مسيحيو لبنان… هل يصلّون الميلاد المقبل في بيت لحم؟

يحتفل لبنان والعالم بعيد ميلاد المخلّص، ومعه ترتفع الأمنيات بولادة جديدة يعمّ فيها الاستقرار والأمان. وبعيدًا من الأمنيات المتكرّرة، يقف لبنان أمام مفترق طرق جديد.
لا يمكن تشبيه المرحلة التي يمرّ بها لبنان بسابقاتها. فهذا البلد الذي خُلق من أجل أن يشعر فيه المكوّن المسيحي بأمان، يعيش دائمًا في التجارب لكنه ينجو. وكأنه مكتوب على سكّانه انتظار المتغيّرات الدائمة.
ووسط كلّ هذه الرياح المحليّة والعربية والدوليّة، يخطو الخطّ التاريخي للمسيحيين خطوات سريعة ومتتالية نحو تحقيق الهدف. صحيح أن ما حصل هو بفضل أحداث أكبر من الجميع، لكن لولا الصمود والثبات على الموقف لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.
النظرة الغربية إلى المشروع تغيّرت، فالمسيحي في لبنان لم يحمل يومًا مشروعًا خاصًا به، بل كان هدفه بناء الدولة الحرّة السيّدة المستقلّة. في فترة من الفترات، وخصوصًا إبّان الحرب الأهلية، كانت بعض دول أوروبا تنظر إلى المقاومة المسيحية اللبنانية نظرة ازدراء، وتصفها بالعصابات اليمينيّة المتطرّفة. وكانت تلك الدول تعقد صفقات من أجل تسيير مصالحها.
ما يحصل داخل الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، هو تقدّم اللوبي اللبناني إلى صلب القرار، وهو يفهم القضية جيدًا ويعرف كلّ ما مرّ على لبنان، ولذلك، من المستحيل تغيير توجّهات ترامب أو حصول صفقة على حساب المسيحيين واللبنانيين.
النقطة الثانية المهمّة، هي موقف الدول العربية، هذه الدول تقف اليوم إلى جانب المشروع التاريخي للمسيحيين وهو دعم دولة قويّة تحتكر وحدها السلاح، وهذه الدول تنسج أفضل العلاقات مع المرجعية المسيحية الأولى، أي بكركي، ومع الأحزاب والقوى المسيحية السياديّة، حتى إنها تقدّم علاقاتها مع المسيحيين عن باقي الطوائف.
وإذا كان يوجد داخل المجتمعات المسيحية بعض التيارات والقوى الذميّة، فهؤلاء أقليّة لا تقدّم ولا تؤخر. الخط التاريخي الوطني السيادي للمسيحيين هو الطاغي، حتى الأغلبية المسلمة في لبنان تراهن على المسيحيين لبناء دولة جديدة حديثة. الجميع لا يريدون عيش ثقافة الموت وتعبوا من الحروب، ويرفضون استغلال القضية الفلسطينية من أجل تمرير رسائل على حساب تدمير لبنان، فأهل فلسطين أدرى بكيفية استرجاع أرضهم.
سقط المشروع الإيراني في لبنان والمنطقة، ويقترب لبنان من تحقيق السلام بعد «حرب الإسناد» المدمّرة. الأمور تحتاج وقتًا، لكن النظرة المسيحية للسلام مع إسرائيل لا تختلف عن النظرة العربية، ولا يمكن المزايدة على الفلسطينيين والدول الخليجية وسوريا ومصر والأردن، فإذا اتجهت هذه الدول نحو السلام والتطبيع، فماذا يمنع لبنان من فعل ذلك؟
تحتاج الأمور إلى بعض الوقت للنضوج، ولا يمكن الذهاب نحو خطوات سريعة، ووحدهما الأمن والسلام يثبّتان المسيحي والمسلم في أرضهما. من ناحية سوريا، تخلّص المسيحيون من العدو التاريخي لهم وهو نظام «البعث»، وأتى نظام جديد يتعامل بإيجابية من ناحية حلّ المشاكل العالقة والاعتراف بنهائية الكيان اللبناني، وإذا تأمّن السلام مع سوريا وإسرائيل، فهذا يعني عودة لبنان إلى خريطة الازدهار.
تعيش البلدات والمدن المسيحية زمن الميلاد في صورة مضيئة، ويُثبت المسيحيون في لبنان أنهم أهل حياة وأن مناطقهم هي منارة الشرق كلّه، فمن دون المكوّن المسيحي ستتغيّر صورة البلد بأكمله. وهذا المهرجان الذي يقيمه المسيحيون زمن الميلاد هو للقول نحن هنا، بلداتنا ومدننا تضجّ بالحياة ونواجه ثقافة الموت، ونحن من ينير هذا الشرق.
بين قرب انتصار المشروع السياسي والصورة التي يرسمها المسيحيون في مناطقهم، لا يمكن «النق» كثيرًا في زمن الميلاد وجلد الذات، والتقدّم الذي حصل في السياسة هو حلم يجب استكماله، لأن التراجع عنه يعيد المسيحي إلى زمن اليأس. أمّا شرارة السلام التي أطلقها قداسة البابا لاوون الرابع عشر من لبنان فهي الحلم الأكبر، لعلّ الأمور تكون قد تقدّمت في ميلاد 2026 ويستطيع المسيحي اللبناني زيارة بيت لحم حيث ولد السيّد المسيح ويصلي هناك وبذلك يكون مشروع السلام قد انتصر وانهزمت كلّ تلك المشاريع السوداوية التي استعملت اسم فلسطين لتضرب القضية الفلسطينية واللبنانية على حدّ سواء.
مسيحيو لبنان… هل يصلّون الميلاد المقبل في بيت لحم؟

يحتفل لبنان والعالم بعيد ميلاد المخلّص، ومعه ترتفع الأمنيات بولادة جديدة يعمّ فيها الاستقرار والأمان. وبعيدًا من الأمنيات المتكرّرة، يقف لبنان أمام مفترق طرق جديد.
لا يمكن تشبيه المرحلة التي يمرّ بها لبنان بسابقاتها. فهذا البلد الذي خُلق من أجل أن يشعر فيه المكوّن المسيحي بأمان، يعيش دائمًا في التجارب لكنه ينجو. وكأنه مكتوب على سكّانه انتظار المتغيّرات الدائمة.
ووسط كلّ هذه الرياح المحليّة والعربية والدوليّة، يخطو الخطّ التاريخي للمسيحيين خطوات سريعة ومتتالية نحو تحقيق الهدف. صحيح أن ما حصل هو بفضل أحداث أكبر من الجميع، لكن لولا الصمود والثبات على الموقف لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.
النظرة الغربية إلى المشروع تغيّرت، فالمسيحي في لبنان لم يحمل يومًا مشروعًا خاصًا به، بل كان هدفه بناء الدولة الحرّة السيّدة المستقلّة. في فترة من الفترات، وخصوصًا إبّان الحرب الأهلية، كانت بعض دول أوروبا تنظر إلى المقاومة المسيحية اللبنانية نظرة ازدراء، وتصفها بالعصابات اليمينيّة المتطرّفة. وكانت تلك الدول تعقد صفقات من أجل تسيير مصالحها.
ما يحصل داخل الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، هو تقدّم اللوبي اللبناني إلى صلب القرار، وهو يفهم القضية جيدًا ويعرف كلّ ما مرّ على لبنان، ولذلك، من المستحيل تغيير توجّهات ترامب أو حصول صفقة على حساب المسيحيين واللبنانيين.
النقطة الثانية المهمّة، هي موقف الدول العربية، هذه الدول تقف اليوم إلى جانب المشروع التاريخي للمسيحيين وهو دعم دولة قويّة تحتكر وحدها السلاح، وهذه الدول تنسج أفضل العلاقات مع المرجعية المسيحية الأولى، أي بكركي، ومع الأحزاب والقوى المسيحية السياديّة، حتى إنها تقدّم علاقاتها مع المسيحيين عن باقي الطوائف.
وإذا كان يوجد داخل المجتمعات المسيحية بعض التيارات والقوى الذميّة، فهؤلاء أقليّة لا تقدّم ولا تؤخر. الخط التاريخي الوطني السيادي للمسيحيين هو الطاغي، حتى الأغلبية المسلمة في لبنان تراهن على المسيحيين لبناء دولة جديدة حديثة. الجميع لا يريدون عيش ثقافة الموت وتعبوا من الحروب، ويرفضون استغلال القضية الفلسطينية من أجل تمرير رسائل على حساب تدمير لبنان، فأهل فلسطين أدرى بكيفية استرجاع أرضهم.
سقط المشروع الإيراني في لبنان والمنطقة، ويقترب لبنان من تحقيق السلام بعد «حرب الإسناد» المدمّرة. الأمور تحتاج وقتًا، لكن النظرة المسيحية للسلام مع إسرائيل لا تختلف عن النظرة العربية، ولا يمكن المزايدة على الفلسطينيين والدول الخليجية وسوريا ومصر والأردن، فإذا اتجهت هذه الدول نحو السلام والتطبيع، فماذا يمنع لبنان من فعل ذلك؟
تحتاج الأمور إلى بعض الوقت للنضوج، ولا يمكن الذهاب نحو خطوات سريعة، ووحدهما الأمن والسلام يثبّتان المسيحي والمسلم في أرضهما. من ناحية سوريا، تخلّص المسيحيون من العدو التاريخي لهم وهو نظام «البعث»، وأتى نظام جديد يتعامل بإيجابية من ناحية حلّ المشاكل العالقة والاعتراف بنهائية الكيان اللبناني، وإذا تأمّن السلام مع سوريا وإسرائيل، فهذا يعني عودة لبنان إلى خريطة الازدهار.
تعيش البلدات والمدن المسيحية زمن الميلاد في صورة مضيئة، ويُثبت المسيحيون في لبنان أنهم أهل حياة وأن مناطقهم هي منارة الشرق كلّه، فمن دون المكوّن المسيحي ستتغيّر صورة البلد بأكمله. وهذا المهرجان الذي يقيمه المسيحيون زمن الميلاد هو للقول نحن هنا، بلداتنا ومدننا تضجّ بالحياة ونواجه ثقافة الموت، ونحن من ينير هذا الشرق.
بين قرب انتصار المشروع السياسي والصورة التي يرسمها المسيحيون في مناطقهم، لا يمكن «النق» كثيرًا في زمن الميلاد وجلد الذات، والتقدّم الذي حصل في السياسة هو حلم يجب استكماله، لأن التراجع عنه يعيد المسيحي إلى زمن اليأس. أمّا شرارة السلام التي أطلقها قداسة البابا لاوون الرابع عشر من لبنان فهي الحلم الأكبر، لعلّ الأمور تكون قد تقدّمت في ميلاد 2026 ويستطيع المسيحي اللبناني زيارة بيت لحم حيث ولد السيّد المسيح ويصلي هناك وبذلك يكون مشروع السلام قد انتصر وانهزمت كلّ تلك المشاريع السوداوية التي استعملت اسم فلسطين لتضرب القضية الفلسطينية واللبنانية على حدّ سواء.

















