو متى | المصدر: موقع mtv
22 تشرين الثاني 2025

خيط رفيع يفصل لبنان عن الضربة الكبرى. خيطٌ نعرفه جيّداً شعباً ومسؤولين يدعى “الوقت”. ففي ظلّ الإستياء الأميركي المتزايد تجاه لبنان والتهديدات الإسرائيليّة المتواصلة، لم يعد السؤال حول احتماليّة حدوث “ضربة” إنّما متى… 

اختصر وزير الخارجيّة والمغتربين يوسف رجّي الأجواء السائدة بكلامه. كان واضحاً وقالها مباشرةً على الهواء: “المسؤولون الدوليّون والعرب حذّرونا من ضربة قاسية، وهناك تهديدات إسرائيليّة مباشرة للبنان ونحاول أن نطلب من المجتمع الدولي خصوصاً من الأميركيّين أن يمنحونا مزيداً من الوقت والضغط على إسرائيل لعدم شنّ عمليّات عسكريّة”. فكيف ستتصرّف أميركا؟ هل تعطي الضوء الأخضر لحليفتها؟ أم أنّها ستستجيب لطلبات المسؤولين اللبنانيّين وتمهل الدولة مزيداً من الوقت لحصر السلاح؟
يعتبر الصحافي داود رمّال أنّ “الجانب الأميركي يتعاطى مع الواقع الجنوبي والصراع اللبناني الإسرائيلي على قاعدة أنّ هناك حاجة لاتّفاق جديد، فالمنطق الأميركي يقول إنّ القرارات السابقة ساقطة ولا بدّ من الذهاب إلى مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل”، لافتاً إلى أنّه “بالرّغم من أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة تعطي هامشاً لإسرائيل لتنفيذ عمليّات عسكريّة ضدّ حزب الله في لبنان لكنّها لن تعطيها الضوء الأخضر للذهاب إلى اجتياح برّي كما يهدّد نتنياهو”.
ويضيف رمّال، في حديث عبر موقع mtv: “إلغاء زيارة قائد الجيش رودولف هيكل إلى واشنطن رسالة موجّهة للمستوى السياسي لا للمؤسّسة العسكريّة، فأميركا كما الغرب والعرب يعلمون أنّ الجيش يخضع لمقرّرات مجلس الوزراء وهي ستبقي رهانها على المؤسّسة العسكريّة ودعمها لن يتغيّر ومسألة إلغاء المواعيد ستُعالج مطلع العام المقبل”.

تلعب زيارة البابا لاون الرابع عشر دوراً مهمّاً في زيادة الضغط الغربي على إسرائيل لعدم شنّ ضربتها قبل وصوله إلى لبنان نهاية هذا الشهر. إذ يعوّل البعض على أنّ زيارة البابا يمكن أن تؤجّل التصعيد الإسرائيلي. من هنا، يشير رمّال إلى أنّ “الرهانات لا تصلح مع نتنياهو. فهو قد يلجأ إلى تصعيد من دون الإكتراث إلى الزيارة، إذ إنّ كلّ ما تريده إسرائيل هو نزع سلاح حزب الله والجلوس مع لبنان على طاولة التفاوض المباشر من خارج لجنة الميكانيزم”.
من جهته، يرى الكاتب والمحلّل السياسي وجدي العريضي، أنّ “إسرائيل لا تكترث للإتّصالات والضغوطات الدوليّة طالما أنّ الغطاء الأميركي لشنّ ضربة على لبنان موجود”.

ويقول، في مقابلة مع موقع mtv، إنّ “التصعيد سيبقى على ما هو عليه والقرار اتّخذ في تل أبيب بانتظار ساعة الصفر، كما أنّه لا بدّ من الإشارة إلى أنّ “الحزب” يعطي ذريعة لإسرائيل بقوله إنّه لن يسلّم السلاح وإنّه يرفض المفاوضات”.