خطر “الصوملة” يلفح المنطقة: مَن يلعب بالنار في سوريا؟

الكاتب: منير الربيع | المصدر: المدن
29 كانون الأول 2025

أصبح واضحاً أن الملف اللبناني سيكون حاضراً بقوة على طاولة اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. بحسب ما يتسرب من معلومات فإن نتنياهو سيحمل معه تقارير لعرضها على ترامب حول القدرات التي لا يزال حزب الله يتمتع بها عسكرياً والحاجة إلى توجيه ضربات عسكرية ضد الحزب، خصوصاً في حال كانت إسرائيل تصر على توجيه ضربات عسكرية ضد إيران. لذا فهي تريد تحييد الحزب عن الانخراط في أي مواجهة عسكرية. بالنسبة إلى حزب الله، ووفق ما تشير مصادره، فإنه يعتبر أن الحرب ستكون قائمة، وهناك جولة ثانية منها ولكن المسألة ترتبط بالتوقيت. وتفيد مصادر قريبة من الحزب بأنه يتحضر لكل السيناريوهات بما فيها حصول توغل بري إسرائيل ويعد العدة للتصدي إليه. 

الجيش والبيان المنتظر

على المستوى الأوسع، تتزامن زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة مع الموعد الذي تم تحديده للبنان للانتهاء من عملية حصر السلاح وخصوصاً في منطقة جنوب نهر الليطاني، وهذا ما يعتبر الجيش اللبناني نفسه قد أنجزه، وهو بصدد إصدار بيان يوضح ما حققه، بالإضافة الى اعتماد آلية التحقق من المواقع التي جرى سحب السلاح منها، وهو ما يحصل بشكل يومي من خلال الكشف الدوري الذي يقوم به الجيش على منازل ومناطق سكنية في الجنوب ويبلغ لجنة الميكانيزم بالنتائج وبأنها أصبحت خالية من السلاح. 

تفهم أميركي.. ولكن

ديبلوماسياً، تتحدث المعلومات في لبنان عن وجود تفهم أميركي للموقف اللبناني، مع إعطاء لبنان فرصة جديدة لاستكمال تطبيق حصر السلاح في شمال نهر الليطاني، على أن يبدأ الجيش اللبناني خطواته بشكل سريع وفعال ويعلن عن ذلك، في هذا السياق تشير المصادر إلى أن واشنطن تبدو متفهمة لموقف لبنان ولكن لا بد من انتظار نتائج لقاء نتنياهو وترامب، خصوصاً في ظل الكلام عن إمكانية ضغط أميركي على نتنياهو لوقف الضربات العسكرية في سوريا والاتجاه نحو إبرام اتفاق، وأن نتنياهو قد يطرح فكرة المقايضة ما بين التهدئة في سوريا مقابل الحصول على ضوء أخضر لتصعيد عملياته العسكرية في لبنان. 

بين لبنان وسوريا

مما لا شك فيه أن لبنان يراقب تطورات الوضع السوري أيضاً في ظل التظاهرات التي تشهدها المناطق السورية وعدم الوصول إلى اتفاق بين الدولة السورية وقوات سوريا الديمقراطية وفي ظل الإصرار الإسرائيلي على ممارسة المزيد من الضغط على دمشق، يعتبر اللبنانيون أن أي تداعيات للأحداث في سوريا ستنعكس على لبنان، في ظل استمرار التشنج في العلاقات والتي انعكست سجالاً غير رسمي بين البلدين على خلفية غرق سوريين كانوا يعبرون النهر الكبير، فالجانب السوري اتهم لبنان بشكل غير مباشر بإعادة السوريين قسراً ما أدى إلى غرقهم في النهر، بينما لبنان أصدر موقفاً رسمياً عبر الجيش اللبناني بأن الغرقى كانوا يعبرون من سوريا إلى لبنان والجيش لم يكن موجوداً في تلك النقطة. وهذا السجال يفتح الباب أمام العلاقات الشائكة بين البلدين، في ظل مطالبة سوريا بمعالجة ملف الموقوفين، وتسليم عدد من الضباط المحسوبين على نظام الأسد لأن دمشق تتخوف من أن يكونوا في صدد التحضير لأي تحركات في الداخل السوري، وخصوصاً في الساحل الذي يشهد تظاهرات تطالب بالفيدرالية. 

استحقاقات قريبة

لا بد للبنان أن ينتظر كل التطورات التي تشهدها المنطقة، خصوصاً في ظل إعادة رسمها ورسم توازناتها على وقع انقسام كبير في التحالفات. كما أن لبنان يترقب جولة تفاوضية جديدة مع إسرائيل، وتقرير الجيش الرابع الذي سيتم رفعه للحكومة، إضافة إلى زيارة سيجريها رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى قبرص يوم 7 كانون الثاني وسيكون لها رمزيتها أيضاً في ظل التحالفات التي يعاد رسمها بالمنطقة.

خطر “الصوملة” يلفح المنطقة: مَن يلعب بالنار في سوريا؟

الكاتب: منير الربيع | المصدر: المدن
29 كانون الأول 2025

أصبح واضحاً أن الملف اللبناني سيكون حاضراً بقوة على طاولة اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. بحسب ما يتسرب من معلومات فإن نتنياهو سيحمل معه تقارير لعرضها على ترامب حول القدرات التي لا يزال حزب الله يتمتع بها عسكرياً والحاجة إلى توجيه ضربات عسكرية ضد الحزب، خصوصاً في حال كانت إسرائيل تصر على توجيه ضربات عسكرية ضد إيران. لذا فهي تريد تحييد الحزب عن الانخراط في أي مواجهة عسكرية. بالنسبة إلى حزب الله، ووفق ما تشير مصادره، فإنه يعتبر أن الحرب ستكون قائمة، وهناك جولة ثانية منها ولكن المسألة ترتبط بالتوقيت. وتفيد مصادر قريبة من الحزب بأنه يتحضر لكل السيناريوهات بما فيها حصول توغل بري إسرائيل ويعد العدة للتصدي إليه. 

الجيش والبيان المنتظر

على المستوى الأوسع، تتزامن زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة مع الموعد الذي تم تحديده للبنان للانتهاء من عملية حصر السلاح وخصوصاً في منطقة جنوب نهر الليطاني، وهذا ما يعتبر الجيش اللبناني نفسه قد أنجزه، وهو بصدد إصدار بيان يوضح ما حققه، بالإضافة الى اعتماد آلية التحقق من المواقع التي جرى سحب السلاح منها، وهو ما يحصل بشكل يومي من خلال الكشف الدوري الذي يقوم به الجيش على منازل ومناطق سكنية في الجنوب ويبلغ لجنة الميكانيزم بالنتائج وبأنها أصبحت خالية من السلاح. 

تفهم أميركي.. ولكن

ديبلوماسياً، تتحدث المعلومات في لبنان عن وجود تفهم أميركي للموقف اللبناني، مع إعطاء لبنان فرصة جديدة لاستكمال تطبيق حصر السلاح في شمال نهر الليطاني، على أن يبدأ الجيش اللبناني خطواته بشكل سريع وفعال ويعلن عن ذلك، في هذا السياق تشير المصادر إلى أن واشنطن تبدو متفهمة لموقف لبنان ولكن لا بد من انتظار نتائج لقاء نتنياهو وترامب، خصوصاً في ظل الكلام عن إمكانية ضغط أميركي على نتنياهو لوقف الضربات العسكرية في سوريا والاتجاه نحو إبرام اتفاق، وأن نتنياهو قد يطرح فكرة المقايضة ما بين التهدئة في سوريا مقابل الحصول على ضوء أخضر لتصعيد عملياته العسكرية في لبنان. 

بين لبنان وسوريا

مما لا شك فيه أن لبنان يراقب تطورات الوضع السوري أيضاً في ظل التظاهرات التي تشهدها المناطق السورية وعدم الوصول إلى اتفاق بين الدولة السورية وقوات سوريا الديمقراطية وفي ظل الإصرار الإسرائيلي على ممارسة المزيد من الضغط على دمشق، يعتبر اللبنانيون أن أي تداعيات للأحداث في سوريا ستنعكس على لبنان، في ظل استمرار التشنج في العلاقات والتي انعكست سجالاً غير رسمي بين البلدين على خلفية غرق سوريين كانوا يعبرون النهر الكبير، فالجانب السوري اتهم لبنان بشكل غير مباشر بإعادة السوريين قسراً ما أدى إلى غرقهم في النهر، بينما لبنان أصدر موقفاً رسمياً عبر الجيش اللبناني بأن الغرقى كانوا يعبرون من سوريا إلى لبنان والجيش لم يكن موجوداً في تلك النقطة. وهذا السجال يفتح الباب أمام العلاقات الشائكة بين البلدين، في ظل مطالبة سوريا بمعالجة ملف الموقوفين، وتسليم عدد من الضباط المحسوبين على نظام الأسد لأن دمشق تتخوف من أن يكونوا في صدد التحضير لأي تحركات في الداخل السوري، وخصوصاً في الساحل الذي يشهد تظاهرات تطالب بالفيدرالية. 

استحقاقات قريبة

لا بد للبنان أن ينتظر كل التطورات التي تشهدها المنطقة، خصوصاً في ظل إعادة رسمها ورسم توازناتها على وقع انقسام كبير في التحالفات. كما أن لبنان يترقب جولة تفاوضية جديدة مع إسرائيل، وتقرير الجيش الرابع الذي سيتم رفعه للحكومة، إضافة إلى زيارة سيجريها رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى قبرص يوم 7 كانون الثاني وسيكون لها رمزيتها أيضاً في ظل التحالفات التي يعاد رسمها بالمنطقة.

مزيد من الأخبار

مزيد من الأخبار