حصاد اليوم- مراوحة في السياسة وعلى الحدود: تجميد تام للملفّات.. إلا واحدًا

حصاد اليوم- مراوحة في السياسة وعلى الحدود: تجميد تام للملفّات.. إلا واحدًا

الكاتب: beirut 24
9 تشرين الثاني 2023

على مسافة يومين من القمة العربية الطارئة في الرياض السبت، لا تزال الجبهات على سخونتها في غزة وفي الجنوب تاليًا، تمهيدًا لدخان أبيض خجول قد يتصاعد إيذانًا بإتمام صفقة “الهدنة مقابل الرهائن” التي باتت في مراحلها الأخيرة. إلا أن هذه الهدنة، حتى وإن تحققت، لن تكون إلا بمثابة “استراحة المحارب” لتندفع بعدها العدوانية الإسرائيلية بشكل أعنف باتجاه حركة “حماس” في غزة. وقد يستمر الوضع على هذه الحال لأسابيع مقبلة، حتى تحقق إسرائيل هدفها المعلَن من العملية، أي القضاء على “حماس” في القطاع بدعم أميركي مباشر ومباركة غربية واسعة.

محليًا، لا يزال الشلل التام المترافق مع “صيام إعلامي” مخيمًا على الوسط السياسي، مع تجميد كامل للملفات كلها إلا واحدًا، وهو ملف التمديد للعماد جوزيف عون على رأس المؤسسة العسكرية. فقد تحوّل هذا الملف الشغل الشاغل للسياسيين في اتصالاتهم ولقاءاتهم المعلنة وغير المعلنة، خاصة وأن مفاعيل هذا الملف، إذا لم تعالج بالجدية والمسؤولية المطلوبة، قد تشكل الضربة القاضية للبلاد في ظل الوضع المترنّح على كافة المستويات.

إرتباك السلطة

ويبدو أن هذا الصمت المتعمّد يعكس ارتباكا حقيقيا في صفوف أركان السلطة، وخاصة بعد جولة المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين على المسؤولين اللبنانيين، والتي كان ملف التمديد لقائد الجيش أحد الأطباق الرئيسة على طاولة المحادثات، في ضوء الرغبة الأميركية والفرنسية، مدعومة بعدد من الدول العربية، في بقاء العماد عون في موقعه في هذه الظروف العصيبة داخليا وإقليميًا.

في السياق نفسه، وفي ردّ على “القوات اللبنانية”، وبالتزامن مع إعلان نائب رئيس “القوات” النائب جورج عدوان عن جولة لتكتل “الجمهورية القوية” على الكتل النيابية لشرح وجهة نظرها بشأن التمديد لقائد الجيش، وصف تكتل “لبنان القوي” الضجة المثارة حول التمديد لعون ب”المشبوهة”، مجددا تمسّكه برفض التمديد لأي موقع في الدولة أو الإدارة، ومتحدثا عن حلول قانونية متوافرة لملء الفراغات.

بكركي بالمرصاد

وفي المقابل، شددت أوساط بكركي على “رفضها أي تعيين في منصب قائد الجيش قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية”، وكشفت عن اتصالات تجرى على أعلى المستويات “لمنع وضع اليد على قيادة الجيش”. وأكدت مصادر كنسية قريبة من البطريركية المارونية ان المساعي مستمرة للتمديد لقائد الجيش، لأن الأوضاع الأمنية تتطلب ذلك، مؤكدة الرفض للانقسام المسيحي حول هذه المسألة لأن البلد لا يحتمل.

وفيما تتجه الانظار بشكل عام الى يوم السبت، موعد الاطلالة الثانية للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، وما ستحمله من مسارات ومعادلات جديدة، جددت كتلة “الوفاء للمقاومة” في بيان أصدرته لمناسبة يوم الشهيد، موقفها الداعي إلى ضرورة “الإسراع بإنجاز الاستحقاق الرئاسي وإيجاد المخرج المناسب تجنبا للشغور في موقع قيادة الجيش الذي بات استحقاقه داهما”. ونبهت إلى “مخاطر تعطل عمل مجلس القضاء الأعلى نتيجة التناقص الجاري في عدد أعضائه الحاليين”.

رتابة على الحدود

في تطورات الحدود، استمرت العمليات العسكرية على رتابتها حتى باتت تنحو الى شيء من الملل. فقد استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي بعد الظهر أطراف بلدات رميش وعيتا الشعب وراميا وبيت ليف بأكثر من 30 قذيفة، حيث شبت الحرائق في الأحراج. كما طال القصف خراج بلدة الهبارية.

في المقابل، اندلعت النيران في ثكنة “زرعيت” الإسرائيلية بعد استهدافها من لبنان. كما تم إستهداف موقع إسرائيلي في هونين المحتلة.

واستهدف “حزب الله” بصاروخ موجه ثكنة راميم الإسرائيلية قبالة بلدة مركبا في القطاع الأوسط لجنوب لبنان، فرد الجيش الاسرائيلي باطلاق قذائف على اطراف بلدتي حولا ومركبا وتل نحاس وخراج الوزاني.

كما اعلن “حزب الله” إستهدافه عصرا “موقع المطلة بالصواريخ الموجهة وحققنا فيه إصابات مباشرة”. ورد الجيش الاسرائيلي بقصف سهل مرجعيون بالقنابل الفوسفورية. كما طاول القصف المدفعي اطراف بلدات الخيام وكفركلا وبرج الملوك ووطى الخيامورامية والقوزح وحانين وبيت ليف.

الى ذلك، دار تبادل لإطلاق نار من جانبي الحدود قرب موقع مسكاف عام على حدود العديسة. وسقطت قذائف هاون أطلقت من الأراضي اللبنانية في منطقة شتولا. واشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان باتجاه مرغليوت في منطقة إصبع الجليل.

وسقطت قذيفة إسرائيلية قرابة الثانية من بعد الظهر على كفركلا بالقرب من موقع قوى الأمن الداخلي من دون أن تنفجر. وقام الجيش اللبناني بمعاينتها وتفجيرها.

تحليق استطلاعي

وكان سيطر هدوء حذر على الجبهة الجنوبية صباح اليوم، خرقه تحليق للطيران الاستطلاعي في سماء بيروت. كما شهد القطاعان الغربي والاوسط، تحليقا للطيران الاسرائيلي الاستطلاعي، منذ الفجر، وأيضاً فوق القرى المتاخمة للخط الأزرق حتى مدينة صور وفوق مجرى نهر الليطاني.

وفي تداعيات هذا الواقع الميداني المتأزم، تأثر أصحاب مواسم الزيتون والحمضيات والموز ولحقت بهم خسائر جسيمة بسبب استهداف الجيش الاسرائيلي العمال والفلاحين في السهول والبساتين.

وفي سياق متصل، يختبر سكان الجنوب من جديد النزوح، وإخلاء المنازل، واغلاقاً شبه كامل للمدارس والمؤسسات التجارية، فيما تعاني القرى من عزلة وتوتّر، في ظل غياب أي أفق لنهاية سريعة للتطورات الأمنية. ومع أن القصف لا يطاول أكثر من 7 كيلومترات داخل العمق اللبناني، فإن معظم السكان على مسافة 15 كيلومتراً أخلوا البلدات الحدودية، بعضهم لأسباب وقائية منعاً لتمدد رقعة القصف فجأة، والبعض الآخر للابتعاد عن أصوات القصف المتكرر والانفجارات التي تدوي في السماء، وقد وصلت تردداتها إلى مسافة تقارب الـ40 كيلومتراً في الليل.

هدنة مقابل رهائن

في تطورات غزة، تتواصل الجهود عربيا وعالميا في محاولة للتوصل إلى هدنة في القطاع في مقابل إطلاق عدد من الأسرى لدى “حماس”، وذلك بعد دخول الحرب شهرها الثاني واستمرار القصف الإسرائيلي المترافق مع العملية البرية على القطاع. وأعلن البيت الأبيض أنه مارس ضغوطًا شديدة على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لقبول الوقف اليومي للقتال، فيما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن السعي لوقف القتال في غزة 3 أيام أو أكثر لإخراج الرهائن. وأضاف البيت الأبيض أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة نه لن تكون هناك عملية عسكرية في مناطق معيّنة خلال فترات توقف القتال التي تبدأ اليوم.

من جهة ثانية، أكد الصليب الأحمر الدولي أن المؤن تنفد في غزة، محذرًا من استمرار الحرب وقتا أطول. وفي الإطار نفسه، اعتبر مفوض “الأونروا” أن حجم المساعدات التي تصل إلى غزة عبر معبر رفح ليس كافيا على الإطلاق، فيما قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث “إن أعداد القتلى في غزة مروعة ومرعبة”.