أيّ دلالات يسبغها “الحزب ” على زيارته للسفارة البابوية؟

الكاتب: ابراهيم بيرم | المصدر: النهار
9 كانون الأول 2025

فيما تتحدث أوساط مطلعة عن اتصالات حثيثة تجري بعيدا من الأضواء لترتيب موعد زيارة يعتزم وفد من “حزب الله” القيام بها للسفارة البابوية في القريب العاجل، تبدي مصادر الحزب المعنية ثقة بأن الزيارة قد حسمت وصارت في حكم المؤكد، رافضة تحديد الموعد. لكنها قالت إنه قريب جدا، وإن وفد الحزب سيتألف من النائب علي فياض والمسؤول عن ملف العلاقات المسيحية محمد سعيد الخنسا (أبو سعيد).

ولا تخفي هذه المصادر أن الحزب يتعامل مع الزيارة المنتظرة على أنها ترقى إلى “مقام الحدث” وأنها خطوة لها مدلولان جوهريان:
الأول أنها برهان على أن الحزب ليس في وضع المحاصر محليا ودوليا، وأنه يبذل جهودا يومية ليثبت بطلان الذين يبنون حساباتهم على أساس أنه بات معزولا بعد حرب إسناد غزة وخروجه منها مهشما عسكريا.
الثاني، أنه ماض قدما في سياسة الانفتاح والتواصل مع كل النسيج السياسي والديني، وفي المقدمة الفاتيكان.
وفي هذا السياق تشير مصادر في الحزب إلى أن الزيارة الموعودة تكتسب أهمية إضافية بعد تطورين: الأول، الرسالة المفتوحة التي وجهها الحزب إلى البابا لاوون الرابع عشر عشية وصوله إلى بيروت، والتي ألقت الأضواء على توجهات الحزب ومواقفه خصوصا ما يتصل بمعركته ضد إسرائيل.
والثاني، أن الحزب حرص على أن يكون مشاركا “مميزا” في الاستقبالات التي احتفت بوصول البابا، منذ لحظة خروجه من مطار بيروت الدولي. وأبرز تجليات تلك المشاركة كانت في الحشد الكشفي الذي نظمه فريق الكشافة في الحزب (كشافة الإمام المهدي) لحظة عبور موكب البابا شوارع الضاحية الجنوبية، إضافة إلى مشاركة وفد من نواب الحزب برئاسة رئيس الكتلة محمد رعد في اللقاء الموسع الذي أقيم في القصر الرئاسي.
ووفق ما يقول فياض، من العوامل الإيجابية المشجعة لزيارة السفارة في حريصا، إشارة صريحة صدرت عن البابا بعيد مغادرته بيروت، ورد فيها أنه اطلع على رسالة الحزب إليه، فضلا عن معلومات ذكرت أن ارتياحا ساد أوساط الفاتيكان نتيجة مشاركة الحزب في مراسم استقبال البابا في بيروت.
وعن أبعاد الرسالة تلك وما يأمله الحزب من الفاتيكان، يجيب فياض: “الحزب يريد أن يؤكد من خلال هذه المتابعة تمسكه بالعيش المشترك بين اللبنانيين، وعدم التفريط بالحضور المسيحي في البلد، ونحن نريد صراحة من الفاتيكان أن يقف الى جانب لبنان ويردّ الضغوط التي تمارس عليه في ظل التهويل الإسرائيلي المستمر عليه بالحرب والإمعان في الأعمال العدوانية، والحزب على يقين من أن الفاتيكان قادر على الاضطلاع بدور فاعل على هذا المستوى”.
ويفصح فياض عن أهمية إضافية لزيارة السفارة، هي أنها “تأتي ردا غير مباشر على هجوم شخصيات في لبنان على رسالة الحزب إلى البابا. وهذا الهجوم يندرج وفق رؤيتنا في خانة انزعاجها من أداء الحزب الانفتاحي الاعتدالي، خصوصا أنها حاولت أن تناقش رسالة الحزب من باب الزعم أن الحزب لا يقول الحقيقة وأن الرسالة لا تعكس اقتناعات الحزب الحقيقية، وهذا غير صحيح إطلاقا”.

أيّ دلالات يسبغها “الحزب ” على زيارته للسفارة البابوية؟

الكاتب: ابراهيم بيرم | المصدر: النهار
9 كانون الأول 2025

فيما تتحدث أوساط مطلعة عن اتصالات حثيثة تجري بعيدا من الأضواء لترتيب موعد زيارة يعتزم وفد من “حزب الله” القيام بها للسفارة البابوية في القريب العاجل، تبدي مصادر الحزب المعنية ثقة بأن الزيارة قد حسمت وصارت في حكم المؤكد، رافضة تحديد الموعد. لكنها قالت إنه قريب جدا، وإن وفد الحزب سيتألف من النائب علي فياض والمسؤول عن ملف العلاقات المسيحية محمد سعيد الخنسا (أبو سعيد).

ولا تخفي هذه المصادر أن الحزب يتعامل مع الزيارة المنتظرة على أنها ترقى إلى “مقام الحدث” وأنها خطوة لها مدلولان جوهريان:
الأول أنها برهان على أن الحزب ليس في وضع المحاصر محليا ودوليا، وأنه يبذل جهودا يومية ليثبت بطلان الذين يبنون حساباتهم على أساس أنه بات معزولا بعد حرب إسناد غزة وخروجه منها مهشما عسكريا.
الثاني، أنه ماض قدما في سياسة الانفتاح والتواصل مع كل النسيج السياسي والديني، وفي المقدمة الفاتيكان.
وفي هذا السياق تشير مصادر في الحزب إلى أن الزيارة الموعودة تكتسب أهمية إضافية بعد تطورين: الأول، الرسالة المفتوحة التي وجهها الحزب إلى البابا لاوون الرابع عشر عشية وصوله إلى بيروت، والتي ألقت الأضواء على توجهات الحزب ومواقفه خصوصا ما يتصل بمعركته ضد إسرائيل.
والثاني، أن الحزب حرص على أن يكون مشاركا “مميزا” في الاستقبالات التي احتفت بوصول البابا، منذ لحظة خروجه من مطار بيروت الدولي. وأبرز تجليات تلك المشاركة كانت في الحشد الكشفي الذي نظمه فريق الكشافة في الحزب (كشافة الإمام المهدي) لحظة عبور موكب البابا شوارع الضاحية الجنوبية، إضافة إلى مشاركة وفد من نواب الحزب برئاسة رئيس الكتلة محمد رعد في اللقاء الموسع الذي أقيم في القصر الرئاسي.
ووفق ما يقول فياض، من العوامل الإيجابية المشجعة لزيارة السفارة في حريصا، إشارة صريحة صدرت عن البابا بعيد مغادرته بيروت، ورد فيها أنه اطلع على رسالة الحزب إليه، فضلا عن معلومات ذكرت أن ارتياحا ساد أوساط الفاتيكان نتيجة مشاركة الحزب في مراسم استقبال البابا في بيروت.
وعن أبعاد الرسالة تلك وما يأمله الحزب من الفاتيكان، يجيب فياض: “الحزب يريد أن يؤكد من خلال هذه المتابعة تمسكه بالعيش المشترك بين اللبنانيين، وعدم التفريط بالحضور المسيحي في البلد، ونحن نريد صراحة من الفاتيكان أن يقف الى جانب لبنان ويردّ الضغوط التي تمارس عليه في ظل التهويل الإسرائيلي المستمر عليه بالحرب والإمعان في الأعمال العدوانية، والحزب على يقين من أن الفاتيكان قادر على الاضطلاع بدور فاعل على هذا المستوى”.
ويفصح فياض عن أهمية إضافية لزيارة السفارة، هي أنها “تأتي ردا غير مباشر على هجوم شخصيات في لبنان على رسالة الحزب إلى البابا. وهذا الهجوم يندرج وفق رؤيتنا في خانة انزعاجها من أداء الحزب الانفتاحي الاعتدالي، خصوصا أنها حاولت أن تناقش رسالة الحزب من باب الزعم أن الحزب لا يقول الحقيقة وأن الرسالة لا تعكس اقتناعات الحزب الحقيقية، وهذا غير صحيح إطلاقا”.

مزيد من الأخبار

مزيد من الأخبار