
نفوذ واشنطن نحو التوسّع إقليمياً ولبنانياً بعد مهاجمة إيران
قوّة لا تضاهيها أيّ قدرات، أظهرها الطيران الأميركي إثر الهجوم الحربيّ على منشآت نووية إيرانية شملت فوردو ونطنز وأصفهان. كلّ عبارات الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب إثر الضربة بدت بمثابة إعلان انتصار أميركي غير مسبوق في منطقة يتوسع فيها النفوذ الأميركي: “موقع فوردو انتهى”، “لحظة تاريخية للولايات المتحدة وإسرائيل والعالم”…
أي تحولات في المنطقة بعد الضربات الأميركية لإيران، بما في ذلك التحولات في لبنان؟ هل يضمحل النفوذ الإيراني تماماً ويصبح كلّ نفوذ المنطقة للولايات المتحدة؟
تستقرئ كبيرة باحثي معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى حنين غدار في الإجابة عن أسئلة “النهار”، أنّ “كلّ احتمالات الرد الإيراني على الطاولة، بما في ذلك تفعيل الخلايا الإيرانية النائمة في أميركا والأذرع الموالية لإيران والميليشيات العراقية. الولايات المتحدة الأميركية ستردّ في ضوء الرد الإيراني. والمؤكد أن هناك ضربات أميركية إضافية مرجّحة إذا ردّت إيران وضربت المصالح الأميركية”.
ولا تغفل أنّ “المرحلة التالية ستؤثر على لبنان لأنها تتطلب فعلياً من النظام الإيراني الاستسلام في ما يخص البرنامج النووي، بما يعني خسارته كلّ شيء”. وتضيف غدار: “الدولة اللبنانية، إذا فهمت التغييرات وباشرت سحب سلاح “حزب الله” بوضوح بالتنسيق مع المجتمع الدولي وواشنطن، فسيكون تأثير ذلك قوياً على الحزب. ولكن، إذا عزل الحزب ولم تعد إيران قادرة على تلبيته وتغيّر الوضع الاقليمي كليّاً، يصير حزباً لبنانياً مسلّحاً في دولة ضعيفة لا تستطيع السيطرة عليه، عندها سنرى كيف تتعامل واشنطن مع لبنان وإذا كانت ستستمر في مساعدة الجيش بعد كل هذه التطورات، ما دام رافضاً سحب سلاح “حزب الله”.
كيف يمكن أن تتصرف الإدارة الأميركية إذا شاركت الأذرع الإيرانية في الحرب بما في ذلك الأذرع في لبنان؟ وفق انطباعات غدار، “إذا شاركت الأذرع في لبنان فستتولى إسرائيل الردّ على “حزب الله” في لبنان. وإذا شاركت الأذرع الموالية في العراق وسوريا في استهداف المصالح الأميركية فإن الولايات المتحدة ستتولى الرد. من المستحيل أن يحصل ردّ إيراني من دون أن يتبعه ردّ أميركي أقوى. قد يكون النظام الإيراني انتحارياً، لكن “حزب الله” ليس على استعداد للانتحار بهذه الطريقة”.
وعما حققته واشنطن من الضربات، تجيب غدار بأنّ “ما حقّقته هو أنها دمّرت كلّ المفاعلات النووية. لا قدرة على استخدام النووي المخصب تحت الأرض أو المخبأ إذا دمّرت المنشآت النووية. لم تقبل إيران تفكيك البرنامج النووي في المفاوضات، ففككته واشنطن في الحرب. إذا حصلت أي مفاوضات إضافية فستكون على حساب المصالح الإيرانية. من الواضح أن هذه الضربة أعطت الولايات المتحدة الأميركية قدرة أقوى على إيران لفرض الشروط، ولم يعد المطلوب اتفاقا نوويا جديدا انما استسلام إيران كليا وضمان ألا يكون هناك أي عمل على برنامج نووي”.