أبرز الشخصيّات الراحلة في العام 2025!

شهد عام 2025 رحيل عددٍ بارز من الشخصيات الدولية المرموقة في المجالات السياسية والعسكرية والدينية، تاركين وراءهم آثاراً متننوعة في بلادهم والعالم.
غادر هؤلاء الحياة بأسبابٍ مختلفة، فمنهم من قضى نحبه بعد صراع مع المرض، ومنهم من لقي حتفه فجأة في ظروفٍ استثنائية، كان الاغتيال أبرزها.
في مطلع هذا العام، غيّب الموت البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية السادس والستين بعد المئتين، بعد إصابته بجلطة دماغية في الحادي والعشرين من نيسان.
يعد البابا فرنسيس، واسمه الأصلي خورخي ماريو بيرغوليو، شخصية فريدة في تاريخ الكنيسة، فهو أول بابا ينحدر من أميركا اللاتينية، بل من العالم الجديد بأكمله، وأول بابا غير أوروبي منذ أكثر من اثني عشر قرنا. نشأ في عائلة متواضعة من عمال السكك الحديدية، وعُرِف منذ كان كاردينالاً في الأرجنتين بحياة الزهد والتواضع، حتى لُقب بـ “أسقف الأحياء الفقيرة” لكثرة زياراته لأحياء الفقراء واختلاطه بهم في بوينس آيرس. خلفه في المنصب البابا ليو الرابع عشر، ليكون أول بابا في التاريخ من الولايات المتحدة الأميركية.
أما الشخصية الثانية البارزة التي رحلت في نفس العام، وارتبط اسمها أيضا بقيم الزهد والتقشف، فهو رئيس الأوروغواي السابق خوسيه “بيبي” موخيكا، الذي توفي في الثالث عشر من أيار بعد معاناة مع مرض سرطان المريء.
قاد موخيكا بلاده بين عامي 2010 – 2015، واشتهر عالمياً بلقب “أفقر رئيس في العالم”، وذلك بسبب نمط حياته البسيط الذي تجسد في تبرعه بنحو 90 في المئة من راتبه الرئاسي للأعمال الخيرية، وإقامته في مزرعته المتواضعة بمنزل ذي سقف من الصفيح بدلا من القصر الرئاسي، وقيادته سيارة قديمة من طراز فولكس فاغن بيتل. وبلغ من زهده حد رفضه هذا اللقب المتداول، معتبرا أن الطمع الحقيقي يكمن في سباق لا ينتهي وراء المزيد.
في التالي، انتقل المشهد من زهد رجال الدين والسياسة إلى ساحات الصراع العنيفة، حيث كان الاغتيال مصير الشخصيتين العسكريتين البارزتين التاليتين، قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري. لقي الرجلان حتفهما مع عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين في غارات إسرائيلية شنت فجر الثالث عشر من يونيو على مواقع داخل إيران، ما أشعل حربا مدمرة استمرت اثني عشر يوما.
في سياق الصراع ذاته، واصلت الاغتيالات المستهدفة شريحة أخرى من القادة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي رسميا في الثالث من تشرين الأوّل عن اغتياله قبل ثلاثة أشهر روحي مشتهى، الذي كان يشغل منصب رئيس حكومة حركة حماس في قطاع غزة ويُعتبر الخليفة المحتمل لقائد الحركة السابق يحيى السنوار. جاء هذا الإعلان بعد تسريب تقارير إعلامية في أغسطس، وكشفت التفاصيل لاحقا أن العملية نفذت عبر ضربة جوية استهدفت نفقا في مدينة غزة.
لم تكن اليمن بمنأى عن هذه الحملة، حيث أودت غارة جوية إسرائيلية أخرى بحياة أحمد غالب ناصر الرحوي، رئيس الوزراء في حكومة الحوثيين، وذلك خلال استهداف اجتماع حكومي في العاصمة صنعاء. وقد نجم هم هذه الغارة أيضا مقتل عدد من الوزراء أبرزهم وزير الخارجية الحوثي جمال عامر.
من ساحات الشرق الأوسط المضطربة إلى قلب السياسة الأميركية، رحلت شخصية غاية في التأثير والجدلية، وهي ديك تشيني، وزير الدفاع الأميركي الأسبق في عهد الرئيس جورج بوش الأب خلال حرب الخليج الأولى، ونائب الرئيس في عهد الرئيس جورج بوش الابن خلال غزوي أفغانستان والعراق.
توفي تشيني في الثالث من تشرين الأوّل عن عمر ناهز الرابعة والثمانين بسبب مضاعفات التهاب رئوي وأمراض قلبية وعائية، بعد مسيرة حافلة وصف خلالها بأنه “أحد أقوى نواب الرؤساء وأكثرهم نفوذا في التاريخ الأميركي”.
عانى تشيني من مشاكل قلبية مزمنة بدأت بإصابته بأول نوبة قلبية عام 1978 وهو في السابعة والثلاثين من عمره، وتلتها خمس نوبات أخرى وعدد من العمليات الجراحية الكبرى.
الحادث المأساوي الأخير في عام 2025، فكان رحيل رئيس أركان القوات المسلحة الليبية، اللواء محمد علي أحمد الحداد، في الثالث والعشرين من ديسمبر، عندما تحطمت طائرته من طراز “داسو فالكون 50” بالقرب من أنقرة أثناء عودته من زيارة رسمية لتركيا.
كان على متن الطائرة ثمانية أشخاص بينهم رئيس الأركان الليبي وأربعة ضباط كبار وآخرون من طاقم القيادة. الطائرة المنكوبة تعرضت لعطل كهربائي دفع الطاقم لطلب الهبوط الاضطراري قبل التحطم.
السلطات التركية أعلنت عثورها على الصندوقين الأسودين، مؤكدة فتح تحقيق دقيق في الحادثة مع استبعاد فرضية التخريب في مرحلته الأولية. الحداد، الذي اشتهر بمشاركته الفاعلة في جهود توحيد المؤسسة العسكرية الليبية المنقسمة، مُنح رتبة مشير بعد وفاته تكريما لخدماته.
هكذا، مثل عام 2025 صفحة دامية وحزينة في التاريخ المعاصر، جمعت بين رحيل رموز دينية زاهدة، وقادة سياسيين غيروا مفاهيم القيادة، وعسكريين سقطوا في ساحات القتال، ومسؤولين لقوا مصرعهم في حوادث مروعة. تاركين فراغا خلفهم، وتساؤلات عديدة عن المستقبل. كل هؤلاء الراحلين بمثابة شهود على بوادر انتهاء حصانة الحدود أمام الأسلحة الجديدة والتقلبات القلقة في منتصف العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين.
أبرز الشخصيّات الراحلة في العام 2025!

شهد عام 2025 رحيل عددٍ بارز من الشخصيات الدولية المرموقة في المجالات السياسية والعسكرية والدينية، تاركين وراءهم آثاراً متننوعة في بلادهم والعالم.
غادر هؤلاء الحياة بأسبابٍ مختلفة، فمنهم من قضى نحبه بعد صراع مع المرض، ومنهم من لقي حتفه فجأة في ظروفٍ استثنائية، كان الاغتيال أبرزها.
في مطلع هذا العام، غيّب الموت البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية السادس والستين بعد المئتين، بعد إصابته بجلطة دماغية في الحادي والعشرين من نيسان.
يعد البابا فرنسيس، واسمه الأصلي خورخي ماريو بيرغوليو، شخصية فريدة في تاريخ الكنيسة، فهو أول بابا ينحدر من أميركا اللاتينية، بل من العالم الجديد بأكمله، وأول بابا غير أوروبي منذ أكثر من اثني عشر قرنا. نشأ في عائلة متواضعة من عمال السكك الحديدية، وعُرِف منذ كان كاردينالاً في الأرجنتين بحياة الزهد والتواضع، حتى لُقب بـ “أسقف الأحياء الفقيرة” لكثرة زياراته لأحياء الفقراء واختلاطه بهم في بوينس آيرس. خلفه في المنصب البابا ليو الرابع عشر، ليكون أول بابا في التاريخ من الولايات المتحدة الأميركية.
أما الشخصية الثانية البارزة التي رحلت في نفس العام، وارتبط اسمها أيضا بقيم الزهد والتقشف، فهو رئيس الأوروغواي السابق خوسيه “بيبي” موخيكا، الذي توفي في الثالث عشر من أيار بعد معاناة مع مرض سرطان المريء.
قاد موخيكا بلاده بين عامي 2010 – 2015، واشتهر عالمياً بلقب “أفقر رئيس في العالم”، وذلك بسبب نمط حياته البسيط الذي تجسد في تبرعه بنحو 90 في المئة من راتبه الرئاسي للأعمال الخيرية، وإقامته في مزرعته المتواضعة بمنزل ذي سقف من الصفيح بدلا من القصر الرئاسي، وقيادته سيارة قديمة من طراز فولكس فاغن بيتل. وبلغ من زهده حد رفضه هذا اللقب المتداول، معتبرا أن الطمع الحقيقي يكمن في سباق لا ينتهي وراء المزيد.
في التالي، انتقل المشهد من زهد رجال الدين والسياسة إلى ساحات الصراع العنيفة، حيث كان الاغتيال مصير الشخصيتين العسكريتين البارزتين التاليتين، قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري. لقي الرجلان حتفهما مع عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين في غارات إسرائيلية شنت فجر الثالث عشر من يونيو على مواقع داخل إيران، ما أشعل حربا مدمرة استمرت اثني عشر يوما.
في سياق الصراع ذاته، واصلت الاغتيالات المستهدفة شريحة أخرى من القادة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي رسميا في الثالث من تشرين الأوّل عن اغتياله قبل ثلاثة أشهر روحي مشتهى، الذي كان يشغل منصب رئيس حكومة حركة حماس في قطاع غزة ويُعتبر الخليفة المحتمل لقائد الحركة السابق يحيى السنوار. جاء هذا الإعلان بعد تسريب تقارير إعلامية في أغسطس، وكشفت التفاصيل لاحقا أن العملية نفذت عبر ضربة جوية استهدفت نفقا في مدينة غزة.
لم تكن اليمن بمنأى عن هذه الحملة، حيث أودت غارة جوية إسرائيلية أخرى بحياة أحمد غالب ناصر الرحوي، رئيس الوزراء في حكومة الحوثيين، وذلك خلال استهداف اجتماع حكومي في العاصمة صنعاء. وقد نجم هم هذه الغارة أيضا مقتل عدد من الوزراء أبرزهم وزير الخارجية الحوثي جمال عامر.
من ساحات الشرق الأوسط المضطربة إلى قلب السياسة الأميركية، رحلت شخصية غاية في التأثير والجدلية، وهي ديك تشيني، وزير الدفاع الأميركي الأسبق في عهد الرئيس جورج بوش الأب خلال حرب الخليج الأولى، ونائب الرئيس في عهد الرئيس جورج بوش الابن خلال غزوي أفغانستان والعراق.
توفي تشيني في الثالث من تشرين الأوّل عن عمر ناهز الرابعة والثمانين بسبب مضاعفات التهاب رئوي وأمراض قلبية وعائية، بعد مسيرة حافلة وصف خلالها بأنه “أحد أقوى نواب الرؤساء وأكثرهم نفوذا في التاريخ الأميركي”.
عانى تشيني من مشاكل قلبية مزمنة بدأت بإصابته بأول نوبة قلبية عام 1978 وهو في السابعة والثلاثين من عمره، وتلتها خمس نوبات أخرى وعدد من العمليات الجراحية الكبرى.
الحادث المأساوي الأخير في عام 2025، فكان رحيل رئيس أركان القوات المسلحة الليبية، اللواء محمد علي أحمد الحداد، في الثالث والعشرين من ديسمبر، عندما تحطمت طائرته من طراز “داسو فالكون 50” بالقرب من أنقرة أثناء عودته من زيارة رسمية لتركيا.
كان على متن الطائرة ثمانية أشخاص بينهم رئيس الأركان الليبي وأربعة ضباط كبار وآخرون من طاقم القيادة. الطائرة المنكوبة تعرضت لعطل كهربائي دفع الطاقم لطلب الهبوط الاضطراري قبل التحطم.
السلطات التركية أعلنت عثورها على الصندوقين الأسودين، مؤكدة فتح تحقيق دقيق في الحادثة مع استبعاد فرضية التخريب في مرحلته الأولية. الحداد، الذي اشتهر بمشاركته الفاعلة في جهود توحيد المؤسسة العسكرية الليبية المنقسمة، مُنح رتبة مشير بعد وفاته تكريما لخدماته.
هكذا، مثل عام 2025 صفحة دامية وحزينة في التاريخ المعاصر، جمعت بين رحيل رموز دينية زاهدة، وقادة سياسيين غيروا مفاهيم القيادة، وعسكريين سقطوا في ساحات القتال، ومسؤولين لقوا مصرعهم في حوادث مروعة. تاركين فراغا خلفهم، وتساؤلات عديدة عن المستقبل. كل هؤلاء الراحلين بمثابة شهود على بوادر انتهاء حصانة الحدود أمام الأسلحة الجديدة والتقلبات القلقة في منتصف العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين.












