تفاصيل أحد أعنف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر… وأميركا تراجعت!

تفاصيل أحد أعنف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر… وأميركا تراجعت!

10 تموز 2025

لأكثر من 48 ساعة، حاولت سفينتان تجاريتان في البحر الأحمر صد هجمات متكررة شنها مقاتلو الحوثي، مستخدمين قذائف صاروخية وصواريخ وطائرات مسيرة، لإغراقهما، ومقتل ثلاثة على الأقل من أفراد الطاقم، واحتجاز آخرين رهائن. ولم تكن هناك أي سفينة حربية أميركية أو تابعة لحلفائها للمساعدة.

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” التي أوردت القصة، عن ضابط في شركة “كوزموشيب مانجمنت”، المشغلة لسفينة إترنيتي سي، إحدى السفن التي تعرضت للهجوم، إنه حاول يائساً الحصول على مساعدة من البحرية البريطانية وقوة بحرية أوروبية مع استمرار القتال، لكنه أُبلغ بعدم وجود سفن في المنطقة.

كان هذا الهجوم أول هجوم حوثي ناجح على الشحن التجاري منذ تشرين الثاني (نوفمبر)، وأحد أعنف الهجمات منذ أن بدأت الجماعة اليمنية المتمردة المدعومة من إيران حملة لتعطيل حركة المرور على طول طريق التجارة العالمي الحيوي، قائلةً إنها تتصرف بسبب الحرب في غزة.

وجاءت الهجمات، التي شملت كل منها عدة قوارب صغيرة مدعومة بأسلحة أثقل، بعد شهرين من توصل الرئيس ترامب إلى وقف لإطلاق النار مع الحوثيين، والذي قال في ذلك الوقت إنه سيوقف هجمات الجماعة على الشحن.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع المستوى بأنه طالما لم يُطلق الحوثيون النار على السفن الأميركية، فإن الولايات المتحدة تعتبر وقف إطلاق النار ساريًا. وصرحت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية بأن الولايات المتحدة لم تُغير “موقفها العسكري” ردًا على الهجمات.

وقال كريستوفر لونغ، الضابط البحري البريطاني السابق في الشرق الأوسط، والذي يشغل حاليًا منصب رئيس الاستخبارات في شركة الأمن البحري “نبتون بي تو بي”، إن غياب الوجود العسكري بالقرب من معاقل الحوثيين في جنوب البحر الأحمر يعني أن شركات الشحن معرضة للخطر تمامًا في أخطر منطقة .

وأكد المسؤول الأميركي الكبير أن الجهود الدولية لحماية الممرات البحرية تراجعت في الأشهر الأخيرة، إذ قلّت القوات البحرية القادرة على مواجهة ترسانة الحوثيين المتطورة بشكل متزايد.

ولفت المسؤول الأميركي الكبير، ومتحدثة باسم البحرية البريطانية، ومهمة الاتحاد الأوروبي البحرية في الشرق الأوسط “أسبايدس” إلى أن قواتهم البحرية لا تملك سفنًا قريبة.

وبدأ الحوثيون هجومهم قرابة منتصف نهار الأحد، بينما كانت السفينة “ماجيك سيز” التي ترفع العلم الليبيري، ويبلغ طولها ملعبي كرة قدم ومحمّلة بالأسمدة والصلب، تمر قرب اليمن في طريقها إلى تركيا.

ووفقًا لتقرير صادر عن مركز المعلومات البحرية المشترك، وهو عملية تُديرها البحريتان الأمريكية والبريطانية لتبادل المعلومات الأمنية مع قطاع الشحن، وجّه مسؤول أمن “ماجيك سيز” نداءً عاجلاً، قائلاً إن السفينة تتعرض لهجوم.

ودارت أربعة أو خمسة قوارب صغيرة حول السفينة العملاقة وتبادلت إطلاق النار مع فريق حراستها. وأطلق أحد المهاجمين قذيفة صاروخية على الجسر.

وفي غضون 90 دقيقة، توسّع نطاق الهجوم ليشمل سبعة أو ثمانية قوارب. سقط صاروخ في عنبر الشحن، وانضمت أربعة قوارب مُسيّرة إلى الهجوم. وأطلق فريق الأمن النار وأغرق اثنين، لكن القاربين الآخرين أصابا السفينة وبدأت غرفة المحركات تمتلئ بالماء. غادر الطاقم السفينة.

وصعد مقاتلو الحوثي على متن السفينة “ماجيك سيز”، وفجروا هيكلها بعبوات ناسفة، ثم أغرقوها في البحر، وفقًا لفيديو نشرته الجماعة، وتحققت منه شركة “ستوريفول”، المملوكة لشركة “نيوز كورب”، الشركة الأم لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

وهدد مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، بأن الجماعة ستواصل مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل حتى انتهاء الحرب في غزة ورفع القيود المفروضة على الإمدادات الإنسانية.