ثلاثة عوامل تمنع ترامب من دخول الحرب

ثلاثة عوامل تمنع ترامب من دخول الحرب

المصدر: France Inter
20 حزيران 2025

ذكر موقع “France Inter” الفرنسي أن “ضبط النفس الأميركي الذي أظهرته الولايات المتحدة في اليوم الأول من الهجوم الإسرائيلي لم يعد ساريا. وفي 13 حزيران، قال وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو إن “إسرائيل اتخذت إجراءات أحادية الجانب ضد إيران”. وبعد أربعة أيام، غرّد الرئيس دونالد ترامب قائلاً: “نحن نسيطر على المجال الجوي الإيراني”. استخدم ترامب “نحن” الضمير الذي يدل على الجمع، على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تشارك رسميًا في الحرب، أو أنها لم تشارك بعد”.

وبحسب الموقع، “يجب أخذ ثلاثة عوامل في الاعتبار لفهم كيف ولماذا قد يقرر ترامب خوض حرب إلى جانب إسرائيل. العامل الأول نفسي. قد يبدو الأمر تافهًا عند الحديث عن الحرب، لكنه مهم مع ترامب. فالأخير يحب أن يكون منتصرًا أكثر من أي شيء آخر، وأن يكون مع الجانب المنتصر. وفي هذه الحرب، إسرائيل هي التي تتمتع بالتفوق الاستراتيجي، وهي التي تفعل ما تريده تقريبًا. ومن هنا جاء استخدام ترامب لضمير “نحن”. لا شيء أكثر إحباطًا من حرب تُشنّ بأسلحة أميركية، حرب لا يجني فيها رئيس الولايات المتحدة ثمارها. هذا العامل الأول يُرجّح كفة الدخول الرسمي في الحرب”.

وتابع الموقع، “العامل الثاني، الرجال الذين لديهم إمكانية الوصول إلى ترامب ويحاولون التأثير عليه، والشخص الأهم في هذه القضية هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. لدى الأخير علاقة طويلة الأمد ومعقدة مع ترامب، أكثر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي لم يكن يريد هذه الحرب، وأكثر من الأوروبيين الذين لا يستمع إليهم ترامب. فالرئيس الأميركي قادر على ترهيب نتنياهو، كما فعل عندما فرض مبعوثه ستيف ويتكوف وقف إطلاق النار على الزعيم الإسرائيلي في غزة في 19 كانون الثاني. لكن اليوم، لا شك أن نتنياهو هو الذي يملك اليد العليا على ترامب. لقد تمكن من جعل ترامب يخرج من قوقعته ويوافق على هذه الحرب حتى قبل انتهاء المفاوضات مع إيران. وإذا نجح نتنياهو في إقناع الولايات المتحدة بخوض حرب إلى جانبه، فسيكون ذلك سابقةً كبرى”.

وأضاف الموقع، “أما العامل الثالث فهو السياسة الداخلية الأميركية. لقد تم انتخاب ترامب على أساس برنامج انسحاب الولايات المتحدة من الصراعات العالمية، على النقيض من “الحروب التي لا نهاية لها” التي يشنها الجمهوريون والديمقراطيون من المدرسة القديمة. وفي خطاب تنصيبه، أعلن الرئيس أن نجاحه سوف يُقاس بعدد الحروب التي لم يبدأها هو. يكفي أن نقول إن موقف ترامب تجاه إسرائيل قد أدى إلى زعزعة استقرار قاعدته المؤيدة لـ”جعل أميركا عظيمة مرة أخرى”، مثل المذيع الأميركي تاكر كارلسون، الذي عمل بلا كلل من أجل انتخابه، والذي يطلق عليه الرئيس الآن لقب “مجنون” لمعارضته دخول الولايات المتحدة إلى الحرب. في حين أن ترامب يميل إلى مبدأ “جعل أميركا عظيمة مرة أخرى” في التعامل مع أوكرانيا، فإنه يميل إلى سياسة الجمهوريين من المدرسة القديمة في التعامل مع قضية إسرائيل وإيران”.

وختم الموقع، “هذا المزيج من عدة عوامل هو الذي سيقرر السلام أو الحرب، وهو يعتمد على رجل واحد فقط: دونالد ترامب”.