حجار للأمم المتحدة: النازحون قنبلة موقوتة ستصبح عندكم

حجار للأمم المتحدة: النازحون قنبلة موقوتة ستصبح عندكم

28 تشرين الثاني 2022

اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هيكتور حجار، أن “المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لا تستطيع ان تؤمن الدعم لكل النازحين وفي الوقت نفسه لا تشجعهم على العودة وهذا يطرح تساؤلات بال​سياسة​، ويبدو أننا أمام توجه عام لإبقاء النازحين رهينة لقرار معين بانتظار أن يحين وقت استخدامهم باتجاهات معينة في المنطقة”.

وتوجه في حديث لبرنامج المشهد اللبناني، الى الأمم المتحدة الذي اعتبر انها تساهم بهذا القرار قائلا، النازحون قنبلة موقوتة ستصبح عندكم، سيأتي يوم يعجز فيه هؤلاء عن العيش في لبنان فيخرجون من البحر الممتد في لبنان بطول 210 كيلومتر ويذهبون نحوكم وعندها ستفهمون ما نشكو منه اليوم، لذلك تعالوا نتعاون.

وعما إذا كان يهدد الأوروبيين بهذا الكلام أجاب: “أنا أشرح لهم بهدوء واقول لهم سيأتيكم ملايين اللاجئين لأن كل لاجئ في العالم العربي أو في تركيا ممن يرغبون بالهجرة سيأتي الى لبنان ويخرج عبر الشواطئ اللبنانية باتجاه اوروبا، لذلك ندعو الى الحوار الهادئ والى وقف الشائعات حتى نترك المجال لمن يريد ان يعود طوعا الى سوريا وبشكل آمن، فما يقوم به المجتمع كما قال حجار هو ضد دستور لبنان وضد شرعة حقوق الإنسان، وأنتم في بلدانكم لن تقبلوا بأن يحصل ذلك، فلماذا تقبلون بذلك في لبنان، دعونا نتحاور ونتعاون لعودة آمنة وحول بلد رديف بالنسبة للأشخاض الذين لا يتمكنون من العودة الى سوريا”.

وتابع الحجار: “نحن اليوم صحيح لم نتمكن من فعل كل ما يجب فعله ولكننا نذهب بالاتجاه الصحيح ولا ننسى أننا بلد صغير يقاوم العالم في هذه القضية. فالقرار الدولي يقف ضد ما نقوم به ولكننا مصرون لأن نوضح بالحوار وبالسياسة وبالعمل اليومي بأن هذا القرار هو منافي لشرعة حقوق الانسان وما يقومون به كدول هو لمصالحهم الخاصة بعيدا عن مصلحة السوريين الانسانية”، مشيراً إلى “انهم يستغلون الوضع الأنساني لتمرير سياسات، نحن رأينا الوضع الانساني، غالبية الأطفال من دون مدارس وانظروا أين يعيشون وماذا يلبسون، فهل ما نراه في العيشة المذرية لهؤلاء يوحي بأن المليارات تُصرف على النازحين؟”.

وردا على ما اذا كان يتهم تلك المؤسسات بالفساد أجاب: “أنا لم أقل فسادا بل أسأل كم من المليارات صرفت على تعليم النازحين في وقت نرى أن غالبية الأولاد من دون مدارس، فأين الأموال، وإذا توقف الدفع ماذا سيفعلو بهؤلاء الناس، هل سيحمّلون اعباءهم للدولة اللبنانية، بالإضافة الى ذلك، هناك الاف الأطفال من النازحين غير مسجلين ومن دون اوراق، ولدينا أجيال من الأميين، وأجيال من الأطفال ممن هم دون العشر سنوات يعملون ويتعرضون لكل انواع المخاطر والمظالم”.

وسأل: “فأين حقوق الإنسان؟، فهذه المخيمات فيها آفات اجتماعية نفسية بيئية صحية اقتصادية وستشكل انفجارا في المستقبل في لبنان وفي الجوار الأورومتوسطي”، وتابع رسالته الى المجتمع الدولي قائلاً: “انت تصنع عن وعي وبدم بارد ومن دون تردد جريمة العصر. وبدم بارد تنفذ جريمة العصر، مئات آلاف الأشخاص يعيشون بظروف تحت الصفر. وأنت تحت الشعار الانساني تستغلهم لقضايا سياسية ولمشاريع سياسية مستقبلية، ويتم تصدير جيل كامل من الأميين، جيل كامل فوق السبعين بالمئة منه بلا اوراق ثبوتية. ومن وقّع على وثيقة حقوق الانسان، فليتفضل ويقول لنا أين الحقوق”.

وردا على سؤال على التجاوب المحدود مع خطة الدولة اللبنانية لعودة النازحين، اعتبر حجار أن “النازحين اليوم لا يملكون حرية القرار وهم يعيشون وسط أفكار وشائعات بأنهم في حل عادوا الى سوريا سيُقتلون، وهذا ما يضعهم في حالة تفسية تجعلهم خائفين من العودة، كما انهم اعتادوا على العيشة هنا وذلك كالسجين الذي يعتاد بعد عشر سنوات على سجنه ويفضّل البقاء فيه بدل إطلاقه”.

واشار، إلى أن “العالم كله بات يدرك انه لم تعد هناك حرب في سوريا، والكثير من العائلات السورية تزور سوريا وتعود الى لبنان من وقت الى آخر، وبعضهم يقوم ببعض الاعمال الاستثمارية في سوريا. ومن يذهب الى سوريا ويعود يُفترض ان يفقد صفة النازح”، لافتاً الى أن “العائدين من ضمن خطة العودة هو فقط نحو ألف شخص ولكن نحن نسعى الى تعزيز خطة التحفيز للعودة، وستكون هناك مرحلة ثالثة من العودة بعدما انجزنا المرحلتين الأولى والثانية”.

وردا على سؤال حول مدى تحمّل الدولة اللبنانية مسؤولية الفشل في إدارة ملف النزوح، اعترف حجار بوجود أخطاء “والخطا الأكبر الظاهر اليوم هو ان النازحين السوريين موجودون اليوم في كل لبنان في كل المدن والبلدات، موجودون ب 1050 بلدة من أصل 1150 بلدة في لبنان، اي اننا لم نتمكن من حصرهم في مخيمات على الحدود، وهذه أكبر الأخطاء”، ولفت إلى أن “النازحين السوريين مع المنظمات الدولية خلقوا ببعض الأمكنة دويلات وسلطات محلية، ولولا عمل القوى الأمنية والمتابعة مع المحافظين والوزارات لكنا في وضع أيضا أبشع من ذلك بكثير”.