هكذا يقارب “الحزب” عرض “تجميد” سلاحه

مصطلح “تجميد السلاح” اقتحم أخيرا قاموس التداول السياسي اليومي بقوة وجدية، لذا كان السؤال: كيف يتعامل “حزب الله” باعتباره الجهة المعنية مباشرة مع عرض كهذا؟ وهل هو طرح حقيقي أو مجرد فكرة تعرض ولا تلبث أن تتبدد في زحمة التطورات؟
المعلوم أن الجانب المصري كان له قصب الريادة في إعلاء شأن هذا العرض عندما أتى مدير المخابرات المصرية حسن رشاد وأطلق عرض “الخمول الإستراتيجي” الذي يقوم على إبقاء الحزب سلاحه شمال الليطاني، في مقابل أن يبقى تحت عين راصدة تمنع استخدامه.
لكن العرض هذا سار مسارا أكثر جدية، عندما أطلق الموفد الأميركي توم برّاك موقفا بدا غريبا، إذ قال “ليس من الضروري نزع السلاح، إنما الهدف هو منع استعماله”. وعدّ مراقبون الموقف الأميركي تطورا يقوم على فكرة “تعطيل وظيفة السلاح” ضمن ما يعرف بسياسة “الاحتواء”، توطئة للتركيز على مسار التفاوض، وهو ما يؤدي، إذا توافرت الشروط والظروف، إلى أن يصير السلاح عبئا على حامله وحاميه.
لكن جهات على صلة بالإدارة الأميركية سارعت إلى اعتبار الأمر موقفا شخصيا لبرّاك لا يعبّر عن توجهات الإدارة الأميركية في هذا المجال.
يقارب “حزب الله” المسألة من منظاره، إذ يرى على لسان جهات قريبة منه أن الدوائر المعنية بهذا الملف في الإدارة الأميركية تعرض هذه الفكرة، لكن ليس بالضرورة أن تكون لوجه الله، فعرضها هو عبارة عن “مجس” لاستكشاف حقيقة رد فعل الحزب على العرض، الذي يبقى إلى الآن مجرد أفكار تطلق في سماء المشهد اللبناني ليكون للإدارة الأميركية لاحقا فرصة غسل اليدين منها، إذا ما انتهى مفعولها.
ولا تخفي الجهات عينها إمكان أن يكون الطرح عبارة عن “جزرة” للحزب لقياس مدى ضعفه، باعتبار أن مسارعته إلى القبول لها دلالتها، وإغفاله وتجاهله له دلالات أخرى عند الإدارة الأميركية.
من هذا المنطلق سيبقى الحزب، وفق الجهات عينها، صامدا عند موقف التجاهل للعرض، في انتظار التيقن من الآتي:
– جدية الإدارة الأميركية وهي تطلق العرض.
– احتمالات خطوتها التالية إذا قبل الحزب.
– حقيقة الموقف الإسرائيلي من العرض.
– موقف الأطراف اللبنانية التي تستعجل تفكيك المنظومة العسكرية والأمنية للحزب، خصوصا أن مثل هذا العرض سيجعلها تعرب عن استيائها بأشكال مختلفة.
ولكن بطبيعة الحال، يرى الحزب أن العرض الأميركي يعكس اقتناعا يترسخ بالعجز عن بلوغ الهدف الذي رفعته مع إسرائيل منذ سريان اتفاق وقف النار، والقاضي بنزع سلاح الحزب أينما كان.
وتضيف الجهات عينها، أن العقل الأميركي يبذل جهدا استثنائيا في الآونة الأخيرة لكي يجد طريقة التفافية تفضي إلى “احتواء السلاح” لإبقائه بلا فاعلية. وفي السياق عينه، أتى طرح إعطاء بيروت مهلة إضافية لإتمام مهمة نزع السلاح ضمن الروزنامة الزمنية التي يفترض أن تنتهي بنهاية السنة الحالية.
هكذا يقارب “الحزب” عرض “تجميد” سلاحه

مصطلح “تجميد السلاح” اقتحم أخيرا قاموس التداول السياسي اليومي بقوة وجدية، لذا كان السؤال: كيف يتعامل “حزب الله” باعتباره الجهة المعنية مباشرة مع عرض كهذا؟ وهل هو طرح حقيقي أو مجرد فكرة تعرض ولا تلبث أن تتبدد في زحمة التطورات؟
المعلوم أن الجانب المصري كان له قصب الريادة في إعلاء شأن هذا العرض عندما أتى مدير المخابرات المصرية حسن رشاد وأطلق عرض “الخمول الإستراتيجي” الذي يقوم على إبقاء الحزب سلاحه شمال الليطاني، في مقابل أن يبقى تحت عين راصدة تمنع استخدامه.
لكن العرض هذا سار مسارا أكثر جدية، عندما أطلق الموفد الأميركي توم برّاك موقفا بدا غريبا، إذ قال “ليس من الضروري نزع السلاح، إنما الهدف هو منع استعماله”. وعدّ مراقبون الموقف الأميركي تطورا يقوم على فكرة “تعطيل وظيفة السلاح” ضمن ما يعرف بسياسة “الاحتواء”، توطئة للتركيز على مسار التفاوض، وهو ما يؤدي، إذا توافرت الشروط والظروف، إلى أن يصير السلاح عبئا على حامله وحاميه.
لكن جهات على صلة بالإدارة الأميركية سارعت إلى اعتبار الأمر موقفا شخصيا لبرّاك لا يعبّر عن توجهات الإدارة الأميركية في هذا المجال.
يقارب “حزب الله” المسألة من منظاره، إذ يرى على لسان جهات قريبة منه أن الدوائر المعنية بهذا الملف في الإدارة الأميركية تعرض هذه الفكرة، لكن ليس بالضرورة أن تكون لوجه الله، فعرضها هو عبارة عن “مجس” لاستكشاف حقيقة رد فعل الحزب على العرض، الذي يبقى إلى الآن مجرد أفكار تطلق في سماء المشهد اللبناني ليكون للإدارة الأميركية لاحقا فرصة غسل اليدين منها، إذا ما انتهى مفعولها.
ولا تخفي الجهات عينها إمكان أن يكون الطرح عبارة عن “جزرة” للحزب لقياس مدى ضعفه، باعتبار أن مسارعته إلى القبول لها دلالتها، وإغفاله وتجاهله له دلالات أخرى عند الإدارة الأميركية.
من هذا المنطلق سيبقى الحزب، وفق الجهات عينها، صامدا عند موقف التجاهل للعرض، في انتظار التيقن من الآتي:
– جدية الإدارة الأميركية وهي تطلق العرض.
– احتمالات خطوتها التالية إذا قبل الحزب.
– حقيقة الموقف الإسرائيلي من العرض.
– موقف الأطراف اللبنانية التي تستعجل تفكيك المنظومة العسكرية والأمنية للحزب، خصوصا أن مثل هذا العرض سيجعلها تعرب عن استيائها بأشكال مختلفة.
ولكن بطبيعة الحال، يرى الحزب أن العرض الأميركي يعكس اقتناعا يترسخ بالعجز عن بلوغ الهدف الذي رفعته مع إسرائيل منذ سريان اتفاق وقف النار، والقاضي بنزع سلاح الحزب أينما كان.
وتضيف الجهات عينها، أن العقل الأميركي يبذل جهدا استثنائيا في الآونة الأخيرة لكي يجد طريقة التفافية تفضي إلى “احتواء السلاح” لإبقائه بلا فاعلية. وفي السياق عينه، أتى طرح إعطاء بيروت مهلة إضافية لإتمام مهمة نزع السلاح ضمن الروزنامة الزمنية التي يفترض أن تنتهي بنهاية السنة الحالية.















