
حصاد اليوم- الميدان الملتهب يهدّد بتدهور الوضع جنوبًا واستشهاد صحافيَّين من “الميادين” ومعاونهما
إذا أردنا تطبيق نظرية الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله حول “ضرورة إبقاء العين على الميدان” على ما يحصل اليوم على طرفي الحدود الجنوبية، يتأكد أن المخاوف الغربية الأخيرة من تدهور الوضع على الحدود في محلها، وذلك على خلفية توسّع رقعة الاشتباك، إن جغرافيًا أو لجهة الأهداف التي أصابتها ضربات اليوم.
فقد بقي التوتر متصاعدًا على الحدود الجنوبية اليوم وحمل هذا النهار تطوّرات دامية باستشهاد المواطنة لائقة سرحان واصابة حفيدتها ألاء القاسم بجراح جراء استهداف منزلهما في بلدة كفركلا بقذيفة. وبعد دقائق من هذا الاعتداء، استُهدف فريق صحافي عند مثلث طيرحرفا قبل ان تنعى قناة الميادين “الشهيدين المراسلة فرح عمر والمصور ربيع المعماري نتيجة استهداف إسرائيلي غاِدر جنوبي لبنان”، وقد افيد ان معاونهما حسين عقيل استشهد ايضا في هذه الغارة.
كما استهفت مسيّرة إسرائيلية سيارة من نوع “رابيد” على طريق فرعية بين الشعيتية والقليلية وأفيد عن استشهاد 4 اشخاص كانوا في داخلها. وتحدثت معلومات امنية عن أن المستهدف في السيارة كان نائب قائد “كتائب القسام – لبنان” خليل خراز ومعه 3 عناصر.
على الاثر، قال “حزب الله” انه “ردا على استهداف العدو للصحافيين فرح عمر وربيع المعماري وسائر الشهداء المدنيين هاجمنا قوة من الجمع الحربي التابع للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أثناء وجودها في منزل عند أطراف مستعمرة بصاروخين موجهين ما أدى الى سقوط عناصرها بين قتيل وجريح”.
جرائم حرب
وبينما أثار استشهاد الصحافيين موجة ردود فعل داخلية واسعة تنديدًا بمهاجمة المدنيين والصحافيين، أشار الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي ردا على سؤال لـ”الوكالة الوطنية للإعلام”، إلى أن “اليونيفيل شعرت بالصدمة والحزن لدى تلقيها خبر استهداف مجموعة من الصحافيين، بالقرب من طيرحرفا في جنوب لبنان”، واعتبر أن “الاستهداف المتعمد للصحافيين والمدنيين يعد انتهاكا للقانون الدولي، وقد يرقى إلى مستوى جرائم حرب”.
في المقابل، صدر عن “المقاومة الإسلامية” بيان أكدت فيه أنه “ردا على قصف العدو الصهيوني لمصنع الالمنيوم في منطقة الكفور شمال مدينة النبطية، هاجم مجاهدونا بالصواريخ مصنعا تابعا لشركة رافايل للصناعات العسكرية الاسرائيلية في منطقة شلومي واصيب اصابة مباشرة وشوهدت النيران تندلع فيه”. أيضا، أعلن “الحزب” عصر اليوم أنه استهدف قاعدة بيت هلل العسكرية بصواريخ غراد وأصابها إصابة مباشرة، مشيرا في بيان إلى استهدافه أيضا بالصواريخ “تجمعا لجنود إسرائيليين في مستوطنة أفيفيم ما أدى لسقوط قتلى وجرحى”. كما استهدف دبابة قرب مستوطنة “نطوعا” بما وصفها بالأسلحة المناسبة.
وكان “حزب الله” قد باشر عملياته العسكرية ضد أهداف اسرائيلية، باكرا صباح اليوم. فقد اعلنت المقاومة الإسلامية في بيان انه “ردًا على استهداف العدو الصهيوني للمنازل في القرى الجنوبية، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية منزلًا في مستعمرة المطلة يتمركز فيه جنود للعدو الإسرائيلي، ثم موقع حدب البستان، وموقع الراهب الإسرائيلي قبالة عيتا الشعب، وموقع جل العلام الإسرائيلي وحقق إصابات مباشرة”.
ونشر الإعلام الحربي ل”حزب الله” فيديو يظهر “مشاهد من استهداف “المقاومة الإسلامية” لعدد من المواقع التابعة للجيش الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية بالأسلحة المناسبة”. ويظهر في الفيديو إطلاق صواريخ من قبل عناصر “حزب الله” باتجاه 5 مواقع عسكريّة إسرائيليّة، حيث تصيب الصواريخ أهدافها ويتصاعد الدخان من المواقع العسكريّة المستهدفة.
القصف الإسرائيلي
في المقابل، طاول القصف المدفعي الإسرائيلي، مركزا للجيش اللبناني في الوزاني، ما تسبب بأضرار كبيرة، من دون وقوع إصابات.
وقال الجيش الإسرائيلي: استهدفنا 3 خلايا في الأراضي اللبنانية مختصة بإطلاق الصواريخ المضادة للدروع. وسجلت غارات اسرائيلية على وادي حسن بين الجبين ومجدلزون وعلى أطراف عيتا الشعب. كما نفذت مسيّرة اسرائيلية غارتين بإتجاه حرج يارون بالتزامن مع قصف مدفعي طال أطراف مروحين وأم التوت ويارون. كذلك، قصفت المدفعية الاسرائيلية بشكل متقطع فجر وصباح اليوم، أطراف بلدة علما الشعب وجبل اللبونة وجبل العلام، كما سمعت رشاقات نارية من مركز بركة ريشة على محيط بلدتي البستان وعيتا الشعب. كما طاول القصف كفركلا وعديسة والخيام ودير ميماس وحمامص وسط تحليق كثيف للطيران الاستطلاعي على علو منخفض.
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات جوية إستهدفت مرتفعات حلتا وأطراف عيتا الشعب ورميش وطير حرفا ومجدل زون.
وفي إطار ردود الفعل التي رافقت تدهور الوضع جنوبًا، دعا الوزير الإسرائيلي بيني غانتس الأمين العام نصرالله إلى عدم المخاطرة ببيروت من أجل طهران.
التدحرج وارد
في المقابل، قال نائب الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في احتفال تأبيني في صيدا: “ما دام العدوان مستمرا في غزة فتدحرج نتائجه وارد وكل الاحتمالات رهن تطورات الميدان. ان “حزب الله” جزء من المقاومة التي تواجه العدوان الاسرائيلي وهو في حالة حرب مع اسرائيل في جنوب لبنان ويقدم الشهداء والتضحيات”. اضاف: “بدل ان يطلبوا منا ومن قوى المقاومة عدم توسعة الحرب، أوقفوا الحرب لتتوقف تداعياتها”.
في الإطار نفسه، أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، خلال اجتماعه ب27 سفيرا من اللجنة السياسية والأمنية للاتحاد الاوروبي في بروكسل، أن “لبنان يسعى جاهدا إلى تجنب الحرب”. وقال: “إن التهديدات والاستفزازات الإسرائيلية من خلال استهداف المدنيين والصحافيين تغذي حال عدم الاستقرار التي قد تتدحرج إلى مواجهات شاملة”.
وفيما يُنتظر أن يصدر مجلس الأمن الدولي خلال ساعات تقريره الدوري المتعلق بالقرار الدولي 1701، اعتبر نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة أن “الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية صعب وخطير للغاية”.
“لبنان القوي” على موقفه
في السياسة، أصرّ تكتل “لبنان القوي” على موقفه الرافض للتمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، معتبرًا أن “لا وجود للفراغ في موقع قائد الجيش بحكم ما يُعرف بإمرة الأعلى رتبة”. وقال بيان للتكتل في ختام اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل: “تواصل مجموعة من المطبّلين والمضللين، افتعال ازمة لا وجود لها في الأصل نتيجة قرب بلوغ قائد الجيش السّن القانونية للتقاعد. ان التكتل لا يرى اي موجب للتهويل ولا اي مبرّر لمخالفة القوانين، فلا وجود للفراغ في موقع قائد الجيش بحكم ما يُعرف بإمرة الأعلى رتبة، وهذا متوفّر وهو تلقائي. ويعتبر التكتل ان مروحة الحلول واسعة وتشمل اضافةً الى ما سبق، امكانية تكليف وزير الدفاع لضابط يختاره هو بعد التشاور للتعيين بالوكالة او اي اجراء دستوري وقانوني يتم اتخاذه بحسب الأصول من دون اللجوء الى خيارات لا دستورية ولا قانونية تهدّد وحدة المؤسسة العسكرية وهيبتها وتماسكها. وفي جميع الأحوال يرفض التكتل اي محاولة لتجاوز الوزير المختص الذي يبقى صاحب الصلاحية في الاقتراح والتقرير. ان اي مساس بالسلطة الدستورية للوزير بغض النظر عن الوزير والوزارة هو مساس بصميم الدستور وروحيته ونصوصه الواضحة مما يشكّل تهديداً باسقاط دستور الطائف في ظل غياب اي بديل عنه، ويشرّع الباب امام الفوضى والمجهول”.