
باسيل الرذيل
أبكر زعيم “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في حراكه الانتخابي مدشنًا جملة الـ 2026 في يوم كسرواني طويل، بعد كسروان زار عكار وطرابلس والبترون وبشري مصطحبًا في معظم جولاته الجبل المتحرّك، أي الجنرال عون. وحيثما حل جبران أفرط في مديح عمه وذاته وطروحاته البكر وأفعاله المصنفة ضمن الخوارق.
اليوم، في ذكرى استقلالنا سيتجسد جبران في مكان ما من لبنان ويلقي عظة على المؤمنين به، من شعب لبنان المختار، كأن الرجل في سباق دائم مع الشيخ نعيم. “مين بيلتّ” أكتر من مين. السبت الفائت، وفي سياق “اللت والعجن” صحّح جبران في بلدة دورس اعوجاج من حادوا عن خط بشير “عندما يقبلون أن يُشيّد حائط داخل الـ 10452 كلم مربع لا يكونون رفاق بشير” هو الدرس الأول من دورس ألقاه الرجل المنفتح والمنتفخ الذي يمثل بنقائه وثباته وسماحته (مش سماجته) “رسالة انتشرت في هذه الأرض وستبقى بمفاهيمها لأنها تمثل كل الناس وهي رسالة المحبة والسلام والعيش الواحد”.
ومن أقوال الزعيم الوطني الكبير، رسول المحبة الصافية وناشر السلام بين الشعوب وحامل صليب الإنسانية المعذبة “من يستغني عنكم هنا ليكتفي بجبل لبنان يكون لا يفهم ما هو لبنان”.
من ذاك الذي قصده جبران ولم يذكره بالإسم؟ سمير جعجع؟ ومن سواه صبّ كل جهده في جبل لبنان وبات أسير عزل “الجبل” عن سائر الأقضية حيث فشل انتخابيًا في البقاع وفي الجنوب وفي طرابلس وفي بيروت ولا شغل له اليوم اليوم سوى “حسد” زعيم التيار على عشق المسلمين، كل المسلمين، له ولعمه وليس سرًّا أن كتلة “رسالات” النيابية التي يرأسها محمد رعد كادت تُمنى بخسائر هائلة لولا وجود رافعات شعبية مثل سليم عون وإخوانه.
أي ميليشيا تناولها جبران في جولته التاريخية على البقاع؟
“هذه الميليشيا اتخذت أشكالها العسكرية في الحرب ولكنها أكملت بالسلم بأشكالها المدنية داخل الدولة”.
اللبيب من إشارة الزعيم المهيب فهم. فماذا عمن استعصت عليه معرفة الميليشيا المقصودة؟ ماذا لو ظنوا أن جبران عنى في عظته “حركة فتيان أدونيس” أو “حركة فتيان علي؟”.
على ذمة الرواة سحب من جيبه ملعقة شاي وشرّب جمهوره الجواب بالملعقة، “إنهم من “فسّدوا” على الجيش وما زالوا يقومون بذلك حتى لا يتسلح وهؤلاء أنفسهم “فسّدوا” على رئيس حكومة لبنان سعد الحريري وتسببوا بما هو حاصل اليوم وبتقارير خطية وأنا أدعي أنني اطلعت على جزء منها وهؤلاء أيضًا “فسدوا” علي بموضوع العقوبات”.
ولإزالة أي شك حول هوية المعنيين قال الزعيم ببلاغته المعروفة “اليوم يكتشف البعض ماذا يفعلون وسيكتشف أكثر وهؤلاء “الفسّيدون” و”الميليشياويون” يريدون ردنا إلى الانعزالية”.
جعجعة باسيل الرذيل ربما أنسته أن التهمة الأولى لبشير كانت الانعزالية.
