
السوداني وسافايا نفّذا “تمريناً وهمياً” ضد حزب الله اللبناني
يوم الخميس الماضي لم يكن يوماً عادياً في العراق، إذ شهد ما وصفته مصادر عراقية لـ”المدن” بأنه أول “تمرين وهمي” للمبعوث الأميركي الخاص إلى العراق مارك سافايا لجر فصائل سياسية وعسكرية عراقية محسوبة على إيران إلى “منطقة الضوء” لمعاينة قوتها وفحص مدى إمكانياتها في حال توجهت الحكومة العراقية المنتهية ولايتها برئاسة محمد شياع السوداني إلى اتخاذ قرارات كبيرة تخنق إيران في العراق.
وقالت المصادر إن “بالون الاختبار الأميركي” في العراق قد تعقبه بالونات اختبار أخرى، وسط تحذيرات المكون السياسي الشيعي في العراق عبر رسائل مكتومة من “ألعاب سافايا”.
رسائل نار من طهران.. وبيروت
ما قالت الحكومة العراقية إنه “تعليمات غير منقحة” تخص حظر التعامل المالي مع حزب الله اللبناني، وجماعة أنصار الله (الحوثي) في اليمن، أظهر قوة النفوذ الإيراني في قرار الحكومة العراقية، إذ إن “البيان غير المنقح” -وفقاً للتوصيف العراقي- لم يدم أكثر من 45 دقيقة، تخللها وفق مصادر عراقية “رسائل نار” تسربت من طهران وبيروت تهدد بحرق الدولة العراقية، وبدء حالة خلط أوراق أمنية في عموم العراق، الأمر الذي دفع الحكومة العراقية بقيادة السوداني للتراجع بسرعة عن “جس النوايا” في الداخل العراقي.
السوداني.. وحلم الولاية الثانية
تشير أوساط عراقية لـ”المدن” إلى أن السوداني -المنتهية ولايته- بانتظار تشكيل وزارة عراقية جديدة تفرز واقع تركيبة البرلمان العراقي الجديد، يريد أن يجبر الإطار التنسيقي الشيعي الذي يضم إلى جانب السوداني القوى السياسية الشيعية على طرح اسمه لولاية ثانية كحل وسط يرضي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والحلفاء الإقليميين، ولا يثير غضب إيران، وهو ما قد يدفع السوداني إلى محاولة الإمساك بالعصا من المنتصف، عبر مسايرة “بالونات واختبارات” سافايا، وكذلك عدم إغضاب الأحزاب الموالية لإيران، فيما يقف نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق سداً منيعاً أمام إعطاء السوداني ولاية جديدة على رأس حكومة جديدة يخشى المكون الشيعي من أن تميل أكثر نحو إدارة ترامب.
سافايا والسوداني.. واتهامات بـ”نوايا مبيتة”
في الداخل العراقي يُعْتَقَد أن السوداني يحظى بدعم كامل من المبعوث الأميركي سافايا، الذي اختار السوداني دون غيره من الساسة العراقيين للظهور بمقطع فيديو من مكتب الأخير قبل ثماني وأربعين ساعة من موعد الاقتراع في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، الأمر الذي يقال عراقياً إنه أعطى “قوة تصويتية” لصالح السوداني مكنته ليكون “رقماً صعباً” مع ظهور نتائج الانتخابات، إذ يردد عراقيون إن سافايا لم يُظْهِر أي رسائل دعم، بما في ذلك المكون السياسي السني الذي تريد واشنطن العمل على تقويته في وجه المكون السياسي الشيعي الأكثر حصداً لمقاعد البرلمان الجديد.
سافايا العراقي.. و”أجندة الفرج”
منذ تعيين مارك سافايا العراقي أصولاً ليكون مبعوثاً أميركياً خاصاً إلى العراق، فإن الأغلبية الصامتة في العراق ترى أنه سيكون “رأس حربة” في فريق الهجوم الأميركي ضد إيران داخل العراق، إذ يأتي سافايا بأجندة ثقيلة ليضعها أمام سياسيين عراقيين يُخيّرهم معها بين عراق يتراجع على كل المستويات في ظل هيمنة إيران، أو عراق يتمرد على إيران فيدخل إلى مزايا دائرة الاعتدال الإقليمي، لكن الانطباعات العراقية تشير إلى أن نفوذ إيران لا يمكن إزالته سريعاً بعد أكثر من عقدين على مراكمته، وسط مخاوف من أن يكون إزالة النفوذ الإيراني بالعنف والقوة توطئة لحرب أهلية عراقية تتوفر كل أسباب اشتعالها.
