حصاد اليوم: القرار 1701 في غرفة العناية المركّزة والتمديد لعون “يفجّر” الاجتماع الوزاري

حصاد اليوم: القرار 1701 في غرفة العناية المركّزة والتمديد لعون “يفجّر” الاجتماع الوزاري

25 تشرين الأول 2023

تحافظ الحدود الجنوبية على وتيرتها التصاعدية، إن لجهة تفاقم حدة المعارك، أو لجهة توسّع رقعتها، فيما يقبع القرار 1701 الذي يصر المسؤولون اللبنانيون على التمسّك به، في غرفة “العناية المركّزة” وحيدًا يراقب بحزن ما آلت إليه الأمور.
فقد احتدمت حدة الاشتباكات بعد الظهر على الحدود، وسجل اطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية، فيما رد الجيش الإسرائيلي بقذائف مدفعية على منطقة هورا الواقعة بين ديرميماس وكفركلا. كما تسبّب القصف الاسرائيلي على أطراف بلدة دير ميماس بأضرار جسيمة بالسيارات والممتلكات والمنازل. وأعلن “حزب الله” في بيان، أنّه استهدف ظهر اليوم، دبابة إسرائيليّة في ثكنة أفيفيم، بالصواريخ الموجّهة، وأنّه أوقع أفراد طاقمها بين قتيل وجريح، فيما أفاد الجيش الاسرائيلي أنه هاجم الأراضي اللبنانية ردا على قصف مستوطنة كريات شمونة.
التوتّر منذ الصباح
وكان المسرح الجنوبي قد شهد توترا منذ الصباح، بعدما قام الجيش الإسرائيلي بإطلاق صاروخين من طائرة مُسيّرة على مزرعة بسطرة سقطا أمام دورية للجيش اللبناني و”اليونيفيل” من دون وقوع اصابات. ونقلت وسائل إعلام عن الجيش الإسرائيلي أنه تم القضاء على 5 خلايا في جنوب لبنان “حاولت إطلاق قذائف ضد قواتنا”.
الى ذلك نعى “حزب الله” خمسة من مقاتليه سقطوا في معارك الجنوب.
التحذيرات مستمرّة
وبينما يتأرجح الوضع على حافة الهاوية، تتواصل الضغوط على لبنان لتحذيره من مغبة الانزلاق الى حرب لن يكون بمقدوره تحمّل تبعاتها، فيما تحذّر معظم الأطراف اللبنانية “حزب الله” من خطورة الانجرار الى هذه المغامرة. وفيما مضى لبنان، سياسياً وشعبياً، في الاستعداد للأسوأ، تزداد مع كل ساعة المَخاوف من مؤشراتٍ تشي بأن لا “بوليصة تأمين” للواقع اللبناني من الانزلاق إلى “المحرقة” المرشّحة لأن تتفاقم في غزة. وفي حين يَمْضي “حزب الله” من جانبه بالتسلّح بالغموضِ حيال كيفية تصرفه متى يبدأ الغزو البرّي، ممتنعاً عن طمأنة الاسرائيليين، فإنّ لا أحد بدا قادراً على الجزم بمآل الوضع في الأيام المقبلة.
وحدة الساحات
وفي إطار نظرية “وحدة الساحات” الإيرانية، بحث الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله مع الأمين ‏العام لحركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين زياد نخالة ونائب ‏رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري، في الأحداث الأخيرة في قطاع غزة منذ بدء الحرب، وما تلاها من تطورات على كل صعيد، وكذلك المواجهات ‏القائمة عند الحدود اللبنانية. وبحسب البيان الصادر، جرى أيضا خلال اللقاء تقييم ‏للمواقف المتخذة دوليًا وإقليميًا وما يجب على أطراف “محور ‏المقاومة” القيام به في هذه المرحلة الحساسة لتحقيق انتصار ‏حقيقي للمقاومة في غزة وفلسطين ووقف العدوان الغادر ‏والوحشي في غزة وفي الضفة ‏الغربية.
في المقابل، تتصرف أوساط دبلوماسية غربية، ولا سيما فرنسية، على أنّه لم يعد ممكناً لجم شن حرب إسرائيلية على “حزب الله” ولبنان في ظل ما تعتبره استمرار “الحزب” في استهداف المواقع الإسرائيلية من الجبهة الجنوبية اللبنانية.
الضربة العنيفة
وفي رأي مصدر دبلوماسي فرنسي، فإنّ مواصلة “الحزب” ضرب المواقع الإسرائيلية بحجة تخفيف الضغط الإسرائيلي على “حماس” وعلى جبهة غزة، وبالقول إنّه يلتزم قواعد الاشتباك التي عملياً لم تعد موجودة، سيجعل القادة الإسرائيليين يشنون ضربة عنيفة على لبنان. فهذه هي المعطيات الموجودة في حوزة الجانب الفرنسي الذي يعتقد أنّ مسألة فتح الجبهة من لبنان لم يعد قراراً إيرانياً بل بات قراراً إسرائيلياً ومن دون شك في ذلك.
في هذه الأثناء، حملت الرسائل الغربية الى بيروت ما مفاده أن مسار حرب غزة طويل، وعلى لبنان التأقلم والاستعداد لمواكبة ما يجري، سواء توسعت الحرب ميدانياً أو بقيت في مكانها غير المحصور في غزة.
التمديد المتعثّر
وفي ظل هذا الواقع شديد الخطورة، تقف حكومة ميقاتي المستعدة “لمواجهة تداعيات الحرب” وجهًا لوجه في مقابل “حكومة الحرب” الإسرائيلية، حيث عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال اجتماعًا وزاريًا في السرايا لتدارس التطورات. وبعد بعض الوقت انتقلت الأزمة الى داخل الاجتماع حيث علا صراخ وزير الدفاع الذي انسحب مع وزير الشؤون الاجتماعية من الاجتماع. وذكرت معلومات أن صراخ وزير الدفاع سببه إشكال حصل مع ميقاتي على خلفيّة التعيينات العسكرية في الجيش في المواقع الشاغرة وتعاطي ميقاتي مع الموضوع لجهة التسويق لطرح التمديد لقائد الجيش ولرئيس الأركان.
جولة باسيل
في هذه الأثناء واصل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل جولته على القيادات حيث زار رئيس “تيار الكرامة” النائب فيصل كرامي، ونواب تكتل “الاعتدال الوطني” طه ناجي وحسن مراد ومحمد يحيى وعدنان طرابلسي، وتم البحث في التطورات والأوضاع العامة.
وعصرًا، زار باسيل رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، في بنشعي. وأشار فرنجية بعد اللقاء الى ان “لبنان أهم من الرئاسة ونحن تحدثنا بموضوع البلد ونحن متفاهمون بنسبة كبيرة”. من جهته أشار باسيل الى ان “هناك تفاهم كبير على مختلف الأفكار التي تم عرضها حول كيفية الالتقاء في مواجهة خطر الحرب والتوحّد في العمل واعادة الانتظام الى المؤسسات”.