حرّروا لبنان من إيران قبل فوات الأوان

إيران اليوم دولة متداعية يحكمها نظام متطرف لا يكترث إلا ببقائه. هذا النظام لم يجلب للبنان سوى الخراب والحروب والانعزال. وإذا لم تُقدم الحكومة اللبنانية على تحرير لبنان من قبضته، فإنّ مصير لبنان لن يختلف عن مصير إيران نفسها: دولة تُستنزف وتنهار تحت وطأة ارتباطٍ لا طائل منه
من فلوريدا… من تلك البقعة التي اعتاد فيها دونالد ترامب توجيه رسائل ساخنة إلى العالم، خرج هذه المرّة ما يشبه إعلاناً غير مباشر بأنّ الملف الإيراني لم يعد يحتمل الانتظار. مؤتمر صحفي جمع ترامب وبنيامين نتنياهو بدا كأنه أكثر من مناسبة بروتوكولية… بدا كأنه لحظة مفصلية تُمهّد لقرار كبير، مكتوم في الشكل، صارخ في المضمون.
ترامب قالها بطريقة تشبه أسلوبه الشهير: جملة قصيرة، واضحة، بلا زوائد ولا حسابات دبلوماسية. قال إنّ إيران تعيد بناء منشآتها النووية وتطوير صواريخها، وإنه إذا كان ذلك صحيحًا، “فسنضربها مجددًا”. الجملة لم تكن تهديدًا. كانت إعلان قرار، صياغة شبه نهائية لمسار قد يبدأ بضربة محدودة ولا نعرف أين ينتهي.
في المقابل، لم يذهب نتنياهو إلى فلوريدا ليطلب ضمانات. ذهب ليعرض خططًا. التسريبات الإسرائيلية تتحدث عن “عملية إضعاف قصيرة المدى”، هدفها ضرب مخازن الصواريخ والبنى التحتية الحيوية داخل إيران، في محاولة لإقناع واشنطن بأنّ الضربة المحدودة أقل كلفة من الانتظار الطويل الذي لا يؤدي إلا إلى تراكم الخطر.
المؤتمر بدا موجّهًا إلى طهران أكثر مما كان موجهًا للصحافيين. الرسالة المركزية كانت واضحة: التنسيق قائم، الخيار العسكري حاضر، والتردد الأميركي الذي ميّز السنوات الماضية لم يعد جزءًا من المشهد. بدا الرجلان كأنهما يُديران ملفًا واحدًا من غرفة عمليات واحدة.
الأخطر أنّ ترامب لم يعزل إيران عن بقية ملفات المنطقة. تحدّث عن غزة، عن نزع سلاح حماس، عن إعادة الإعمار، ثم قفز مباشرة إلى إيران، وكأنه يقول إنّ كل الجبهات مترابطة: من غزة إلى جنوب لبنان وصولًا إلى قلب إيران نفسها. هذا الربط يعني ببساطة أنّ أي استقرار موضعي في لبنان أو غزة قد يُستخدم كجسر نحو ضربة أكبر.
لكن الضربة المحدودة قد تتحول إلى مواجهة بلا سقف. إيران ليست هدفًا تقليديًا. هي دولة تمتلك قدرة على فتح أكثر من جبهة، وعلى إشعال توتّرات تتجاوز حدود قدرتها، فقط لتقول إنها لم تُهزم.
ومع ذلك، فإنّ المعادلة التي خرجت من فلوريدا كانت قاطعة: إيران إمّا أن تتراجع بالكامل عن إعادة بناء قوتها النووية والصاروخية، أو أن تواجه ضربات متتالية تُبقيها في حالة شلل.
وفي وسط هذا المشهد الإقليمي المحتدم، على لبنان أن يُعيد النظر في موقعه من هذه المواجهة. فإيران اليوم دولة متداعية يحكمها نظام متطرف لا يكترث إلا ببقائه. هذا النظام لم يجلب للبنان سوى الخراب والحروب والانعزال. وإذا لم تُقدم الحكومة اللبنانية على تحرير لبنان من قبضته، فإنّ مصير لبنان لن يختلف عن مصير إيران نفسها: دولة تُستنزف وتنهار تحت وطأة ارتباطٍ لا طائل منه.
العالم يرسم شكل المعركة المقبلة مع إيران… وعلى لبنان أن يحدّد شكل معركته قبل أن يفوته الزمن.
حرّروا لبنان من إيران قبل فوات الأوان

إيران اليوم دولة متداعية يحكمها نظام متطرف لا يكترث إلا ببقائه. هذا النظام لم يجلب للبنان سوى الخراب والحروب والانعزال. وإذا لم تُقدم الحكومة اللبنانية على تحرير لبنان من قبضته، فإنّ مصير لبنان لن يختلف عن مصير إيران نفسها: دولة تُستنزف وتنهار تحت وطأة ارتباطٍ لا طائل منه
من فلوريدا… من تلك البقعة التي اعتاد فيها دونالد ترامب توجيه رسائل ساخنة إلى العالم، خرج هذه المرّة ما يشبه إعلاناً غير مباشر بأنّ الملف الإيراني لم يعد يحتمل الانتظار. مؤتمر صحفي جمع ترامب وبنيامين نتنياهو بدا كأنه أكثر من مناسبة بروتوكولية… بدا كأنه لحظة مفصلية تُمهّد لقرار كبير، مكتوم في الشكل، صارخ في المضمون.
ترامب قالها بطريقة تشبه أسلوبه الشهير: جملة قصيرة، واضحة، بلا زوائد ولا حسابات دبلوماسية. قال إنّ إيران تعيد بناء منشآتها النووية وتطوير صواريخها، وإنه إذا كان ذلك صحيحًا، “فسنضربها مجددًا”. الجملة لم تكن تهديدًا. كانت إعلان قرار، صياغة شبه نهائية لمسار قد يبدأ بضربة محدودة ولا نعرف أين ينتهي.
في المقابل، لم يذهب نتنياهو إلى فلوريدا ليطلب ضمانات. ذهب ليعرض خططًا. التسريبات الإسرائيلية تتحدث عن “عملية إضعاف قصيرة المدى”، هدفها ضرب مخازن الصواريخ والبنى التحتية الحيوية داخل إيران، في محاولة لإقناع واشنطن بأنّ الضربة المحدودة أقل كلفة من الانتظار الطويل الذي لا يؤدي إلا إلى تراكم الخطر.
المؤتمر بدا موجّهًا إلى طهران أكثر مما كان موجهًا للصحافيين. الرسالة المركزية كانت واضحة: التنسيق قائم، الخيار العسكري حاضر، والتردد الأميركي الذي ميّز السنوات الماضية لم يعد جزءًا من المشهد. بدا الرجلان كأنهما يُديران ملفًا واحدًا من غرفة عمليات واحدة.
الأخطر أنّ ترامب لم يعزل إيران عن بقية ملفات المنطقة. تحدّث عن غزة، عن نزع سلاح حماس، عن إعادة الإعمار، ثم قفز مباشرة إلى إيران، وكأنه يقول إنّ كل الجبهات مترابطة: من غزة إلى جنوب لبنان وصولًا إلى قلب إيران نفسها. هذا الربط يعني ببساطة أنّ أي استقرار موضعي في لبنان أو غزة قد يُستخدم كجسر نحو ضربة أكبر.
لكن الضربة المحدودة قد تتحول إلى مواجهة بلا سقف. إيران ليست هدفًا تقليديًا. هي دولة تمتلك قدرة على فتح أكثر من جبهة، وعلى إشعال توتّرات تتجاوز حدود قدرتها، فقط لتقول إنها لم تُهزم.
ومع ذلك، فإنّ المعادلة التي خرجت من فلوريدا كانت قاطعة: إيران إمّا أن تتراجع بالكامل عن إعادة بناء قوتها النووية والصاروخية، أو أن تواجه ضربات متتالية تُبقيها في حالة شلل.
وفي وسط هذا المشهد الإقليمي المحتدم، على لبنان أن يُعيد النظر في موقعه من هذه المواجهة. فإيران اليوم دولة متداعية يحكمها نظام متطرف لا يكترث إلا ببقائه. هذا النظام لم يجلب للبنان سوى الخراب والحروب والانعزال. وإذا لم تُقدم الحكومة اللبنانية على تحرير لبنان من قبضته، فإنّ مصير لبنان لن يختلف عن مصير إيران نفسها: دولة تُستنزف وتنهار تحت وطأة ارتباطٍ لا طائل منه.
العالم يرسم شكل المعركة المقبلة مع إيران… وعلى لبنان أن يحدّد شكل معركته قبل أن يفوته الزمن.














