ستة أعراض قد تكون نذيراً مبكراً على الإصابة بالخرف

27 كانون الأول 2025

أظهرت دراسة جديدة أن أعراض الاكتئاب في منتصف العمر قد تشير إلى احتمالية الإصابة بالخرف لاحقاً، وهو ما قد يتيح للأطباء والمرضى أن يتخذوا تدابير وقائية في وقت مبكر.

وقال تقرير نشره موقع “ساينس أليرت” العلمي المتخصص، واطلعت عليه “العربية نت”، إن هذه النتيجة جاءت خلاصة لبحث جديد، بقيادة فريق من جامعة كوليدج لندن، وفي هذه الدراسة، حدد الباحثون ستة أعراض محددة قد تكون بمثابة مؤشرات تحذيرية على الخرف في وقت لاحق من العُمر.

ويقول عالم النفس الوبائي فيليب فرانك: “تُظهر نتائجنا أن خطر الإصابة بالخرف مرتبط بمجموعة من أعراض الاكتئاب وليس بالاكتئاب ككل”.
ويضيف: “يُتيح لنا هذا النهج القائم على الأعراض فهمًا أوضح لمن قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف قبل عقود من ظهور أعراضه”.

وقد حلل الباحثون بيانات 5811 شخصاً شاركوا في دراسة طويلة في بريطانيا، حيث تم جمع معلومات عن الصحة النفسية للمرضى بين عامي 1997 و1999، عندما تراوحت أعمار المشاركين بين 45 و69 عاماً، وكانوا جميعاً غير مصابين بالخرف.

ثم جرى تتبع الحالة الصحية لهؤلاء المتطوعين لمدة عقدين تقريباً بعد ذلك، واستُخدمت تشخيصات الخرف المسجلة في السجلات الصحية البريطانية حتى عام 2023 في النتائج النهائية.

وخلال تلك الفترة، أصيب 10.1% من المشاركين بالخرف، كما وجد الباحثون أن أولئك الذين أبلغوا عن خمسة أعراض أو أكثر من أعراض الاكتئاب في منتصف العمر كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 27%.

ومع ذلك، كان هذا الارتفاع في المخاطر مدفوعاً بستة أعراض اكتئابية محددة، من أصل 30 عرضاً تم تقييمها إجمالاً. وهذه الأعراض الستة هي: فقدان الثقة بالنفس، وصعوبة التعامل مع المشكلات، وعدم الشعور بالمودة تجاه الآخرين، والشعور بالتوتر الدائم، وصعوبة التركيز، وعدم الرضا عن أداء المهام.

وكان فقدان الثقة بالنفس وعدم القدرة على التعامل مع المشكلات من الأعراض المهمة بشكل خاص، حيث زاد كل منهما من خطر الإصابة بالخرف بنحو 50%. ولم تُظهر بعض الأعراض، مثل اضطرابات النوم والأفكار الانتحارية، أي ارتباط طويل الأمد بتشخيص الخرف.

ومع أن تصميم الدراسة لا يُظهر علاقة سببية مباشرة، إلا أنه يُشير إلى أن بعض عناصر الاكتئاب ترتبط بزيادة احتمالية الإصابة بالخرف، وهو ما قد يُفيد بدوره في البحث عن أسباب إصابة بعض الأشخاص بالخرف دون غيرهم.

ويقول فرانك: “يبدو أن الأعراض اليومية التي يُعاني منها الكثيرون في منتصف العمر تحمل معلومات مهمة حول صحة الدماغ على المدى الطويل. إن الانتباه إلى هذه الأنماط قد يفتح آفاقاً جديدة للوقاية المبكرة”.

ونعلم أن كلاً من الاكتئاب والخرف معقدان ومتعددا الجوانب، ويختلفان بين الأفراد، وهذا ما يجعل محاولة إيجاد روابط بينهما أمراً صعباً، ولكنه ليس مستحيلاً، كما تُبين هذه الدراسة.

ومع ذلك، لا يوجد ما يضمن تعميم هذه النتائج، حيث يُقر الفريق البحثي بأن البحث أُجري في بريطانيا فقط، على موظفين حكوميين يتمتعون بصحة جيدة نسبياً. وقد وجد الباحثون أن الخرف أقل شيوعاً بين المشاركين في الدراسة الطولية، مقارنةً بعموم سكان بريطانيا.

وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث على مجموعات سكانية أكثر تنوعاً، لا سيما مع توقع ازدياد انتشار الخرف مع تقدم سكان العالم في السن. لكن هذه الأبحاث قد توفر للعلماء نقطة انطلاق على الأقل، وإذا أمكن الوقاية من نسبة من هذه الحالات، فقد يُحدث ذلك فرقاً كبيراً.

ويقول عالم الأوبئة ميكا كيفيماكي: “لا يظهر الاكتئاب بشكل واحد، فالأعراض تتفاوت بشكل كبير وغالباً ما تتداخل مع أعراض القلق. وقد وجدنا أن هذه الأنماط الدقيقة يمكن أن تكشف عن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة باضطرابات عصبية”. ويضيف: “هذا يُقربنا من علاجات الصحة النفسية الأكثر تخصيصاً وفعالية”.

ستة أعراض قد تكون نذيراً مبكراً على الإصابة بالخرف

27 كانون الأول 2025

أظهرت دراسة جديدة أن أعراض الاكتئاب في منتصف العمر قد تشير إلى احتمالية الإصابة بالخرف لاحقاً، وهو ما قد يتيح للأطباء والمرضى أن يتخذوا تدابير وقائية في وقت مبكر.

وقال تقرير نشره موقع “ساينس أليرت” العلمي المتخصص، واطلعت عليه “العربية نت”، إن هذه النتيجة جاءت خلاصة لبحث جديد، بقيادة فريق من جامعة كوليدج لندن، وفي هذه الدراسة، حدد الباحثون ستة أعراض محددة قد تكون بمثابة مؤشرات تحذيرية على الخرف في وقت لاحق من العُمر.

ويقول عالم النفس الوبائي فيليب فرانك: “تُظهر نتائجنا أن خطر الإصابة بالخرف مرتبط بمجموعة من أعراض الاكتئاب وليس بالاكتئاب ككل”.
ويضيف: “يُتيح لنا هذا النهج القائم على الأعراض فهمًا أوضح لمن قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف قبل عقود من ظهور أعراضه”.

وقد حلل الباحثون بيانات 5811 شخصاً شاركوا في دراسة طويلة في بريطانيا، حيث تم جمع معلومات عن الصحة النفسية للمرضى بين عامي 1997 و1999، عندما تراوحت أعمار المشاركين بين 45 و69 عاماً، وكانوا جميعاً غير مصابين بالخرف.

ثم جرى تتبع الحالة الصحية لهؤلاء المتطوعين لمدة عقدين تقريباً بعد ذلك، واستُخدمت تشخيصات الخرف المسجلة في السجلات الصحية البريطانية حتى عام 2023 في النتائج النهائية.

وخلال تلك الفترة، أصيب 10.1% من المشاركين بالخرف، كما وجد الباحثون أن أولئك الذين أبلغوا عن خمسة أعراض أو أكثر من أعراض الاكتئاب في منتصف العمر كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 27%.

ومع ذلك، كان هذا الارتفاع في المخاطر مدفوعاً بستة أعراض اكتئابية محددة، من أصل 30 عرضاً تم تقييمها إجمالاً. وهذه الأعراض الستة هي: فقدان الثقة بالنفس، وصعوبة التعامل مع المشكلات، وعدم الشعور بالمودة تجاه الآخرين، والشعور بالتوتر الدائم، وصعوبة التركيز، وعدم الرضا عن أداء المهام.

وكان فقدان الثقة بالنفس وعدم القدرة على التعامل مع المشكلات من الأعراض المهمة بشكل خاص، حيث زاد كل منهما من خطر الإصابة بالخرف بنحو 50%. ولم تُظهر بعض الأعراض، مثل اضطرابات النوم والأفكار الانتحارية، أي ارتباط طويل الأمد بتشخيص الخرف.

ومع أن تصميم الدراسة لا يُظهر علاقة سببية مباشرة، إلا أنه يُشير إلى أن بعض عناصر الاكتئاب ترتبط بزيادة احتمالية الإصابة بالخرف، وهو ما قد يُفيد بدوره في البحث عن أسباب إصابة بعض الأشخاص بالخرف دون غيرهم.

ويقول فرانك: “يبدو أن الأعراض اليومية التي يُعاني منها الكثيرون في منتصف العمر تحمل معلومات مهمة حول صحة الدماغ على المدى الطويل. إن الانتباه إلى هذه الأنماط قد يفتح آفاقاً جديدة للوقاية المبكرة”.

ونعلم أن كلاً من الاكتئاب والخرف معقدان ومتعددا الجوانب، ويختلفان بين الأفراد، وهذا ما يجعل محاولة إيجاد روابط بينهما أمراً صعباً، ولكنه ليس مستحيلاً، كما تُبين هذه الدراسة.

ومع ذلك، لا يوجد ما يضمن تعميم هذه النتائج، حيث يُقر الفريق البحثي بأن البحث أُجري في بريطانيا فقط، على موظفين حكوميين يتمتعون بصحة جيدة نسبياً. وقد وجد الباحثون أن الخرف أقل شيوعاً بين المشاركين في الدراسة الطولية، مقارنةً بعموم سكان بريطانيا.

وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث على مجموعات سكانية أكثر تنوعاً، لا سيما مع توقع ازدياد انتشار الخرف مع تقدم سكان العالم في السن. لكن هذه الأبحاث قد توفر للعلماء نقطة انطلاق على الأقل، وإذا أمكن الوقاية من نسبة من هذه الحالات، فقد يُحدث ذلك فرقاً كبيراً.

ويقول عالم الأوبئة ميكا كيفيماكي: “لا يظهر الاكتئاب بشكل واحد، فالأعراض تتفاوت بشكل كبير وغالباً ما تتداخل مع أعراض القلق. وقد وجدنا أن هذه الأنماط الدقيقة يمكن أن تكشف عن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة باضطرابات عصبية”. ويضيف: “هذا يُقربنا من علاجات الصحة النفسية الأكثر تخصيصاً وفعالية”.

مزيد من الأخبار

مزيد من الأخبار