
خاص- هل لبنان مهدّد بالحرائق؟
هل لبنان مهدّد بزيادة خطر حرائق الغابات في الأيام المقبلة ؟ عن هذا على هذا السؤال اجاب الدكتور جورج متري مدير برنامج الأراضي والموارد الطبيعية- معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند لموقع 24 beirut: نعم. يواجه لبنان حاليًا خطرًا مرتفعًا جدًا لاندلاع حرائق الغابات نتيجة التوقّعات الجوية القاسية خلال الأيام المقبلة.
واضاف: تشير التوقّعات إلى ارتفاع غير معتاد في درجات الحرارة، وانخفاض حاد في نسب الرطوبة، واستمرار هبوب الرياح الجافة وجميعها عوامل تهيئ بيئة ملائمة للغاية للاشتعال وانتشار الحرائق بسرعة. وتشير ايضا” التوقعات الجوية ونماذج مؤشر خطر الحرائق في جامعة البلمند إلى أنه اعتبارًا من هذا الأسبوع ستواجه معظم مناطق لبنان مستوى خطر حرائق مرتفع جدًا إلى شديد الخطورة.
اما لماذا يرتفع الخطر؟ فأجاب الدكتور متري موقعنا: الانخفاض المتوقع للضغط الجوي يخلق ظروفًا غير مستقرة يمكن أن تؤدي إلى رياح أقوى وأكثر جفافًا. كما ان
انخفاض الرطوبة دون عتبة الـ70% يؤدي إلى جفاف الغطاء النباتي بسرعة.
وعن تأثير ارتفاع الحر اوضح الدكتور متري أن درجات الحرارة المرتفعة ستسرّع من جفاف الأعشاب والشجيرات وبقايا النباتات في الغابات، وهو ما يجعل شرارت البسيطة قادرة على اشعال حرائق تنتشر بسرعة. كما ستكون السيطرة على الحرائق أكثر صعوبة بسبب انخفاض الرطوبة مع ارتفاع الحرارة ونشاط الرياح.
وأضاف: اما في في السياق المناخي، فتُصنّف منطقة البحر الأبيض المتوسط، بما فيها لبنان، من قبل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) على أنها “نقطة ساخنة” مناخيًا، حيث تؤدي زيادة درجات الحرارة واستمرار فترات الجفاف الطويلة نسبيا إلى تفاقم وتيرة وشدة حرائق الغابات. كما ان اجتماع هذه العوامل، الحرارة والجفاف والرياح، يرفع بشكل كبير من خطر الحرائق في المدى القصير، ما يستدعي أقصى درجات اليقظة واتخاذ إجراءات وقائية عاجلة.
كيف تشكّل المركبات العشوائية خطرا لنشوب الحرائق؟ اجاب الدكتر متري: يمثّل التخلّص العشوائي من النفايات خطرًا مباشرًا وقابلًا للتجنّب من حيث التسبب في الحرائق: ففي العديد من المناطق، تُحرق النفايات في حفر مفتوحة أو تُترك دون إدارة، وهذا لا يطلق ملوثات سامة فحسب، بل يمكنه بسهولة إشعال الغطاء النباتي المحيط، خاصة في الظروف الجافة. كما ان تواجد المكبات بالقرب من الغابات أو المراعي أو الشجيرات أو الأراضي العشبية يزيد من احتمال انتشار الحرائق بسرعة إلى النظم البيئية الطبيعية، من دون ان ننسى ان المواد القابلة للاشتعال مثل البلاستيك والمطاط وغيرها من النفايات تحترق بدرجات حرارة عالية، مما يجعل السيطرة على الحرائق أكثر صعوبة بمجرد اندلاعها.
هل لبنان مستعد للتعامل مع حرائق كارثية، أم سيحتاج إلى دعم دولي؟
أجاب الدكتور متري: تظل قدرة لبنان على مكافحة الحرائق محدودة، مما يجعله عرضة للخطر في حال وقوع حرائق واسعة النطاق. بالإشارة إلى التجارب السابقة خلال حرائق تشرين الأول 2019، و2021 واجه الدفاع المدني اللبناني نقصًا حادًا في القوى العاملة والمعدات ووسائل الإطفاء الجوية، ما دفع الحكومة إلى طلب دعم دولي عاجل. وقد استجابت دول صديقة مجاورة بإرسال طائرات ومساعدات إطفاء.
واضاف: أما بالنسبة للفجوات الحالية لا يزال لبنان يفتقر إلى تقنيات ومعدات متخصصة في إطفاء الحرائق كذلك يفتقر إلى عدد كافٍ من الفرق المتخصصة في مكافحة حرائق الغابات.
وختم الدكتور متري: رغم وجود جهود لتعزيز الوقاية والاستجابة على مستوى المجتمعات المحلية، فإن مواجهة حرائق كارثية كبرى ستتطلب على الأرجح مساعدة دولية للسيطرة عليها.
أما بالنسبة للتوصيات المطلوبة فهي:
-تجنب أي حرق خارجي أو أنشطة قد تسبب شررًا.
-التبليغ فورًا عن أي دخان أو حريق إلى الدفاع المدني.
-رفع مستوى التأهب، خاصة في المناطق الحرجية والريفية.
(الصورة المرفقة تشرح توقعات جامعة البلمند للحرائق بدءًا من يوم الخميس)