بعيدا عن أرض المعركة.. “حرب جديدة” بين أوكرانيا وروسيا

اشتعل فتيل حرب جديدة بين أوكرانيا وروسيا، ولكن هذه المرة بعيدا عن أرض المعركة، إذ تتمحور المواجهة حول التأثير على تصور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يقود مفاوضات السلام بين البلدين، في محاولة من كل طرف لترسيخ موقفه وكسب ود البيت الأبيض قبل أي اتفاق محتمل، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
وشعر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ببعض الارتياح بعد اجتماعه الأخير مع ترامب، إذ انتهى لقاؤهما الذي خصص لمناقشة خطة السلام دون أي دراما، ولم يوبخ ترامب زيلينسكي، ولم يكرر مطالب موسكو كما فعل في اللقاءات السابقة، وهو ما اعتبر تقدما لصالح كييف، بحسب الصحيفة الأميركية.
وفي الجهة المقابلة، وعندما كان زيلينسكي في طريقه إلى بلاده، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يهاتف ترامب، قائلا له إن طائرة مسيرة أوكرانية استهدفت أحد مقراته السكنية في روسيا خلال الليل.
واستنكر ترامب المحاولة الأوكرانية المزعومة لقصف المقرات الرئاسية الروسية، وقال: “لم يعجبني ذلك، ليس الوقت المناسب لفعل أي شيء من هذا القبيل، كنت غاضبا جدا حيال ذلك”.
وكان هذا الادعاء كافيا لتعتيم جو الجهود الدبلوماسية الأوكرانية، فخرج زيلينسكي سريعا ونفى الادعاءات الروسية، قائلا إنها تهدف إلى “تقويض كل الإنجازات التي حققناها مع فريق الرئيس ترامب الدبلوماسي”.
وعقب ذلك، تحدث مسؤولون روس، وقالوا إن موسكو ستشدد موقفها في المفاوضات ردا على ذلك.
وتوضح هذه التصريحات المتباينة والمتواترة من أوكرانيا وروسيا حول الواقعة المزعومة، التي لا يوجد أي دليل واضح على وقوعها، أهمية الحرب الإعلامية التي اكتسبت زخما كبيرا في محادثات السلام، في محاولة من كلتا العاصمتين لتشكيل تصورات ترامب حول الحرب، إذ يعتبر ترامب عاملا حاسما للتفاوض على تسوية سلام مستقبلية.
ولعدة أشهر، سعت كييف وموسكو لتشكيل رؤية ترامب حول ما يدور في خطوط الحرب، وشمل ذلك ادعاء روسيا سيطرتها على مدن لم تحتلها بعد، وحجب أوكرانيا أخبار سقوط بعض المناطق، واتهمت كلتا العاصمتين بعضهما البعض برفض تقديم أي تنازلات للتوصل إلى اتفاق سلام.
وسط هذه الآراء المتضادة، تبقى مواقف ترامب حول الحرب في أوكرانيا غامضة بعد نحو عام من المحاولات الفاشلة لإنهائها.
ولكن يبدو، وفقا للصحيفة، أن روسيا كانت لها اليد العليا في محاولة تشكيل تصوره، إذ إن ترامب انحاز لروسيا عدة مرات خلال هذا العام بسبب تفوقها على الأرض، تماشيا مع اعتقاده المتكرر بأن الجانب الأقوى هو الذي سينتصر.
ومن جهته، غالبا ما كان كل تركيز زيلينسكي، خلال هذا العام، منصبا على إنقاذ الجهود الدبلوماسية من خلال التواصل المتكرر مع الجانب الأميركي، وحشد حلفائه الأوروبيين لكبح ميول ترامب لموسكو.
وقال هاري نيديلكو، المدير في مؤسسة “راسموسن غلوبال” البحثية، إن زيلينسكي يواجه تحديا كبيرا في الحديث مع ترامب عكس بوتين، الذي لديه علاقة وثيقة مع ترامب وغالبا ما يستطيع التحدث معه لتقديم قضيته بشكل مباشر وفتح مسار مباشر للمفاوضات.
بعيدا عن أرض المعركة.. “حرب جديدة” بين أوكرانيا وروسيا

اشتعل فتيل حرب جديدة بين أوكرانيا وروسيا، ولكن هذه المرة بعيدا عن أرض المعركة، إذ تتمحور المواجهة حول التأثير على تصور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يقود مفاوضات السلام بين البلدين، في محاولة من كل طرف لترسيخ موقفه وكسب ود البيت الأبيض قبل أي اتفاق محتمل، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
وشعر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ببعض الارتياح بعد اجتماعه الأخير مع ترامب، إذ انتهى لقاؤهما الذي خصص لمناقشة خطة السلام دون أي دراما، ولم يوبخ ترامب زيلينسكي، ولم يكرر مطالب موسكو كما فعل في اللقاءات السابقة، وهو ما اعتبر تقدما لصالح كييف، بحسب الصحيفة الأميركية.
وفي الجهة المقابلة، وعندما كان زيلينسكي في طريقه إلى بلاده، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يهاتف ترامب، قائلا له إن طائرة مسيرة أوكرانية استهدفت أحد مقراته السكنية في روسيا خلال الليل.
واستنكر ترامب المحاولة الأوكرانية المزعومة لقصف المقرات الرئاسية الروسية، وقال: “لم يعجبني ذلك، ليس الوقت المناسب لفعل أي شيء من هذا القبيل، كنت غاضبا جدا حيال ذلك”.
وكان هذا الادعاء كافيا لتعتيم جو الجهود الدبلوماسية الأوكرانية، فخرج زيلينسكي سريعا ونفى الادعاءات الروسية، قائلا إنها تهدف إلى “تقويض كل الإنجازات التي حققناها مع فريق الرئيس ترامب الدبلوماسي”.
وعقب ذلك، تحدث مسؤولون روس، وقالوا إن موسكو ستشدد موقفها في المفاوضات ردا على ذلك.
وتوضح هذه التصريحات المتباينة والمتواترة من أوكرانيا وروسيا حول الواقعة المزعومة، التي لا يوجد أي دليل واضح على وقوعها، أهمية الحرب الإعلامية التي اكتسبت زخما كبيرا في محادثات السلام، في محاولة من كلتا العاصمتين لتشكيل تصورات ترامب حول الحرب، إذ يعتبر ترامب عاملا حاسما للتفاوض على تسوية سلام مستقبلية.
ولعدة أشهر، سعت كييف وموسكو لتشكيل رؤية ترامب حول ما يدور في خطوط الحرب، وشمل ذلك ادعاء روسيا سيطرتها على مدن لم تحتلها بعد، وحجب أوكرانيا أخبار سقوط بعض المناطق، واتهمت كلتا العاصمتين بعضهما البعض برفض تقديم أي تنازلات للتوصل إلى اتفاق سلام.
وسط هذه الآراء المتضادة، تبقى مواقف ترامب حول الحرب في أوكرانيا غامضة بعد نحو عام من المحاولات الفاشلة لإنهائها.
ولكن يبدو، وفقا للصحيفة، أن روسيا كانت لها اليد العليا في محاولة تشكيل تصوره، إذ إن ترامب انحاز لروسيا عدة مرات خلال هذا العام بسبب تفوقها على الأرض، تماشيا مع اعتقاده المتكرر بأن الجانب الأقوى هو الذي سينتصر.
ومن جهته، غالبا ما كان كل تركيز زيلينسكي، خلال هذا العام، منصبا على إنقاذ الجهود الدبلوماسية من خلال التواصل المتكرر مع الجانب الأميركي، وحشد حلفائه الأوروبيين لكبح ميول ترامب لموسكو.
وقال هاري نيديلكو، المدير في مؤسسة “راسموسن غلوبال” البحثية، إن زيلينسكي يواجه تحديا كبيرا في الحديث مع ترامب عكس بوتين، الذي لديه علاقة وثيقة مع ترامب وغالبا ما يستطيع التحدث معه لتقديم قضيته بشكل مباشر وفتح مسار مباشر للمفاوضات.









