
لقاء جامع في بتاتر أكد العلاقة المتينة بين ابناء المنطقة
عقد في بلدة بتاتر – عاليه، لقاء اهلي جامع، بدعوة من شيخ عشيرة “الزريقات” العربية “ابو ديب” كامل ضاهر، في دارته وخيمته العربية في البلدة، ضم ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ الدكتور نزيه القوزي على رأس وفد من الافتاء، ممثل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى الشيخ كمال ابي المنى على رأس وفد من المشايخ ومن اعضاء المجلس المذهبي، ممثلين عن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط النائب اكرم شهيب، عن رئيس الحزب “الديموقراطي اللبناني” طلال ارسلان رئيس دائرة الشويفات في الحزب رشاد ابو فرج، وعن قيادة “القوات اللبنانية” النائب نزيه متى، محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، وفدا من الحزب التقدمي الاشتراكي ضم القياديين خضر الغضبان والدكتور ناصر زيدان، مفوض الداخلية يوسف دعيبس، وكيلي داخلية الجرد جنبلاط غريزي والشويفات عماد ابو فرج، رئيس بلدية عاليه وجدي مراد، رئيس اتحاد بلديات الجرد فادي غريزي ورؤساء بلديات ومخاتير في الجرد وشخصيات وفاعليات سياسية وحزبية وامنية في المنطقة من قوى الامن الداخلي وروحية واجتماعية واهلية.
إستهل اللقاء بكلمة ترحيبية من صاحب الدعوة كامل ضاهر، اكد فيها “العلاقة المتينة التي تجمع ابناء المنطقة من العشائر العربية والدروز والسنة والمسيحيين في بوتقة واحدة، والتي كنا وسنبقى عائلة واحدة مهما قست الظروف، وبيوتنا ستبقى مفتوحة لكل اللبنانيين”، مشيدا بـ”الحكمة الكبيرة التي تعاطى فيها الزعيم وليد جنبلاط ودار الفتوى ومشيخة العقل، ازاء الاحداث المؤلمة التي وقعت في مدينة السويداء”.
والقى النائب متى كلمة، حيا فيها “الروح الاخوية في المنطقة”، وقال: “لكل العالم نقول، نحن اهل الجبل، ابوابنا واراضينا مفتوحة دائما، واكبر دليل بيتك ودارتك “ابو ذيب” موجودة والخيمة واهلا وسهلا بكم بالجبل، واهل لبنان معتادون على الشراكة، الشعب اللبناني الذي اعتاد ان يبني ولا يدمر، وعيش الجبل بين المسيحيين والموحدين الدروز وركيزته المصالحة التي مرت ذكراها قبل ايام، والتي رعاها البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير مع وليد بك جنبلاط واستكملت مع القوات اللبنانية”.
بدوره، نوه المحافظ مكاوي باللقاء في الجبل، “الذي يبدأ من جبل العرب الى عرب الجبل. بارك الله بخيمة المحبة وصاحب الدعوة والدار المليئة بالمحبة والتاريخ”، وقال: “العيش المشترك ليس ترفا، انما قدرا اختير بالعقل والحكمة، والجبل ما عاش وصمد الا حين اختار الوحدة وعض على جراحه واجتمع. فلنبقي في هذا الجبل بكل اقضيته ومناطقة وبيوته، طمأنينة بيوتا واحدة لا متقابلة وارضا للسكينة لا للخوف وجسرا بين الناس لا متراسا”.
وحيا ممثل المفتي دريان الشيخ القوزي “الجلسة الطيبة التي أقامها “أبو ذيب”، والتي تدل على عمق العيش المشترك في لبنان، وإن كان السيد أبو ديب ضاهر قد تكلم على أن العشائر بيوتها مفتوحة لكل لبنانيين، فإن قلوبنا وكل الزوار مفتوحة لهذه العشائر الكريمة التي تدل على الخير والكرم والشجاعة، كما أن هذه البلدة بتاتر وغيرها من الجبل الشموخ، عشنا فيه عيشا كريما وعيشا أخويا وعيشا متلاحما يدا بيد. وهنا نؤدي التحية إلى صاحب السماحة شيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى الذي يتمتع بكل حكمة وأمانة، شادين أيدينا بإيدي بعضنا، لنصل بلبنان إلى بر الأمان، خصوصا خلال هذه المحنة التي تمر بها البلدان”.
من جهته، حيا ممثل ارسلان ابو فرج اللقاء وصاحب الدعوة، قائلا: “إن العلاقة بين أهالي الجبل واهلنا العرب ليست وليدة اللحظة، ولا ترتكز على مصلحة آنية، بل هي علاقة جذور وأصالة، علاقة حفرها التاريخ في الذاكرة والوجدان. تاريخ من التكاتف وقت الشدة والتسامح وقت الخلاف والوفاء رغم تعاقب الأجيال”.
وقال ممثل شيخ العقل الشيخ ابي المنى الذي نقل تحياته للحضور وقال: “ليس غريبا على أهل النخوة والعطاء الذين ما عودونا الا على مواقف الكرامة والشهامة، إن اجتماعنا هذا ليس مجرد لقاء على مائدة عامرة، بل هو لقاء على مائدة الأخوة الصادقة وصلة القلوب وثبات العهد وتاريخ النضال المشترك الذي يجمعنا دائما على القيم الأصيلة والمبادئ العربية الإسلامية الراسخة”.
واخيرا تحدث النائب شهيب شاكرا “للدار التي هي دار وفاء ولم تنقطع العلاقات الاهلية والودية، اما اليوم فلكي يؤكد هذا اللقاء المؤكد، ان العشائر العربية واهل الجبل منذ القدم ساروا جنبا الى جنب في ايام القسوة والراحة، رافعين راية العروبة والاسلام، ولا داعي للتذكير بمواقفنا التي تشدد دائما على الوحدة والعيش الواحد والدولة مرجعا، وسلطة وحيدة تحتكر السلاح ووحدها من يضمن الامن والاستقرار ويحفظ المساواة والمواطنين، وما لاقته مواقف رجل الدولة وليد جنبلاط من احتضان والتفاف رسمي ديني وسياسي، فإنه وفر الحماية من تداعيات وتسلل الفتنة التي كانت تنذر بما لا تحمد عقباه على هذا الجبل والوطن”.
