خاص- ما هي خطط “الحزب” عندما تنتهي مهلة آخر العام؟

الكاتب: ايلين زغيب عيسى | المصدر: beirut24
17 كانون الأول 2025

مع أنّ تعيين مدني لبناني في لجنة الميكانيزم أعطى الجهود الدبلوماسية فرصة جديدة، وأرجأ الحرب التي تحضّر لها إسرائيل، فإنّ ضغوط المهل لا تزال قائمة أمام الدولة اللبنانية و”حزب الله” تحديداً. وإذا لم يتحقّق أيّ أمر ملموس على صعيد السلاح شمال الليطاني في الأسابيع المقبلة، فإنّ العملية المنتظرة آتية، ولا مفرّ منها.

وإذا كانت الدولة اللبنانية قد حسمت إنهاء مهمّة حصر السلاح في جنوب الليطاني فقط، كما يبدو من التصريحات الرسميّة، ولجأت إلى “الاحتماء” بالتفاوض السياسي، فإنّ الاستحقاق الذي يواجه “الحزب” بعد نهاية العام أو أبعد من ذلك بقليل، هو استحقاق جدّي، يمسّ وجوده بالكامل.

فكيف يعمل “الحزب” لمواجهة هذا الاستحقاق، وهل من خطط يحضّرها للمرحلة المقبلة؟

في الواقع، ليس لدى “الحزب” الكثير من الخيارات. لكنّه يحاول استنفاد كلّ ما تبقّى لديه للصمود. فالهدف الأوّل الآن هو البقاء وتمرير المرحلة، من الآن وحتّى نهاية ولاية الرئيس دونالد ترامب، أو تغيير رئيس الحكومة في إسرائيل، أو تغيير الاهتمام الأميركي نحو منطقة أخرى في العالم.

ومن أجل “الصمود”، يعمل “الحزب” على محاور عدّة عسكرية وسياسية.

فبعد الحرب الأخيرة وفقدان “الحزب” لقسم كبير من ترسانته ومن قادته، يتولّى الحرس الثوري مباشرة الآن قيادة “الحزب”، ومحاولة ترميم وضعه العسكري والمالي وهيكله القيادي. كما لجأ في الفترة الأخيرة إلى التصنيع المحلّي لأسلحة خفيفة ورخيصة وللمسيّرات. ولكن إسرائيل لا تتوقّف عن ضرب وتدمير أيّ هدف تعتبره محاولة لإعادة التعافي من جانب “الحزب”.

كما حافظت إيران على إرسال الأموال، متّبعة طرقاً مختلفة. وتمكّنت ، حسب مسؤولين أميركيين، من إرسال مليار دولار خلال العام 2025. وهذا رقم يقارب الميزانية السنوية العادية التي كان يحصل عليها “الحزب” من إيران قبل الحرب الأخيرة.

ولكن الاستحقاق الأبرز لدى “الحزب” الآن هو الانتخابات النيابية المقبلة في أيّار. وهي محطّة مفصلية بالنسبة إليه، من أجل الحفاظ على وجوده السياسي كما هو للسنوات الأربع المقبلة. فهو يسعى لعدم خسارة أيّ من مقاعده النيابية السبعة والعشرين في مجلس النواب الحالي. لذلك، يقاوم مع حليفه حركة “أمل” والرئيس نبيه برّي أيّ محاولة لتعديل قانون الانتخاب، بما يسمح للمغتربين بالاقتراع لنواب البرلمان الـ 128. كما يسعى إلى عدم السماح لأي صوت شيعي معارض بالوصول إلى السلطة التشريعية. ومن هنا، يفضّل “الثنائي” تأجيل الانتخابات من أجل الحفاظ على مكتسباته الحاليّة.

وهناك نقطة أخرى يحاول “الحزب” الاستفادة منها لإطالة بقاء سلاحه، وهي المفاوضات الجارية مع إسرائيل، والتي توسّعت إلى التمثيل المدني. ولكن مصادر في واشنطن تؤكّد أن الإدارة الأميركية لن تعطي لهذه المفاوضات وقتاً مفتوحاً. كما أنّ إسرائيل لن تفعل ذلك، كي لا تسمح لـ “الحزب” في هذا الوقت بتجديد ترسانته. لذلك، قد تكون المهلة محدودة بأسابيع قليلة. والبند الأوّل المطلوب قبل أيّ بند آخر، كي توقف إسرائيل عمليّتها المزمعة، هو نزع السلاح عمليّاً على الأرض.

إذاً، لن يكون في إمكان “الحزب” استغلال عملية التفاوض من أجل شراء الوقت. ولكن، هناك من يفكّر في أوساط “الحزب” وفي إيران أيضاً، في تحويل المفاوضات لصالحه. بمعنى أن طهران وشريكها اللبناني يريدان أن يكونا طرفاً فاعلاً في هذه المفاوضات، وليس مجرّد متفرّج.

وعلى رغم سقف المواقف العالي الذي يعلنه الأمين العام نعيم قاسم من موضوع المفاوضات، إلّا أنّه يسعى في الموازاة إلى تجييرها لحسابه. فهناك حديث اليوم عن  إمكان توسيع التمثيل اللبناني في لجنة الميكانيزم بإدخال ممثّلَيْن مدنيَيْن إضافيَيْن شيعي وسنّي.

وإذا ما فشلت الدولة في التوصّل إلى أيّ اتّفاقات مع إسرائيل، فـ “الحزب” جاهز ليكون بديلاً منها في عملية التفاوض وفي عقد الاتّفاقات، التي يعتقد أنّه سيقطف هو ثمارها حينذاك، عبر تعزيز مكانته في الداخل، وإثبات أنّه العنصر القوي القادر على تحويل أيّ بند في أيّ اتّفاق إلى واقع على الأرض.

ولكن هذه النظرية لدى “الحزب” كانت ما تزال تنفع إلى تاريخ بدء عملية الإسناد. فبعدها تغيّرت الاستراتيجيات في إسرائيل والولايات المتّحدة، من “احتواء العدوّ” إلى إزالة تهديده نهائياً.

خاص- ما هي خطط “الحزب” عندما تنتهي مهلة آخر العام؟

الكاتب: ايلين زغيب عيسى | المصدر: beirut24
17 كانون الأول 2025

مع أنّ تعيين مدني لبناني في لجنة الميكانيزم أعطى الجهود الدبلوماسية فرصة جديدة، وأرجأ الحرب التي تحضّر لها إسرائيل، فإنّ ضغوط المهل لا تزال قائمة أمام الدولة اللبنانية و”حزب الله” تحديداً. وإذا لم يتحقّق أيّ أمر ملموس على صعيد السلاح شمال الليطاني في الأسابيع المقبلة، فإنّ العملية المنتظرة آتية، ولا مفرّ منها.

وإذا كانت الدولة اللبنانية قد حسمت إنهاء مهمّة حصر السلاح في جنوب الليطاني فقط، كما يبدو من التصريحات الرسميّة، ولجأت إلى “الاحتماء” بالتفاوض السياسي، فإنّ الاستحقاق الذي يواجه “الحزب” بعد نهاية العام أو أبعد من ذلك بقليل، هو استحقاق جدّي، يمسّ وجوده بالكامل.

فكيف يعمل “الحزب” لمواجهة هذا الاستحقاق، وهل من خطط يحضّرها للمرحلة المقبلة؟

في الواقع، ليس لدى “الحزب” الكثير من الخيارات. لكنّه يحاول استنفاد كلّ ما تبقّى لديه للصمود. فالهدف الأوّل الآن هو البقاء وتمرير المرحلة، من الآن وحتّى نهاية ولاية الرئيس دونالد ترامب، أو تغيير رئيس الحكومة في إسرائيل، أو تغيير الاهتمام الأميركي نحو منطقة أخرى في العالم.

ومن أجل “الصمود”، يعمل “الحزب” على محاور عدّة عسكرية وسياسية.

فبعد الحرب الأخيرة وفقدان “الحزب” لقسم كبير من ترسانته ومن قادته، يتولّى الحرس الثوري مباشرة الآن قيادة “الحزب”، ومحاولة ترميم وضعه العسكري والمالي وهيكله القيادي. كما لجأ في الفترة الأخيرة إلى التصنيع المحلّي لأسلحة خفيفة ورخيصة وللمسيّرات. ولكن إسرائيل لا تتوقّف عن ضرب وتدمير أيّ هدف تعتبره محاولة لإعادة التعافي من جانب “الحزب”.

كما حافظت إيران على إرسال الأموال، متّبعة طرقاً مختلفة. وتمكّنت ، حسب مسؤولين أميركيين، من إرسال مليار دولار خلال العام 2025. وهذا رقم يقارب الميزانية السنوية العادية التي كان يحصل عليها “الحزب” من إيران قبل الحرب الأخيرة.

ولكن الاستحقاق الأبرز لدى “الحزب” الآن هو الانتخابات النيابية المقبلة في أيّار. وهي محطّة مفصلية بالنسبة إليه، من أجل الحفاظ على وجوده السياسي كما هو للسنوات الأربع المقبلة. فهو يسعى لعدم خسارة أيّ من مقاعده النيابية السبعة والعشرين في مجلس النواب الحالي. لذلك، يقاوم مع حليفه حركة “أمل” والرئيس نبيه برّي أيّ محاولة لتعديل قانون الانتخاب، بما يسمح للمغتربين بالاقتراع لنواب البرلمان الـ 128. كما يسعى إلى عدم السماح لأي صوت شيعي معارض بالوصول إلى السلطة التشريعية. ومن هنا، يفضّل “الثنائي” تأجيل الانتخابات من أجل الحفاظ على مكتسباته الحاليّة.

وهناك نقطة أخرى يحاول “الحزب” الاستفادة منها لإطالة بقاء سلاحه، وهي المفاوضات الجارية مع إسرائيل، والتي توسّعت إلى التمثيل المدني. ولكن مصادر في واشنطن تؤكّد أن الإدارة الأميركية لن تعطي لهذه المفاوضات وقتاً مفتوحاً. كما أنّ إسرائيل لن تفعل ذلك، كي لا تسمح لـ “الحزب” في هذا الوقت بتجديد ترسانته. لذلك، قد تكون المهلة محدودة بأسابيع قليلة. والبند الأوّل المطلوب قبل أيّ بند آخر، كي توقف إسرائيل عمليّتها المزمعة، هو نزع السلاح عمليّاً على الأرض.

إذاً، لن يكون في إمكان “الحزب” استغلال عملية التفاوض من أجل شراء الوقت. ولكن، هناك من يفكّر في أوساط “الحزب” وفي إيران أيضاً، في تحويل المفاوضات لصالحه. بمعنى أن طهران وشريكها اللبناني يريدان أن يكونا طرفاً فاعلاً في هذه المفاوضات، وليس مجرّد متفرّج.

وعلى رغم سقف المواقف العالي الذي يعلنه الأمين العام نعيم قاسم من موضوع المفاوضات، إلّا أنّه يسعى في الموازاة إلى تجييرها لحسابه. فهناك حديث اليوم عن  إمكان توسيع التمثيل اللبناني في لجنة الميكانيزم بإدخال ممثّلَيْن مدنيَيْن إضافيَيْن شيعي وسنّي.

وإذا ما فشلت الدولة في التوصّل إلى أيّ اتّفاقات مع إسرائيل، فـ “الحزب” جاهز ليكون بديلاً منها في عملية التفاوض وفي عقد الاتّفاقات، التي يعتقد أنّه سيقطف هو ثمارها حينذاك، عبر تعزيز مكانته في الداخل، وإثبات أنّه العنصر القوي القادر على تحويل أيّ بند في أيّ اتّفاق إلى واقع على الأرض.

ولكن هذه النظرية لدى “الحزب” كانت ما تزال تنفع إلى تاريخ بدء عملية الإسناد. فبعدها تغيّرت الاستراتيجيات في إسرائيل والولايات المتّحدة، من “احتواء العدوّ” إلى إزالة تهديده نهائياً.

مزيد من الأخبار

مزيد من الأخبار