إنفلونزا H3N2 نحو الذروة … والأولوية للتلقيح

كالنار في الهشيم، ينتشر فيروس الإنفلونزا من سلالة A (H3N2)، متسبّباً بارتفاع متدرّج في عدد الإصابات التي تستدعي الاستشفاء، في مسارٍ يتسارع يوماً بعد آخر. ورغم أنه، حتى الآن، لا مؤشرات إلى مخاطر مرتفعة أو تسجيل وفيات، إلا أنّ هذه السلالة، بما تحمله من تحوّرات، تختلف عن سابقاتها، وتوحي عوارضها بإمكانية أن تكون أكثر حدّة وقسوة.
وإذا كان لا داعي للهلع في الوقت الراهن، إلا أن المشهد لا يوحي بالاستقرار. فالموسم لا يزال في بداياته، ويتّجه نحو ذروة محتملة، ولا سيّما أنّ الفترة الأكثر حساسية تبدأ مع مطلع كانون الأول وتمتد حتى شباط. ولذلك، تحرص المستشفيات على رفع مستوى الجهوزية تحسّباً لأي تطوّر غير متوقّع، وإن كان نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة، الدكتور بيار يارد، يؤكّد أنّه حتى في حال ازدياد أعداد الإصابات، فلن يكون السيناريو شبيهاً بـ«موسم كورونا».
رغم ذلك، تسجّل المستشفيات اليوم أعداداً تفوق تلك التي اعتادت تسجيلها في مواسم سابقة، ولا سيّما في صفوف كبار السنّ والمصابين بأمراض مزمنة ومستعصية، الذين، يشكّلون الحلقة الأضعف في معظم مواسم العدوى.
ويزيد من هشاشة هذه الفئة إهمال العادات الوقائية التي يفترض أن تكون أولوية مع بداية كل موسم، وفي طليعتها لقاح الإنفلونزا الذي يعدّ أساسياً للتخفيف من حدّة الإصابة، وبالتالي من الحاجة إلى الاستشفاء.
وفي هذا السياق، يشير الاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور عبد الرحمن البزري إلى انخفاض حاد في نسب التلقيح بين كبار السن بشكل خاص وفي المجتمع عموماً، ويعزو ذلك إلى «الدعاية السيئة» التي رافقت اللقاحات، خصوصاً بعد جائحة كورونا، لافتاً إلى أن «جميع المسنّين الموجودين اليوم في المستشفيات غير ملقّحين بلقاح الإنفلونزا». هذا التراخي ينعكس ارتفاعاً في أعداد الحالات التي تحتاج إلى استشفاء، وكذلك في الكلفة، خصوصاً أنّ مدّة الإقامة قد تُراوح بين ثلاثة أيام وعشرة.
مع ذلك، لا يقتصر تفاقم هذه الموجة وازدياد حدّتها على نقص التلقيح، إذ تتداخل عوامل أخرى تتصل بطبيعة الفيروس المنتشر حالياً، وبموسم الأعياد وما يرافقه من ازدحام واختلاط اجتماعي واسع.
والمعروف أنّ انتشار الفيروس لا يقتصر على لبنان، بل يُسجَّل في عدد من الدول الأخرى. ورغم أنّ هذه السلالة ليست جديدة أو طارئة، إلّا أنّها تتّسم هذا الموسم بحدّة نسبية وسرعة أكبر في الانتشار، نتيجة تحوّرات جعلتها «أكثر قدرة على التسبّب بإصابات أشدّ وبانتشار أسرع مقارنة بالمواسم السابقة»، وفقاً لما أوضحت وزارة الصحة في بيان أول من أمس. وأسهم تزامن انتشار الفيروس مع احتفالات الميلاد ورأس السنة وفترات العطل في توسيع دائرة الاختلاط الاجتماعي، ما انعكس ارتفاعاً في أعداد الإصابات.
وبناءً عليه، يبقى أفضل سبل المواجهة الأولى في الإقبال على تلقي لقاح الإنفلونزا حتى في ذروة الموسم (يؤخذ عادة ابتداءً من شهر أيلول)، ولا سيّما أنّ «اللقاحات المتوافرة حالياً تغطّي السلالات المنتشرة وتسهم في خفض نسب الاستشفاء والحالات الشديدة» وفقاً لبيان الوزارة التي شدّدت على الالتزام بالتدابير الوقائية الأساسية، من النظافة الشخصية والتعقيم، إلى تجنّب الأماكن المزدحمة، وارتداء الكمامة عند اللزوم، إضافة إلى سائر إجراءات السلامة الصحية.
إنفلونزا H3N2 نحو الذروة … والأولوية للتلقيح

كالنار في الهشيم، ينتشر فيروس الإنفلونزا من سلالة A (H3N2)، متسبّباً بارتفاع متدرّج في عدد الإصابات التي تستدعي الاستشفاء، في مسارٍ يتسارع يوماً بعد آخر. ورغم أنه، حتى الآن، لا مؤشرات إلى مخاطر مرتفعة أو تسجيل وفيات، إلا أنّ هذه السلالة، بما تحمله من تحوّرات، تختلف عن سابقاتها، وتوحي عوارضها بإمكانية أن تكون أكثر حدّة وقسوة.
وإذا كان لا داعي للهلع في الوقت الراهن، إلا أن المشهد لا يوحي بالاستقرار. فالموسم لا يزال في بداياته، ويتّجه نحو ذروة محتملة، ولا سيّما أنّ الفترة الأكثر حساسية تبدأ مع مطلع كانون الأول وتمتد حتى شباط. ولذلك، تحرص المستشفيات على رفع مستوى الجهوزية تحسّباً لأي تطوّر غير متوقّع، وإن كان نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة، الدكتور بيار يارد، يؤكّد أنّه حتى في حال ازدياد أعداد الإصابات، فلن يكون السيناريو شبيهاً بـ«موسم كورونا».
رغم ذلك، تسجّل المستشفيات اليوم أعداداً تفوق تلك التي اعتادت تسجيلها في مواسم سابقة، ولا سيّما في صفوف كبار السنّ والمصابين بأمراض مزمنة ومستعصية، الذين، يشكّلون الحلقة الأضعف في معظم مواسم العدوى.
ويزيد من هشاشة هذه الفئة إهمال العادات الوقائية التي يفترض أن تكون أولوية مع بداية كل موسم، وفي طليعتها لقاح الإنفلونزا الذي يعدّ أساسياً للتخفيف من حدّة الإصابة، وبالتالي من الحاجة إلى الاستشفاء.
وفي هذا السياق، يشير الاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور عبد الرحمن البزري إلى انخفاض حاد في نسب التلقيح بين كبار السن بشكل خاص وفي المجتمع عموماً، ويعزو ذلك إلى «الدعاية السيئة» التي رافقت اللقاحات، خصوصاً بعد جائحة كورونا، لافتاً إلى أن «جميع المسنّين الموجودين اليوم في المستشفيات غير ملقّحين بلقاح الإنفلونزا». هذا التراخي ينعكس ارتفاعاً في أعداد الحالات التي تحتاج إلى استشفاء، وكذلك في الكلفة، خصوصاً أنّ مدّة الإقامة قد تُراوح بين ثلاثة أيام وعشرة.
مع ذلك، لا يقتصر تفاقم هذه الموجة وازدياد حدّتها على نقص التلقيح، إذ تتداخل عوامل أخرى تتصل بطبيعة الفيروس المنتشر حالياً، وبموسم الأعياد وما يرافقه من ازدحام واختلاط اجتماعي واسع.
والمعروف أنّ انتشار الفيروس لا يقتصر على لبنان، بل يُسجَّل في عدد من الدول الأخرى. ورغم أنّ هذه السلالة ليست جديدة أو طارئة، إلّا أنّها تتّسم هذا الموسم بحدّة نسبية وسرعة أكبر في الانتشار، نتيجة تحوّرات جعلتها «أكثر قدرة على التسبّب بإصابات أشدّ وبانتشار أسرع مقارنة بالمواسم السابقة»، وفقاً لما أوضحت وزارة الصحة في بيان أول من أمس. وأسهم تزامن انتشار الفيروس مع احتفالات الميلاد ورأس السنة وفترات العطل في توسيع دائرة الاختلاط الاجتماعي، ما انعكس ارتفاعاً في أعداد الإصابات.
وبناءً عليه، يبقى أفضل سبل المواجهة الأولى في الإقبال على تلقي لقاح الإنفلونزا حتى في ذروة الموسم (يؤخذ عادة ابتداءً من شهر أيلول)، ولا سيّما أنّ «اللقاحات المتوافرة حالياً تغطّي السلالات المنتشرة وتسهم في خفض نسب الاستشفاء والحالات الشديدة» وفقاً لبيان الوزارة التي شدّدت على الالتزام بالتدابير الوقائية الأساسية، من النظافة الشخصية والتعقيم، إلى تجنّب الأماكن المزدحمة، وارتداء الكمامة عند اللزوم، إضافة إلى سائر إجراءات السلامة الصحية.











