
من الملاعب إلى القلوب… فلسطين وسوريا تصنعان فرحة نادرة
شهدت المجموعة الأولى من كأس العرب 2025 مفاجأة من العيار الثقيل، بعدما نجح منتخبا فلسطين وسوريا في خطف بطاقتي التأهّل إلى الدور ربع النهائي، على حساب تونس وقطر اللذين دخلا المنافسات كأبرز المرشحين للعبور.
الجولة الأخيرة كانت كفيلة بحسم المشهد، حيث انتهت المواجهة المباشرة بين سوريا وفلسطين بالتعادل السلبي (0-0)، وهي نتيجة خدمت الطرفين، لترفع رصيد كل منهما إلى 5 نقاط، ضامنين التأهّل معًا، فيما ودّعت تونس المنافسات برصيد 4 نقاط، وبقيت قطر في المركز الأخير بنقطة واحدة فقط.
الفلسطينيون تصدّروا المجموعة بفارق الأهداف، بعد فوز مهم على قطر (1-0)، وتعادل مثير مع تونس (2-2)، قبل أن يُكملوا المهمة بتعادلهم مع سوريا. أما المنتخب السوري، فبنى تأهّله بفوز ثمين على تونس (1-0)، وتعادل مع قطر (1-1)، قبل أن يحسم التأهّل في الجولة الختامية.
الخروج المبكّر شكّل صدمة كبيرة لتونس وقطر، اللتين عجزتا عن ترجمة الترشيحات والأسماء إلى نتائج حاسمة داخل الملعب، لتكون المجموعة الأولى واحدة من أكثر مجموعات البطولة انقلابًا على التوقعات.
بعيدًا عن الحسابات الكروية، حمل هذا التأهّل طابعًا إنسانيًا خاصًا. فلسطين وسوريا، اللتان تعيش شعوبهما فترات صعبة وقاسية على مختلف المستويات، وجدت جماهيرهما في هذا الإنجاز لحظة فرح نادرة ومساحة للأمل، ولو من بوابة كرة القدم. انتصار معنوي قبل أن يكون رياضيًا، أعاد البسمة إلى مدرّجات القلوب قبل المدرّجات الرسمية.
بهذا المشهد، تكتب المجموعة الأولى واحدة من أجمل قصص كأس العرب 2025، حيث غلَب الإصرار والروح على الأسماء والترشيحات، ووجدت جماهير فلسطين وسوريا سببًا حقيقيًا للاحتفال في زمن الحاجة إلى الفرح أكثر من أي وقت مضى.
