
حصاد اليوم- إحتفالات “فولكلورية” بعيد الاستقلال وهدنة غزة لم تنعكس على الوضع جنوبًا
على وقع استعار النار جنوبًا في حرب لم تقررها الدولة اللبنانية، احتفل لبنان “الرسمي” بعيد الاستقلال الثمانين، فيما الشعب يسأل: ماذا بقي من هذا الاستقلال؟ وربطًا بما يحدث في قرى الجنوب النازفة دمًا لم يرو الى الآن أرزتنا الخضراء الرابضة في قلب العلم، يتساءل اللبنانيون: أما آن بعد أوان السلام الأبيض الذي تغطي مساحته نصف علمنا، أم أن اللون الأحمر وحده هو المفروض على هذا البلد؟
فقد أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، خلال كلمة له من قلعة راشيا، لمناسبة عيد الاستقلال، على وجوب السعي دائما لحفظ الدولة كياناً ومؤسسات. وقال: ”نُجددُ الدعوةَ إلى الإسراعِ في انتخابِ رئيسٍ جديد للجمهورية يعيدُ انتظامَ دورةِ الحياة إلى جسدِ الدولةِ المنهَك، كما نجددُ الدعوة إلى الالتفاف حول الجيش وصَوْنِ حضورِه ومؤسسته كما سائر القوى الأمنية”. وأضاف: “نحن شعبٌ يريد السلام ويحبُّ ثقافة السلام لكننا لا ولن نرضى بانتهاك سيادتِنا والاعتداء على حقوقِنا وإلا فما معنى الاستقلال إذًا”؟ معتبرا ان “على المجتمع الدولي أن يردع إسرائيلَ عن عدوانِها وانتهاكها الصارخ للمواثيق والقرارات الدولية وحقوق الإنسان وعن استمرارها في ارتكاب المجازر والإباداتِ الجماعيةِ”.
وقت العمل
ولمناسبة العيد الثمانين للاستقلال، أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي وسفارات الدول الأعضاء الممثلة في لبنان عن صداقتها ودعمها للبنان وشعبه. وقالت في بيانٍ صادر عنها: يتم إحياء ذكرى الاستقلال هذه السنة في ظروف إقليمية صعبة. ويحثّ الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف الفاعلة على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد. وأضافت: في هذه الفترة الحرجة، نشجّع صانعي القرار اللبنانيين على وضع خلافاتهم جانباً واتخاذ قرارات طال انتظارها تتضمن انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة مكتملة الصلاحيات، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الكلية والمالية الضرورية. وأكّدت البعثة أنّ القيادة الحاسمة ضرورية أكثر من أي وقت مضى، ويقف الاتحاد الأوروبي بثبات إلى جانب لبنان ومواطنيه في تطلعاتهم لمستقبل أكثر إشراقاً. إنّ وقت العمل هو الآن.
الأيادي على الزناد
وفيما تسعى جميع دول المنطقة والعالم -باستثناء إسرائيل طبعًا- لتهدئة الوضع في غزة وجنوب لبنان، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من بيروت “أن الأيادي على الزناد”. وقال عبد اللهيان، في كلمة له لدى وصوله إلى مطار بيروت، انه “مضى 6 أسابيع من المقاومة البطولية في غزة أثبت أن الوقت ليس في صالح الكيان الإسرائيلي”. وشدد على ان “الشعب الفلسطيني هو من سيقرر مستقبل غزة ومستقبل فلسطين”، لافتا الى أن زيارته الى بيروت “تهدف للتشاور مع السلطات اللبنانية بشأن تحقيق الأمن في المنطقة واستيفاء الحقوق”. وقال: “سمعنا من قادة المقاومة في المنطقة أن الأيادي ستكون على الزناد حتى استيفاء كل حقوق الفلسطينيين”.
تزامنًا، وبالرغم من الحديث عن مواجهات مضبوطة بين حزب الله وإسرائيل، ما زالت احتمالات الانزلاق الى حرب مفتوحة الى ارتفاع، سواء بادخال الحزب أنواع جديدة من الأسلحة الى المعركة مثل صواريخ “بركان” الثقيلة والمسيّرات الانقضاضية، أو من خلال توغّل إسرائيل في الاستفزاز عبر استمرارها في اغتيال إعلاميين ومدنيين على الأراضي اللبنانية.
ومن غير المستبعد ان تكون إسرائيل قد تعمدت رفع سقف استفزازاتها العدوانية جنوبا عبر رسالة دموية تنبئ بانها جاهزة، وربما ساعية، الى اشعال حرب على لبنان، ما ينذر بأن الواقع الميداني في الجنوب وعبره صار أشبه ببرميل بارود تتدحرج خطورته تباعا، خصوصا بعدما سربت تقارير عبر صحف غربية تتحدث عن حشد إسرائيل نحو مئة الف جندي على الحدود مع لبنان.
1701 الآن
في السياق نفسه، عقد جهاز العلاقات الخارجية في حزب “القوات اللبنانية” مؤتمراً تحت عنوان “1701 الآن” أكد فيه على ان “تطبيق القرار 1701 هو الكفيل الفعلي بتجنيب لبنان الانزلاق الى حرب كلها مآس وكوارث، لاسيما وانه ضمن بندين اساسيين، إنشاء منطقة ما بين الخط الازرق ونهر الليطاني خالية من المسلحين ومن كل الاسلحة والمعدات الحربية عدا تلك التابعة للقوى الشرعية اللبنانية وقوات اليونيفيل، والثاني التطبيق الكامل لبنود اتفاق الطائف والقرارين 1559 و1680.
كما أصدر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بيانا قال فيه: “أمّا وأن “حزب الله” يرفض تنفيذ القرار 1701 وتسليم الحدود للجيش والقوات الدولية تلافيًا لحرب لا يريدها أحدٌ من اللبنانيين، فإنّ استخدامه لبعض القرى اللبنانية الحدودية في أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون كمنصّة لإطلاق صواريخه أمر مرفوض، لأنه يعرِّض هذه القرى لمخاطر جمّة، فضلاً عن أنّ أكثرية أهالي هذه القرى لا تؤيده، كما لا توافق على طريقة عمله التي تهدِّد بتهجيرها عن قراها”.
بين غزة والجنوب
ميدانيًأ، يبدو أن نظرية “وحدة الساحات” تعمل في الاتجاه التصعيدي فقط، ولا تتأثر بالتهدئة في غزة. فعلى رغم اتفاق الهدنة المؤقتة في غزة وتبادل الأسرى المتوقع بين إسرائيل و”حماس”، الا أن القصف العنيف استمر على الحدود الجنوبية ولو بشكل متقطع.
واشتدت حدة القصف عصرا، حيث افادت “الوكالة الوطنية للاعلام” بأن القصف المعادي طاول معظم القرى الحدودية في القطاع الغربي. وسقط عدد من القذائف على طريق الناقورة الرئيسية. فيما تعرضت منطقة اللبونة لغارات جوية وقصف مدفعي.
كما نفذت مسيّرة اسرائيلية اعتداء جويا استهدفت منطقة مفتوحة تقع بين بلدتي يحمر الشقيف ودير سريان بصاروخ، فيما استهدفت غارة جوية دراجة نارية على طريق الناقورة بإتجاه علما الشعب وعلى متنها شابان، وقد اصيبا بجروح طفيفة.
إلى ذلك، نفذ الطيران الإسرائيلي غارة على منطقة اللبونة في الناقورة، كما طال القصف أطراف زوطر الشرقية- عدشيت القصير. وقرابة الخامسة والنصف عصرا، استهدفت غارة معادية جبل اللبونة ومحيط بلدة الناقورة. كما اغار الطيران المعادي بشكل عنيف على اطراف بلدة الجبين.
من جهته، اصدر “حزب الله” عصرا سلسلة بيانت اعلن خلالها عن استهدافه قوة إسرائيلية متموضعة في حرش حانيتا، وقوة أخرى في موقع الراهب. كما اعلن استهدافه موقع المالكية مجددًا بالأسلحة المناسبة محققا إصابات مباشرة. كذلك اعلن الحزب عن استهدافه ثكنة ميتات مقابل بلدة رميش، وموقع بياض بليدا وموقع راميا وتموضع مشاة لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة زرعيت.