ألطّائفية.. لعبةٌ خطيرةٌ تفتك بوطننا ومستقبل شعبنا…

ألطّائفية.. لعبةٌ خطيرةٌ تفتك بوطننا ومستقبل شعبنا…

الكاتب: د. ليون سيوفي | المصدر: باحث وكاتب سياسي
10 آب 2025

أيّها اللّبنانيون الأوفياء،
أيّها الرّجال والنّساء الّذين يحملون لبنان في قلوبهم…

في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ وطننا الحبيب، أجد نفسي مضطراً لأن أرفع صوتي كواحدٍ من أبناء هذا البلد الغالي، لأقول بصراحةٍ ووضوحٍ، إنّ ما نعيشه من استقواء فريقٍ على فريقٍ آخر باسم الطّائفية، هو أخطر ما يهدّد كيان لبنان ووحدته الوطنية.
إنّ الطّائفية، الّتي يجب أن تكون منتهية الصّلاحية في عصرنا هذا، قد تحوّلت إلى أداةٍ بيد زعماء الميليشيات الحاكمة، يستغلّونها لتحقيق مصالحهم الشّخصية على حساب شعبنا ووطننا. هؤلاء الّذين يلوّحون بالخلافات الطّائفية ليضمنوا مقاعدهم وينسجوا تحالفاتهم على حساب دماء وأحلام اللّبنانيين.
إنّني أخاطبكم اليوم وأقول، لا تقبلوا أبداً أن تتحكّم هذه الزّعامات بمصيركم، ولا تسمحوا لهم أن يسيطروا على وطنيّتكم ليخدموا مصالحهم الضّيّقة. فالوطن ليس ملكاً لأحد، ولا يمكن أن يكون أداةً لتصفية حساباتٍ أو لعبةً لتحقيق مكاسب ضيّقة.
لقد أثبت التّاريخ أنّ المشروع الصّهيوني لا يُفرّق بين طائفةٍ وأخرى، وأنّ الخلافات الدّاخلية تجعلنا هدفاً سهلاً لهؤلاء الّذين يريدون تدمير لبنان وتقسيمه. فكيف نسمح لأنفسنا أن نكون أداةً في يد أعدائنا؟
إنّ وحدتنا الوطنيّة هي السّلاح الحقيقيّ بيد كلّ لبنانيٍّ شريفٍ. وعلينا جميعاً، دون استثناء، أن نقف صفّاً واحداً لنُعيد بناء وطننا، نرفض فيه كلّ أشكال الطّائفية والاستقواء، ونضع مصلحة الشّعب فوق كلّ اعتبار.
أنا لا أطلب منكم ثقتكم من منطلق مصلحةٍ شخصيةٍ، بل من باب الوطنيّة الحقّة، ومن واقع الخوف العميق على مستقبل أبنائنا وأجيال لبنان القادمة. فلنكن على قدر المسؤولية، ولنقف معاً في وجه كلّ من يريد تقسيمنا أو إضعافنا.
هذا الوطن يستحقّ منا أن نضحّي ونبذل كلّ الجهود من أجله، لأنّه وطننا، وملاذنا، وأملنا الوحيد في غدٍ أفضل.
حفظ الله لبنان وشعبه، وحمى وحدته وأمنه.