خاص- بالفيديوهات- وزارة الأشغال وزارة الغرق الدائم… لا وزير تعلّم ولا طريق نجا والبلد صار نافورة!

خاص- بالفيديوهات- وزارة الأشغال وزارة الغرق الدائم… لا وزير تعلّم ولا طريق نجا والبلد صار نافورة!

الكاتب: اسعد نمور | المصدر: ‏beirut24
25 تشرين الثاني 2025

في كل دول العالم، المطر نعمة، أمّا في لبنان، فيتحوّل إلى لعنة تُعرّي دولة لا تعرف من الإدارة سوى اسمها، ووزارة أشغال تُتقن شيئًا واحدًا: المفاجأة السنوية!

منذ الصباح، امتلأت وسائل الإعلام بمشاهد الطرق التي انقلبت أنهارًا، السيارات التي علقت، الأنفاق التي ابتلعها الماء، والناس الذين حوصروا بين الفوضى والغياب التام لأي حضور رسمي فعّال.

ومع كل هذا، تبقى الحقيقة الأكثر صدمة:

لم يمرّ على وزارة الأشغال وزيرٌ واحدٌ تعلّم من أسلافه… كلهم يبدأون من الصفر وينتهون في الصفر، ويتركون الطرق تغرق في المستنقع نفسه موسمًا بعد موسم.

لكن هذا العام، الفضيحة خرجت من الطرق والشوارع… وبلغت مؤسسات الدولة:
وزارة العمل غرقت! نعم، وزارة كاملة تحوّلت إلى حوض ماء لأن وزارة الأشغال لم تنظّف مجرورًا هنا أو مصرفًا هناك.
فأي دولة هذه التي تغرق فيها الوزارات كما يغرق المواطن في سيارته؟

وهنا تظهر حلقة إهمال ثانية لا تقلّ خطورة: وزارة الطاقة.
فالوزارة مسؤولة مباشرة عن تنظيف الأنهر والمجاري المائية التي تُفترض أن تستوعب مياه الأمطار وتمنع فيضانات الطرق.
ولكن… أين هي أعمال التنظيف؟
أين الجرافات؟
أين الصيانة الموسمية؟
غياب كامل، وكأن الأنهر ليست جزءًا من منظومة تصريف المياه!

ثم تأتي الحقيقة الأكثر مرارة:
البنى التحتية في لبنان لم تخضع لأي تصليحات حقيقية منذ سنوات طويلة.
شبكات قديمة، مصارف منهارة، مجارير مسدودة، أنفاق غير مؤهلة… كلّها تُركت صدئة ومتهالكة، بينما الوزارات تتعاقب من دون أن يكلّف أحد نفسه حتى إجراء تحديث بسيط أو خطة إصلاح جدّية.
فماذا ننتظر؟
أن تنهار الطرق كلها دفعة واحدة؟

ومع ذلك… الفوضى لا تأتي وحدها.
الإهمال صار “إبداعًا” سنويًا، “نافورة” جديدة في كل منطقة!
نافورة تتوسط الطريق، نافورة على الأوتوستراد، نافورة عند مدخل أي حي… كأن وزارة الأشغال قررت إطلاق مهرجان مائي دائم!
انسداد مجرور واحد يتحوّل إلى نافورة “متفجّرة” تُقذف مياهها إلى ارتفاعات تنافس نافورة جنيف… لكن بنسخة لبنانية، مياه مجارير… أعصاب مشلولة… وطرقات توقّفت معها حياة الناس.

هل هذه بنية تحتية؟
أم نكتة سمجة؟
أم دولة تسلّم مواطنيها للقدر كل شتاء؟

في الدول السوية، المطر يغسل الطرق.
في لبنان، المطر يغسل الحقيقة:
الدولة مقصّرة، وزارة الأشغال عاجزة، وزارة الطاقة غائبة عن واجباتها، والوزارات الخدماتية كلها تُكمل دائرة الفشل نفسها، من دون خطط… من دون صيانة… ومن دون مسؤول يحاسب أو يُحاسَب.

وخلاصة المشهد؟
لسنا أمام أزمة طقس… بل أمام أزمة حكم.
لسنا أمام منخفض جوي… بل أمام عقل منخفض، وبنية منخفضة، ومسؤولية منخفضة.
بلدٌ لا يستطيع تصريف مياه المطر…
فكيف سيصرف الأزمات الأكبر والأخطر التي يعيشها كل يوم؟

اليوم، الطرق غَرِقت… الوزارات غَرِقت… والأنهر فاضت بلا من يتابع… والبنى التحتية تسقط قطعة قطعة…
والبلد صار شبكة نوافير، كل واحدة تروي قصة إهمال مضاعف… وفشل مضروب بالوقاحة.

هذا الشتاء ليس عاصفة.
لهذا الشتاء عنوان واحد:
الدولة تغرق… لأن وزارة الأشغال لم تتعلّم السباحة قط، وزارة الطاقة لم تنظّف كالعادة، والبنى التحتية تُركت تموت ببطء منذ سنوات طويلة.

المشهد من خلدة:

المشهد من مستشفى “اوتيل ديو”

المشهد من سن الفيل:

المشهد من الدكوانة:

المشهد من ساسين الأشرفية:

المشهد من وزارة العمل:

المشهد من حي السلم:

المشهد من انفاق المطار:

المشهد من الجميزة:

ولو اردنا نشر كل المقاطع لما انتهينا.