اجتماع باريس المتعدد الطرف يسابق التصعيد فهل ينجح؟

الكاتب: سمير تويني | المصدر: النهار
15 كانون الأول 2025

سيعقد في ١٨ من الشهر الجاري اجتماع في باريس يشارك فيه قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، والمبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس، والمبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، ومستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الاوسط آن كلير لوجاندر، والموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان، للتوصل الى ارضية يمكن للبنان البناء عليها خلال مفاوضات هيئة “الميكانيزم” على خلفية تحضير اسرائيل لعملية عسكرية ضد لبنان فيما تتضاءل امكانية تعديل المعادلات الاقليمية التي كرستها الولايات المتحدة الأميركية في الاقليم.

فباريس تعبر كما العديد من الدول المعنية بالملف اللبناني عن مخاوف من تصعيد عسكري اسرائيلي وتبحث عن الوسائل لتجنب تداعياته. ورغم ترحيبها بتعيين الحكومة اللبنانية السفير سيمون كرم في هيئة “الميكانيزم” فانها تعتبر ان ذلك غير كاف لمنع التصعيد العسكري. تتمتع تل ابيب بحرية الحركة في لبنان، وتشكك ودول اخرى، بما يقوم به الجيش اللبناني لجهة نزع سلاح “حزب الله” في الجنوب كمرحلة اولى بفعالية. وقد يشارك الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في الاجتماع المقبل لهيئة “الميكانيزم ” الذي سيعقد في ١٩ كانون الاول الجاري لشرح الموقف الفرنسي.

وتنطلق باريس في مقاربتها للوضع الامني اللبناني من توثيق لعمليات الجيش اللبناني ليبرهن جدية عمله، فتدعو “اليونيفيل” لتوفير الدلائل من خلال رسم خريطة توضح ما يحققه الجيش لنزع السلاح غير الشرعي في جنوب لبنان. وتحاول باريس تحويل عملياته واقعا معترفا به لنزع الحجج من الجانب الاسرائيلي، مع العلم ان اسرائيل ليست الجهة الوحيدة وهناك اطراف دولية واقليمية معنية بتطورات الوضع اللبناني تشكك بالمهمة الملقاة على الجيش لنزع السلاح تطبيقا للقرارات الدولية.

وتعتبر السلطات الفرنسية التي تقوم بحوار متواصل مع الجانب الاميركي ان واشنطن مقتنعة بالمقاربة الفرنسية للوضع اللبناني والتعاون قائم بين الطرفين. وسيتم البحث خلال الاجتماع الباريسي في حاجات الجيش اللبناني للقيام بمهمته وللتحضير لمؤتمر لدعمه يفترض ان يعقد لاحقاً. وسيعقد اجتماع في بيروت خلال الأسبوع المقبل لتحديد الحاجات العسكرية للجيش ولقوى الامن الداخلي التي تعول باريس على دورها في حفظ الامن الداخلي ليتفرغ الجيش لمهماته الاولى اي تأمين السيادة.

ويمكن اعتبار ان ما تسعى اليه باريس خلال الاجتماع توفير الحجة لاقناع المشاركين والاسرة الدولية بان الجيش يقوم بواجبه وبالتالي تجنيب لبنان التصعيد العسكري.

وفي هذا السياق تربط الاطراف المانحة العربية والغربية عقد مؤتمر اقتصادي لدعم اعادة الاعمار بتوافر الشروط الضرورية من اصلاحات اقتصادية ومالية، كذلك فان المانحين المستعدين لدعم الجيش اللبناني يريدون التأكد من انه يقوم بمهمته جنوب نهر الليطاني وسيقوم بدوره شماله في المرحلة اللاحقة. وتركز باريس على جنوب الليطاني في المرحلة الراهنة لان انتشار الجيش في شمال الليطاني سيكون أشد صعوبة لان “حزب الله” لم يتخل عن رغبته في عدم تسليم سلاحه وهو يعيد تسلحه. لذلك تبدي باريس قلقها من تصريحات مسؤولي الحزب الذين يعتبرون ان تسليم السلاح محصور بجنوب الليطاني وانعكاسات هذا الموقف على الوضع الداخلي اللبناني.
كما ان الاجتماع سيتطرق الى توسيع عمل هيئة “الميكانيزم” الذي تعتبره باريس محدودا. اذ يعود الى الهيئة حل المشاكل التي يعاني منها لبنان مع اسرائيل. وقد تتم الدعوة الى ترتيبات جديدة اكثر استدامة لانه عمل الهيئة لم يوفر حتى الان عودة السيادة اللبنانية من جهة والامن الاسرائيلي من جهة اخرى.

الثقة بلبنان تضررت بشكل كبير وفق مصادر فرنسية، ليس عند المانحين العرب فقط، ولكن لدى المانحين في الدول الغربية ايضا. لذلك تشدد باريس على الاعتماد على النتائج المحققة امنيا او اقتصاديا من خلال القيام بالاصلاحات البنيوية. واذ تتخوف من عودة اللبنانيين الى الممارسات السابقة التي ستؤدي الى التعطيل، فهي تسعى الي وضع حد للجمود السياسي والتشريعي بسبب الخلافات على قانون الانتخابات والاصلاحات لسد الفجوة المالية. وهذا الشلل له انعكاسات سلبية على عقد مؤتمر اعادة الاعمار.

كما ان باريس تعتبر ان ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا عملية ضرورية لدرء الخلافات بين البلدين وامنت الخرائط التي تمتلكها منذ زمن الانتداب لترسيم الحدود لانها قد تشكل مسألة خلافية قد يلجأ اليها الحزب معتبرا انها قد تشكل تهديدات سورية تجعله يتمسك بسلاحه لانه ضروري للدفاع عن الاراضي اللبنانية.

اجتماع باريس المتعدد الطرف يسابق التصعيد فهل ينجح؟

الكاتب: سمير تويني | المصدر: النهار
15 كانون الأول 2025

سيعقد في ١٨ من الشهر الجاري اجتماع في باريس يشارك فيه قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، والمبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس، والمبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، ومستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الاوسط آن كلير لوجاندر، والموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان، للتوصل الى ارضية يمكن للبنان البناء عليها خلال مفاوضات هيئة “الميكانيزم” على خلفية تحضير اسرائيل لعملية عسكرية ضد لبنان فيما تتضاءل امكانية تعديل المعادلات الاقليمية التي كرستها الولايات المتحدة الأميركية في الاقليم.

فباريس تعبر كما العديد من الدول المعنية بالملف اللبناني عن مخاوف من تصعيد عسكري اسرائيلي وتبحث عن الوسائل لتجنب تداعياته. ورغم ترحيبها بتعيين الحكومة اللبنانية السفير سيمون كرم في هيئة “الميكانيزم” فانها تعتبر ان ذلك غير كاف لمنع التصعيد العسكري. تتمتع تل ابيب بحرية الحركة في لبنان، وتشكك ودول اخرى، بما يقوم به الجيش اللبناني لجهة نزع سلاح “حزب الله” في الجنوب كمرحلة اولى بفعالية. وقد يشارك الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في الاجتماع المقبل لهيئة “الميكانيزم ” الذي سيعقد في ١٩ كانون الاول الجاري لشرح الموقف الفرنسي.

وتنطلق باريس في مقاربتها للوضع الامني اللبناني من توثيق لعمليات الجيش اللبناني ليبرهن جدية عمله، فتدعو “اليونيفيل” لتوفير الدلائل من خلال رسم خريطة توضح ما يحققه الجيش لنزع السلاح غير الشرعي في جنوب لبنان. وتحاول باريس تحويل عملياته واقعا معترفا به لنزع الحجج من الجانب الاسرائيلي، مع العلم ان اسرائيل ليست الجهة الوحيدة وهناك اطراف دولية واقليمية معنية بتطورات الوضع اللبناني تشكك بالمهمة الملقاة على الجيش لنزع السلاح تطبيقا للقرارات الدولية.

وتعتبر السلطات الفرنسية التي تقوم بحوار متواصل مع الجانب الاميركي ان واشنطن مقتنعة بالمقاربة الفرنسية للوضع اللبناني والتعاون قائم بين الطرفين. وسيتم البحث خلال الاجتماع الباريسي في حاجات الجيش اللبناني للقيام بمهمته وللتحضير لمؤتمر لدعمه يفترض ان يعقد لاحقاً. وسيعقد اجتماع في بيروت خلال الأسبوع المقبل لتحديد الحاجات العسكرية للجيش ولقوى الامن الداخلي التي تعول باريس على دورها في حفظ الامن الداخلي ليتفرغ الجيش لمهماته الاولى اي تأمين السيادة.

ويمكن اعتبار ان ما تسعى اليه باريس خلال الاجتماع توفير الحجة لاقناع المشاركين والاسرة الدولية بان الجيش يقوم بواجبه وبالتالي تجنيب لبنان التصعيد العسكري.

وفي هذا السياق تربط الاطراف المانحة العربية والغربية عقد مؤتمر اقتصادي لدعم اعادة الاعمار بتوافر الشروط الضرورية من اصلاحات اقتصادية ومالية، كذلك فان المانحين المستعدين لدعم الجيش اللبناني يريدون التأكد من انه يقوم بمهمته جنوب نهر الليطاني وسيقوم بدوره شماله في المرحلة اللاحقة. وتركز باريس على جنوب الليطاني في المرحلة الراهنة لان انتشار الجيش في شمال الليطاني سيكون أشد صعوبة لان “حزب الله” لم يتخل عن رغبته في عدم تسليم سلاحه وهو يعيد تسلحه. لذلك تبدي باريس قلقها من تصريحات مسؤولي الحزب الذين يعتبرون ان تسليم السلاح محصور بجنوب الليطاني وانعكاسات هذا الموقف على الوضع الداخلي اللبناني.
كما ان الاجتماع سيتطرق الى توسيع عمل هيئة “الميكانيزم” الذي تعتبره باريس محدودا. اذ يعود الى الهيئة حل المشاكل التي يعاني منها لبنان مع اسرائيل. وقد تتم الدعوة الى ترتيبات جديدة اكثر استدامة لانه عمل الهيئة لم يوفر حتى الان عودة السيادة اللبنانية من جهة والامن الاسرائيلي من جهة اخرى.

الثقة بلبنان تضررت بشكل كبير وفق مصادر فرنسية، ليس عند المانحين العرب فقط، ولكن لدى المانحين في الدول الغربية ايضا. لذلك تشدد باريس على الاعتماد على النتائج المحققة امنيا او اقتصاديا من خلال القيام بالاصلاحات البنيوية. واذ تتخوف من عودة اللبنانيين الى الممارسات السابقة التي ستؤدي الى التعطيل، فهي تسعى الي وضع حد للجمود السياسي والتشريعي بسبب الخلافات على قانون الانتخابات والاصلاحات لسد الفجوة المالية. وهذا الشلل له انعكاسات سلبية على عقد مؤتمر اعادة الاعمار.

كما ان باريس تعتبر ان ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا عملية ضرورية لدرء الخلافات بين البلدين وامنت الخرائط التي تمتلكها منذ زمن الانتداب لترسيم الحدود لانها قد تشكل مسألة خلافية قد يلجأ اليها الحزب معتبرا انها قد تشكل تهديدات سورية تجعله يتمسك بسلاحه لانه ضروري للدفاع عن الاراضي اللبنانية.

مزيد من الأخبار

مزيد من الأخبار