حصاد اليوم- “وحدة الساحات” بوجهها الإيجابي: هدوء في الجنوب بالتزامن مع هدنة غزة

حصاد اليوم- “وحدة الساحات” بوجهها الإيجابي: هدوء في الجنوب بالتزامن مع هدنة غزة

الكاتب: beirut 24
24 تشرين الثاني 2023

يبدو أن نظرية “وحدة الساحات” لا تزال سارية المفعول حربًا وسلمًا، بحيث انعكست الهدنة المؤقتةفي غزة لتبادل الرهائن تهدئة فورية على الحدود الجنوبية. فقد عمّ الهدوء الحذر القرى والبلدات الحدودية في القطاع الشرقي اليوم منذ الصباح، باستثناء الاستهداف المعادي الذي شهده سهل مرجعيون بقذائف مدفعية عند الساعة السادسة والنصف صباحًا. وظلت الحركة المرورية وعودة الأهالي إلى قراهم لتفقد منازلهم وممتلكاتهم خجولة نوعا ما.

أما في ما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة، فقد اتخذ الاستنفار الدولي والاقليمي لمعالجة الصراع بعده العملي الاول اليوم، مع استجابة طرفي النزاع بنسبة عالية لموجبات الهدنة الاولى منذ عملية “طوفان الاقصى” في 7 تشرين الاول الماضي، وسط آمال بأن تتمتع بالمناعة السياسية الكافية التي تؤهلها لأن تصبح في وقت غير بعيد تسوية كبرى وسلاما دائما يضع حدا للنزف الدموي المزمن، وهو ما لا توحي به المعطيات على الأرض، وخصوصًا من الجانب الإسرائيلي.

هدنة 4 ايام

وكانت الهدنة في غزة قد دخلت حيز التنفيذ عند الساعة السابعة صباحًا. واعلنت حركة “حماس” في بيان، انها تسري لمدة 4 أيام تبدأ من صباح الجمعة، ويرافقها وقف جميع الأعمال العسكرية من الجانبين. وقالت الحركة في بيانها: “سيتم خلال هذه الفترة الإفراج عن 50 رهينة إسرائيلية من النساء والأطفال دون 19 عاما، وبالمقابل يفرج مقابل كل واحد منهم عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال لدى الجانب الإسرائيلي. وسيتم يوميا إدخال 200 شاحنة مواد إغاثية وطبية و4 شاحنات وقود وغاز طهي لكافة مناطق قطاع غزة خلال الهدنة. الطيران الإسرائيلي سيوقف تحليقه فوق غزة لـ6 ساعات يوميا خلال الهدنة، اعتبارا من 10 صباحاً”.

إطلاق 13 رهينة إسرائيليّة

وتنفيذًا لاتفاق الهدنة، أطلقت حركة “حماس” بعد الظهر 13 طفلا وامرأة من المحتجزين لديها في قطاع غزة، وقد تسلمهم الجانب المصري. وكشف المتحدث بإسم الخارجية القطرية أن المفرج عنهم هم: 13 إسرائيلياً بعضهم من مزدوجي الجنسية و10 تايلانديين وفلبيني. وأعلن مصدران مقربّان من “حماس” أنه تم تسليم الرهائن إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتسليمهم إلى الدولة العبرية عبر مصر التي استلمتهم عند معبر رفح. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية ان المحتجزين المفرج عنهم لدى “حماس” التقوا ممثلين من “الشاباك” عند معبر رفح.

وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الاسرائيلي في بيان، أن “الرهائن المفرج عنهم وصلوا الى الأراضي الإسرائيلية، وخضعوا لتقييم طبي أولي قبل نقلهم إلى المستشفيات الإسرائيلية، حيث سيتم لم شملهم مع عائلاتهم”.

هدوء على جبهات الجنوب

ومع دخول الهدنة في غزة حيز التنفيذ صباح اليوم، رست مفاعيلها تلقائيًا على الجبهة اللبنانية الجنوبية، مشكّلة فرصة لالتقاط اهلها انفاسهم. فبعد يومين صاخبين وداميين، عاشت قرى القطاعين الغربي والاوسط حالا من الهدوء الحذر إذ لم يسجل اي قصف او عمليات عسكرية. وعلى الرغم من الحركة الخجولة التي شهدتها القرى والبلدات الحدودية، الا ان عودة الاهالي الى منازلهم كانت متفاوتة بين بلدة واخرى خصوصا تلك المتقدمة أكثر عند الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة والتي شهدت حربا حقيقية خلفت اضرارا في الممتلكات والمزروعات. كما ان نسبة الاضرار تفاوتت أيضا، حيث الاضرار الاكبر كانت في بلدات مروحين والضهيرة وعلما الشعب، التي أتت الحرائق فيها على معظم الثروة الحرجية، اضافة الى تضرر العديد من المنازل بشكل كامل.

ودعت قيادة الجيش في بيان، المواطنين العائدين إلى اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر من مخلفات القصف المعادي ولا سيما الذخائر الفسفورية والذخائر غير المنفجرة، وعدم الاقتراب منها وإفادة أقرب مركز عسكري عنها أو الاتصال بعمليات القيادة على الرقم 1701. كما دعت إلى الالتزام بإجراءات الوقاية المعممة من قبل الجيش في هذا الخصوص.

رعب في طرابلس

في الاثناء، سيطرت حال من الهلع والرعب على مدينة طرابلس تزامنًا مع تشييع الشهيدين أحمد عوض وخلدون ميناوي، اللذين سقطا باستهداف إسرائيلي مباشر اثناء وجودهما في المنطقة الحدودية، وذلك جراء الظهور المسلح الكثيف واطلاق النار الغزير ورمي القنابل في مجرى نهر ابو علي، وسط دعوات عبر مواقع التواصل لالتزام البيوت وعدم الخروج الى الطرقات او الشرفات حفاظا على السلامة العامة. وطاول الرصاص الطائش أحياء عدة في المدينة، وادى الى سقوط عدد من الجرحى وألحق أضرارا بالسيارات وألواح الطاقة الشمسية وزجاج بعض الابنية.

جمود سياسي

 في السياسة، وبينما الجمود على حاله على ضفتي الانتخابات الرئاسية والشغور في قيادات الاجهزة الامنية والعسكرية، كان الملفان حاضرين في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وعضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل ابوفاعور الذي قال بعد اللقاء: “نأمل ان تكون الهدنة في غزة مستدامة تقود الى وقف العدوان الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني وتقود كما نأمل إستطرادا الى الهدوء على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وأيضا وقف الإعتداءات والإجرام الاسرائيلي. ولعل في هذا الهدوء الذي نأمل ان يكون مستداما فرصة من أجل نقاش جديد لبناني لبناني لمعالجة كل الإستحقاقات التي طال انتظار علاجها وبالتأكيد في مقدمها رئاسة الجمهورية ومسألة الشغور في المؤسسات الامنية والعسكرية”.

إغتيال القطاع الخاص

اقتصاديا، لا تزال الانتقادات لموازنة 2024 ومضامينها تتفاعل. فقد كتب عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب زياد الحواط عبر منصة “اكس”: “مشروع موازنة 2024 فضيحة في هذه الظروف الكارثية لجهة خلوّه من أي بند إصلاحي وتضمينه ضرائب من شأنها القضاء على القطاع الخاص والعاملين فيه الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة. هو رصاصة الرحمة تطلقها الحكومة على هذا القطاع بعدما اغتالت القطاع العام بالهدر والسرقة والتوظيف العشوائي. عوض التفكير بجيوب الناس كان الأجدى التفكير بسلة إصلاحات وتفعيل الإدارة بدءاً بفتح الدوائر العقارية في جبل لبنان التي يعتبر إقفالها جريمة موصوفة تحرم الخزينة الفارغة من المليارات. نتابع الموضوع منذ 7 أشهر وقد نصل إلى دعوة أهلنا إلى العصيان إذا استمر الاستخفاف بمصالح الناس”.