قاسم تجاوز الخط الأحمر بتخوينه وتحدّيه للدولة… فوضع لبنان قاب قوسين من الحرب!

كل ما يُقال ويردَّد من خطابات مسؤولي الحزب مُدوّن بأقلام إيرانية توزِّع الأوامر على هؤلاء، فتلعب تارةً مسار العصا وطورًا مسار الجزرة، لتنفيذ الانفصام في المواقف بهدف التذاكي وربح المزيد من الوقت علّها “تنقش” مع الحزب، من خلال ترتيبات أميركية – إيرانية يعتقد أنه سيكون جزءًا منها.
أراد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أن يكون حاسمًا على غير عادة، حين أطلق خطابه يوم الأحد أو بالأحرى أوامره إلى الدولة اللبنانية، بعدم طلب أي شيء من الآن فصاعدًا من الحزب الأصفر، أي بعد مرحلة سحب سلاح حزبه من جنوب الليطاني، لأنّ سحب السلاح من شماله خط أحمر بالنسبة إليه، نظرًا لما يحويه ذلك الشمال من سلاح ثقيل أثقل بكثير من جنوبه، وبأن ينسى أركان الدولة ذلك الطلب على الرّغم من أنه يشكّل المرحلة الثانية من الخطة التي وضعها الجيش، ووافق عليها الحزب عبر حليفه الدائم نبيه برّي الذي أوكل إليه تلك المهمة.
“عنتريّات” وتحدّيات!
قاسم أطلق “عنتريّاته” عشية اجتماع ترامب – نتنياهو في فلوريدا لاتخاذ القرارات الحاسمة، فوزّع تلك الرسائل إلى الداخل والخارج رافعًا كل أنواع التحدّي، واستعان بمفردات جديدة علّه يأخذ قطرات من “الكاريزما” التي يفتقدها، لذا أطلق خطابًا حمل في طيّاته التخوين لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، فأثار الدهشة والغرابة بعدما وجّه كلامًا قاسيًا إلى لبنان الرسمي بتنفيذ المشروع الإسرائيلي- الأميركي، متناسيًا أنّه ينتمي إلى هذه الدولة عبر وزرائه ونوابه الذين وقّعوا على حصرية السلاح بيد الدولة، خلال خطاب القسَم والبيان الوزاري، فكيف يُهاجم الدولة ويُخوّنها ويتحدّاها ويهدّدها بعدم طلب أي شيء من حزبه؟، وهو مشارك في السلطة عبر ممثليه، الأمر الذي يستدعي ردًّا عاجلًا من أركان الحكم على تلك الاتهامات كي تُحفظ كرامة لبنان أولًا، مع الأمل بأن يكون ذلك الردَّ مناسبًا جدًّا، ويليق بحجم العبارات المرفوضة التي وجّهها قاسم إلى كبار المسؤولين.
قاسم وضع شمال الليطاني تحت المجهر
منذ تشديد حزب الله على رفض سحب السلاح من شمال الليطاني، ارتفعت أسهم اتّساع الحرب مع اقتراب انتهاء مهلة تسليم السلاح، ممّا يعني فتح الباب أمام كباش سياسي كبير سيكون الأوسع منذ نهاية الحرب. على الرغم من التهديدات والتحذيرات التي تلقّاها لبنان من الموفدين الغربيين والعرب، ومن الحراك الدبلوماسي المتواصل لتجنيب لبنان الحرب الكبرى، إلا أنّ حزب الله مصمّم على الدفع بلبنان نحو الانزلاق إلى مسارات خطيرة جدًّا، ضاربًا بعرض الحائط كلّ جهود الرئيس جوزاف عون الذي يسعى إلى حماية لبنان وإنقاذه عبر تنفيذ القرارات الدولية، وفي طليعتها حصرية السلاح أي الانتقال من التعهّد إلى التنفيذ.
هدف الخطاب الردّ على عون وسلام
إلى ذلك، جاء خطاب قاسم ليردّ على ما قاله رئيس الجمهورية من بكركي قبَيْل مشاركته في قداس الميلاد: “نأمل بولادة لبنان الدولة والمؤسّسات لا لبنان الأحزاب والطوائف، وبأن تكون ولادة لبنان الجديد نهايةً للحروب وبدايةً للسلام”، مع إشارته إلى أنّ قرار سحب السلاح اتُّخِذ وخطاب القسم كان واضحًا.
وقبله، كلام رئيس الحكومة نواف سلام عن اتباعه خيار التفاوض وانتقال خطة حصرية السلاح من جنوب الليطاني إلى شماله، فاختصر عندها قاسم موقفه ببضع جمل وجّهها إلى الدولة واعتبرها حاسمةً على غرار: “أركان الدولة لا يعملون من أجل لبنان بل من أجل إسرائيل”، ونبّه إلى خطورة الوضع الراهن “لأننا أمام مفصل تاريخي إمّا أن نعطي أميركا وإسرائيل ما تريدان، أي الوصاية الكاملة على لبنان، وإمّا أن ننهض وطنيًا فنستعيد سيادتنا وأرضنا، لذا لن نتراجع ولن نستسلم”، معتبرًا أنّ الحكومة اللبنانية قدّمت تنازلاتٍ مجانيةً تهدّد المصالح الوطنية.
انزلاق مرتقب نحو المواجهة الأمنية
في هذا السياق، استعرض قاسم عضلاته بالضغوط على الدولة اللبنانية، متناسيًا سقطاته التي لا تعدّ ولا تحصى مع الإسرائيليين، وكأنّ أكثر ما يهمّه هو زرع المخاوف في الداخل اللبناني بعد رفضه المُطلق لتنفيذ المطلوب والشروط التي وقّع عليها، مفضلًا إكمال اشتباك حزبه مع الدولة بديلًا عن مواجهة إسرائيل، لأنّ أكثر ما يهمّ الحزب وضع لبنان أمام مرحلة صعبة، هدفها أن يوازن لبنان بين الحسابات الداخلية والضغوط الدولية، فيما سيكون مصيره الانزلاق إلى مواجهةٍ أمنيةٍ مرتقبةٍ مع إسرائيل، لن تمنع حصولها كلّ الوساطات الغربية والعربية، بعد سقوط كل المبادرات على يد حزب الله المتعنّت تحت عناوين واهية، لم يبقَ منها سوى شعارات مزيّفة سقطت مع بدء حرب الإسناد.
حزب الله ورقة تستعملها طهران عند اللزوم
في غضون ذلك، ووفق آخر المعطيات من مصدر سياسي مطلع على ما يجري في كواليس حارة حريك وتوابعها، فكل ما يُقال ويردَّد من خطابات مسؤولي حزب الله مُدوّن بأقلام إيرانية توزّع الأوامر على هؤلاء، فتلعب تارةً مسار العصا وطورًا مسار الجزرة، لتنفيذ الانفصام في المواقف بهدف التذاكي وربح المزيد من الوقت علّها “تنقش” مع الحزب، من خلال ترتيبات أميركية – إيرانية يعتقد أنه سيكون جزءًا منها، فيما الوقائع تؤكّد أنه كان وسيبقى مجرّد ورقة تُستعمل عند اللزوم بأيدي طهران، لتحقيق مكاسب على حسابه على أن تُنهيَ دوره في الوقت الذي يناسبها.
قاسم تجاوز الخط الأحمر بتخوينه وتحدّيه للدولة… فوضع لبنان قاب قوسين من الحرب!

كل ما يُقال ويردَّد من خطابات مسؤولي الحزب مُدوّن بأقلام إيرانية توزِّع الأوامر على هؤلاء، فتلعب تارةً مسار العصا وطورًا مسار الجزرة، لتنفيذ الانفصام في المواقف بهدف التذاكي وربح المزيد من الوقت علّها “تنقش” مع الحزب، من خلال ترتيبات أميركية – إيرانية يعتقد أنه سيكون جزءًا منها.
أراد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أن يكون حاسمًا على غير عادة، حين أطلق خطابه يوم الأحد أو بالأحرى أوامره إلى الدولة اللبنانية، بعدم طلب أي شيء من الآن فصاعدًا من الحزب الأصفر، أي بعد مرحلة سحب سلاح حزبه من جنوب الليطاني، لأنّ سحب السلاح من شماله خط أحمر بالنسبة إليه، نظرًا لما يحويه ذلك الشمال من سلاح ثقيل أثقل بكثير من جنوبه، وبأن ينسى أركان الدولة ذلك الطلب على الرّغم من أنه يشكّل المرحلة الثانية من الخطة التي وضعها الجيش، ووافق عليها الحزب عبر حليفه الدائم نبيه برّي الذي أوكل إليه تلك المهمة.
“عنتريّات” وتحدّيات!
قاسم أطلق “عنتريّاته” عشية اجتماع ترامب – نتنياهو في فلوريدا لاتخاذ القرارات الحاسمة، فوزّع تلك الرسائل إلى الداخل والخارج رافعًا كل أنواع التحدّي، واستعان بمفردات جديدة علّه يأخذ قطرات من “الكاريزما” التي يفتقدها، لذا أطلق خطابًا حمل في طيّاته التخوين لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، فأثار الدهشة والغرابة بعدما وجّه كلامًا قاسيًا إلى لبنان الرسمي بتنفيذ المشروع الإسرائيلي- الأميركي، متناسيًا أنّه ينتمي إلى هذه الدولة عبر وزرائه ونوابه الذين وقّعوا على حصرية السلاح بيد الدولة، خلال خطاب القسَم والبيان الوزاري، فكيف يُهاجم الدولة ويُخوّنها ويتحدّاها ويهدّدها بعدم طلب أي شيء من حزبه؟، وهو مشارك في السلطة عبر ممثليه، الأمر الذي يستدعي ردًّا عاجلًا من أركان الحكم على تلك الاتهامات كي تُحفظ كرامة لبنان أولًا، مع الأمل بأن يكون ذلك الردَّ مناسبًا جدًّا، ويليق بحجم العبارات المرفوضة التي وجّهها قاسم إلى كبار المسؤولين.
قاسم وضع شمال الليطاني تحت المجهر
منذ تشديد حزب الله على رفض سحب السلاح من شمال الليطاني، ارتفعت أسهم اتّساع الحرب مع اقتراب انتهاء مهلة تسليم السلاح، ممّا يعني فتح الباب أمام كباش سياسي كبير سيكون الأوسع منذ نهاية الحرب. على الرغم من التهديدات والتحذيرات التي تلقّاها لبنان من الموفدين الغربيين والعرب، ومن الحراك الدبلوماسي المتواصل لتجنيب لبنان الحرب الكبرى، إلا أنّ حزب الله مصمّم على الدفع بلبنان نحو الانزلاق إلى مسارات خطيرة جدًّا، ضاربًا بعرض الحائط كلّ جهود الرئيس جوزاف عون الذي يسعى إلى حماية لبنان وإنقاذه عبر تنفيذ القرارات الدولية، وفي طليعتها حصرية السلاح أي الانتقال من التعهّد إلى التنفيذ.
هدف الخطاب الردّ على عون وسلام
إلى ذلك، جاء خطاب قاسم ليردّ على ما قاله رئيس الجمهورية من بكركي قبَيْل مشاركته في قداس الميلاد: “نأمل بولادة لبنان الدولة والمؤسّسات لا لبنان الأحزاب والطوائف، وبأن تكون ولادة لبنان الجديد نهايةً للحروب وبدايةً للسلام”، مع إشارته إلى أنّ قرار سحب السلاح اتُّخِذ وخطاب القسم كان واضحًا.
وقبله، كلام رئيس الحكومة نواف سلام عن اتباعه خيار التفاوض وانتقال خطة حصرية السلاح من جنوب الليطاني إلى شماله، فاختصر عندها قاسم موقفه ببضع جمل وجّهها إلى الدولة واعتبرها حاسمةً على غرار: “أركان الدولة لا يعملون من أجل لبنان بل من أجل إسرائيل”، ونبّه إلى خطورة الوضع الراهن “لأننا أمام مفصل تاريخي إمّا أن نعطي أميركا وإسرائيل ما تريدان، أي الوصاية الكاملة على لبنان، وإمّا أن ننهض وطنيًا فنستعيد سيادتنا وأرضنا، لذا لن نتراجع ولن نستسلم”، معتبرًا أنّ الحكومة اللبنانية قدّمت تنازلاتٍ مجانيةً تهدّد المصالح الوطنية.
انزلاق مرتقب نحو المواجهة الأمنية
في هذا السياق، استعرض قاسم عضلاته بالضغوط على الدولة اللبنانية، متناسيًا سقطاته التي لا تعدّ ولا تحصى مع الإسرائيليين، وكأنّ أكثر ما يهمّه هو زرع المخاوف في الداخل اللبناني بعد رفضه المُطلق لتنفيذ المطلوب والشروط التي وقّع عليها، مفضلًا إكمال اشتباك حزبه مع الدولة بديلًا عن مواجهة إسرائيل، لأنّ أكثر ما يهمّ الحزب وضع لبنان أمام مرحلة صعبة، هدفها أن يوازن لبنان بين الحسابات الداخلية والضغوط الدولية، فيما سيكون مصيره الانزلاق إلى مواجهةٍ أمنيةٍ مرتقبةٍ مع إسرائيل، لن تمنع حصولها كلّ الوساطات الغربية والعربية، بعد سقوط كل المبادرات على يد حزب الله المتعنّت تحت عناوين واهية، لم يبقَ منها سوى شعارات مزيّفة سقطت مع بدء حرب الإسناد.
حزب الله ورقة تستعملها طهران عند اللزوم
في غضون ذلك، ووفق آخر المعطيات من مصدر سياسي مطلع على ما يجري في كواليس حارة حريك وتوابعها، فكل ما يُقال ويردَّد من خطابات مسؤولي حزب الله مُدوّن بأقلام إيرانية توزّع الأوامر على هؤلاء، فتلعب تارةً مسار العصا وطورًا مسار الجزرة، لتنفيذ الانفصام في المواقف بهدف التذاكي وربح المزيد من الوقت علّها “تنقش” مع الحزب، من خلال ترتيبات أميركية – إيرانية يعتقد أنه سيكون جزءًا منها، فيما الوقائع تؤكّد أنه كان وسيبقى مجرّد ورقة تُستعمل عند اللزوم بأيدي طهران، لتحقيق مكاسب على حسابه على أن تُنهيَ دوره في الوقت الذي يناسبها.














