إستياء في صفوف بيئة “الحزب” بعد التعويضات الاستنسابية للمتضرّرين… مبالغ رمزية أمام خسائر جنى العمر!

الكاتب: صونيا رزق | المصدر: هنا لبنان
17 كانون الأول 2025

بات ملف إعادة الإعمار بيد الدولة بعدما سحب الحزب يده ووضع الدولة في مواجهة الأهالي المتضرّرين، فيما يؤكد الواقع أنّ الملف عالق فلا مساعدات ولا إعمار ولا حتى ترميم إذا لم يسلّم الحزب سلاحه ويطبّق القرارات الدولية، مما يعني أنّ العائق الأساسي أمام هذه المهمات هو الحزب وحده!

 

لم تعد عبارة “فدا المقاومة” تنفع، لا بل ولىّ زمنها أمام سقوط الضحايا ودمار القرى وخرابها وجرف المنازل وغياب المأوى، والصور السوداء التي لا تغيب عن أعين الجنوبيين وسكان الضاحية الجنوبية وبعض المناطق البقاعية، والغضب لم يعد خفياً بل ظهر إلى العلن في العديد من المحطات، إذ بات القسم الأكبر من هؤلاء يعبّرون عن نقمتهم الشديدة من الحرب التي فُرضت عليهم، خصوصاً أهالي القرى الحدودية التي تعيش في قلب النيران يومياً، فأصبح سكانها نازحين في بلدهم، بانتظار تحقيق الوعود التي ما زالت حبراً على ورق.

تهديد بتحرّكات مرتقبة في القرى الحدودية
آخر هذه الصور شاهدناها خلال اعتصام نفذه أهالي كفركلا والعديسة والجوار منذ نحو عشرة أيام، مندّدين بما فعله بهم الحزب، ومطالبين بأدنى حقوقهم بعد وصولهم إلى هذا الدرك، سائلين عن نواب منطقتهم الغائبين في أحلك الظروف.
وأعلن الأهالي في بيان “أنّ الوقفة الإحتجاجية التي نظموها ما هي إلا الخطوة الأولى بهدف إيصال صوتهم إلى كل الجهات المعنية بملف الإعمار وإغاثة المتضرّرين، وهدّدوا بسلسلة تحركات إذا لم يتم التجاوب مع مطالبهم المُحقّة”.
إلى ذلك تعالت صرخات البعض في العلن، خصوصاً مَن دُمّرت منازلهم ووُعدوا ببدلات إيواء وأثاث منازل ومساعدات استشفائية، فلم يحصلوا سوى على القليل منها، فوصفها المستاؤون بالإستنسابية لأنها وصلت إلى الحزبيين أولاً، أما سواهم فيحتاجون إلى الوساطات مع مسؤولي حزب الله، والشيكات لم تُدفع بعد بانتظار الأشهر المقبلة، لتصبح المبالغ المدفوعة “كاش” رمزية تحت حجة شحّ الأموال بيد الحزب، كما أنّ اللجنة التابعة له والتي تخمّن الأضرار تدفع القليل لأصحاب المنازل المحتاجة إلى الترميم العاجل، كإصلاح الأسقف والأبواب وتأمين الزجاج وأدنى متطلبات العيش.

إبن بلدة شعث: وعود كثيرة والتحصيل قليل
في السياق يقول المواطن “م . د” من سكان بلدة شعث في البقاع الشمالي لـ” هنا لبنان”: “لقد تدمّر منزلي الذي يعني لي جنى العمر، وقمت بالوساطات لتأمين ترميمه فلم أحصل سوى على مبالع بسيطة وعلى مراحل متعدّدة، ولم أتوقع أن يتعاملوا معنا بهذه الطريقة والنتيجة أننا دفعنا ثمن حرب لا نريدها كما كل اللبنانيين، فهي أنتجت خراباً ودماراً فقط، وأسقطت الضحايا من دون أي مبرّر”.
وأشار إلى أنّ البعض حصل على جزء من المبلغ الذي وُعد به، فيما البعض الآخر ما زال ينتظر الوعود بالترميم الضروري وأثاث المنزل، أمّا مَن دُمّر منزله بالكامل فوُعد ببدل إيواء لسنة فنال ما يكفي لخمسة أشهر فقط، والحال هذه طالت بعض أصحاب المؤسسات التجارية الذين حصلوا على أجزاء بسيطة من المساعدات، وفقاً لمدى علاقتهم مع الحزب.
ولفت ابن بلدة شعث إلى أنّ ما يقارب ربع قيمة الأضرار باتت تحسب للأكثرية وأحياناً أقل، ما أطلق العنان لاستياء عارم سيظهر قريباً خصوصاً من قبل بعض أهالي البقاع الشمالي والقرى الحدودية، الذين هدّدوا بتحرّكات تتحضّر في هذا الصدد، لأنّ الكيل قد طفح ولم يعد باستطاعتهم الانتظار أكثر بعدما فقدوا كل شيء.

الحزب سحب يده من ملف الإعمار
في غضون ذلك يبقى ملف إعادة الإعمار بيد الدولة بعدما سحب حزب الله يده، ووضع الدولة في مواجهة الأهالي المتضرّرين، فيما يؤكد الواقع أنّ الملف عالق، فلا مساعدات ولا إعمار ولا حتى ترميم، إذا لم يسلّم الحزب سلاحه ويطبّق القرارات الدولية، مما يعني أنّ العائق الأساسي أمام هذه المهمات هو الحزب وحده، وسط هواجس ومخاوف الأهالي من عدم تحقيق ذلك خاصة في البلدات المدمّرة كليّاً، وكل هذا يعني المزيد من التشتت والضياع لمّن دفعوا الأثمان الباهظة وأرهقهم تعب السنين ليصبحوا مشتّتين في وطنهم.

إعلاء الصوت البعلبكي الرافض للحرب
في هذا الإطار تنقل مصادر شعبية شيعية وجود تحوّلات في مزاج مناصري حزب الله، مع رفضهم لكل ما يجري بعد أن وُضعوا مجبرين في إطار ضيّق بعيد عن العيش بسلام، لذا لا يُستبعد أن تشهد المرحلة المرتقبة مشاهد انقلابية جديدة لم يشهدها الحزب في حروبه، مع مفاجآت مرتقبة خاصة في مدينة بعلبك، التي كانت تشكل أحد أهم معاقل الحزب في لبنان، والكلمة ستكون لإعلاء الصوت لأنّ السكوت لم يعد مقبولاً بعد التهديدات الإسرائيلية بقصف البقاع، وهذا ما ظهر منذ أيام من خلال صوتيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تدعو إلى التحرّر وعدم الانسياق وراء الوعود، لأنها لم تكن سوى أكذوبة، والوتر المذهبي الذي كان حزب الله يستعين به دائماً لن “يفعل فعله” هذه المرّة، لأنّ الأصوات ترتفع داخل العشائر البعلبكية، بعد تحويل مدينتهم إلى مستودعات أسلحة وصواريخ، لذا تبحث اليوم عن مسار جديد لا يتوافق مع الرسائل “الجهادية” التي يستعين بها الحزب دائماً كعنوان لحروبه.

إستياء في صفوف بيئة “الحزب” بعد التعويضات الاستنسابية للمتضرّرين… مبالغ رمزية أمام خسائر جنى العمر!

الكاتب: صونيا رزق | المصدر: هنا لبنان
17 كانون الأول 2025

بات ملف إعادة الإعمار بيد الدولة بعدما سحب الحزب يده ووضع الدولة في مواجهة الأهالي المتضرّرين، فيما يؤكد الواقع أنّ الملف عالق فلا مساعدات ولا إعمار ولا حتى ترميم إذا لم يسلّم الحزب سلاحه ويطبّق القرارات الدولية، مما يعني أنّ العائق الأساسي أمام هذه المهمات هو الحزب وحده!

 

لم تعد عبارة “فدا المقاومة” تنفع، لا بل ولىّ زمنها أمام سقوط الضحايا ودمار القرى وخرابها وجرف المنازل وغياب المأوى، والصور السوداء التي لا تغيب عن أعين الجنوبيين وسكان الضاحية الجنوبية وبعض المناطق البقاعية، والغضب لم يعد خفياً بل ظهر إلى العلن في العديد من المحطات، إذ بات القسم الأكبر من هؤلاء يعبّرون عن نقمتهم الشديدة من الحرب التي فُرضت عليهم، خصوصاً أهالي القرى الحدودية التي تعيش في قلب النيران يومياً، فأصبح سكانها نازحين في بلدهم، بانتظار تحقيق الوعود التي ما زالت حبراً على ورق.

تهديد بتحرّكات مرتقبة في القرى الحدودية
آخر هذه الصور شاهدناها خلال اعتصام نفذه أهالي كفركلا والعديسة والجوار منذ نحو عشرة أيام، مندّدين بما فعله بهم الحزب، ومطالبين بأدنى حقوقهم بعد وصولهم إلى هذا الدرك، سائلين عن نواب منطقتهم الغائبين في أحلك الظروف.
وأعلن الأهالي في بيان “أنّ الوقفة الإحتجاجية التي نظموها ما هي إلا الخطوة الأولى بهدف إيصال صوتهم إلى كل الجهات المعنية بملف الإعمار وإغاثة المتضرّرين، وهدّدوا بسلسلة تحركات إذا لم يتم التجاوب مع مطالبهم المُحقّة”.
إلى ذلك تعالت صرخات البعض في العلن، خصوصاً مَن دُمّرت منازلهم ووُعدوا ببدلات إيواء وأثاث منازل ومساعدات استشفائية، فلم يحصلوا سوى على القليل منها، فوصفها المستاؤون بالإستنسابية لأنها وصلت إلى الحزبيين أولاً، أما سواهم فيحتاجون إلى الوساطات مع مسؤولي حزب الله، والشيكات لم تُدفع بعد بانتظار الأشهر المقبلة، لتصبح المبالغ المدفوعة “كاش” رمزية تحت حجة شحّ الأموال بيد الحزب، كما أنّ اللجنة التابعة له والتي تخمّن الأضرار تدفع القليل لأصحاب المنازل المحتاجة إلى الترميم العاجل، كإصلاح الأسقف والأبواب وتأمين الزجاج وأدنى متطلبات العيش.

إبن بلدة شعث: وعود كثيرة والتحصيل قليل
في السياق يقول المواطن “م . د” من سكان بلدة شعث في البقاع الشمالي لـ” هنا لبنان”: “لقد تدمّر منزلي الذي يعني لي جنى العمر، وقمت بالوساطات لتأمين ترميمه فلم أحصل سوى على مبالع بسيطة وعلى مراحل متعدّدة، ولم أتوقع أن يتعاملوا معنا بهذه الطريقة والنتيجة أننا دفعنا ثمن حرب لا نريدها كما كل اللبنانيين، فهي أنتجت خراباً ودماراً فقط، وأسقطت الضحايا من دون أي مبرّر”.
وأشار إلى أنّ البعض حصل على جزء من المبلغ الذي وُعد به، فيما البعض الآخر ما زال ينتظر الوعود بالترميم الضروري وأثاث المنزل، أمّا مَن دُمّر منزله بالكامل فوُعد ببدل إيواء لسنة فنال ما يكفي لخمسة أشهر فقط، والحال هذه طالت بعض أصحاب المؤسسات التجارية الذين حصلوا على أجزاء بسيطة من المساعدات، وفقاً لمدى علاقتهم مع الحزب.
ولفت ابن بلدة شعث إلى أنّ ما يقارب ربع قيمة الأضرار باتت تحسب للأكثرية وأحياناً أقل، ما أطلق العنان لاستياء عارم سيظهر قريباً خصوصاً من قبل بعض أهالي البقاع الشمالي والقرى الحدودية، الذين هدّدوا بتحرّكات تتحضّر في هذا الصدد، لأنّ الكيل قد طفح ولم يعد باستطاعتهم الانتظار أكثر بعدما فقدوا كل شيء.

الحزب سحب يده من ملف الإعمار
في غضون ذلك يبقى ملف إعادة الإعمار بيد الدولة بعدما سحب حزب الله يده، ووضع الدولة في مواجهة الأهالي المتضرّرين، فيما يؤكد الواقع أنّ الملف عالق، فلا مساعدات ولا إعمار ولا حتى ترميم، إذا لم يسلّم الحزب سلاحه ويطبّق القرارات الدولية، مما يعني أنّ العائق الأساسي أمام هذه المهمات هو الحزب وحده، وسط هواجس ومخاوف الأهالي من عدم تحقيق ذلك خاصة في البلدات المدمّرة كليّاً، وكل هذا يعني المزيد من التشتت والضياع لمّن دفعوا الأثمان الباهظة وأرهقهم تعب السنين ليصبحوا مشتّتين في وطنهم.

إعلاء الصوت البعلبكي الرافض للحرب
في هذا الإطار تنقل مصادر شعبية شيعية وجود تحوّلات في مزاج مناصري حزب الله، مع رفضهم لكل ما يجري بعد أن وُضعوا مجبرين في إطار ضيّق بعيد عن العيش بسلام، لذا لا يُستبعد أن تشهد المرحلة المرتقبة مشاهد انقلابية جديدة لم يشهدها الحزب في حروبه، مع مفاجآت مرتقبة خاصة في مدينة بعلبك، التي كانت تشكل أحد أهم معاقل الحزب في لبنان، والكلمة ستكون لإعلاء الصوت لأنّ السكوت لم يعد مقبولاً بعد التهديدات الإسرائيلية بقصف البقاع، وهذا ما ظهر منذ أيام من خلال صوتيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تدعو إلى التحرّر وعدم الانسياق وراء الوعود، لأنها لم تكن سوى أكذوبة، والوتر المذهبي الذي كان حزب الله يستعين به دائماً لن “يفعل فعله” هذه المرّة، لأنّ الأصوات ترتفع داخل العشائر البعلبكية، بعد تحويل مدينتهم إلى مستودعات أسلحة وصواريخ، لذا تبحث اليوم عن مسار جديد لا يتوافق مع الرسائل “الجهادية” التي يستعين بها الحزب دائماً كعنوان لحروبه.

مزيد من الأخبار

مزيد من الأخبار