
ماذا تشهد “إمارة الكبتاغون” في سوريا؟ القصة في تقرير بريطانيّ
نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية تقريراً جديداً قالت فيه إنّ سوريا تشهد منذ كانون الأول الماضي، تحولاً في مكافحة تجارة الكبتاغون العابرة للقارات، حيثُ بدأت السلطات الجديدة في دمشق بشن حرب واسعة على هذه التجارة، وسط مقاومة شديدة من شبكات التجارة المتجذّرة في البلاد منذ سنوات.
ويقول التقرير إن سوريا تحاول “تفكيك إمبراطورية المخدرات” التي ازدهرت خلال حكم الرئيس السابق بشار الأسد والتي كانت تُدر عليه أكثر من 5 مليارات دولار، الأمر الذي ساعده على الاستمرار والصمود رغم العقوبات الأميركية والغربية التي فُرضت على نظامه خلال سنوات الحرب السورية التي اندلعت عام 2011.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قال سابقاً إن “سوريا ستُظهر من الكبتاغون”، في حين تقول “فايننشال تايمز” إن الحملة السورية لمكافحة المخدرات أسفرت عن تراجع حاد في إنتاجها وتجارتها بنسبة تصل إلى 80%، وفق ما يقول باحثون ومسؤولون أمنيون إقليميون.
ونفذت وحدات مكافحة المخدرات التي تشكّلت حديثاً في سوريا، مداهمات واسعة طالت مختبرات تصنيع مرتبطة بشخصيات من العائلة الحاكمة السابقة، بينها منشآت قرب مطار المزة العسكري وقصور يملكها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السابق، قائد الفرقة الرابعة، المشهورة بوحشيتها، والمسؤول الرئيسي عن تدفقات الإيرادات غير المشروعة لتمويل جهود الحرب.
إلى ذلك، يقول مشروع الكبتاغون في معهد “نيو لاينز”، إن السلطات الجديدة صادرت أكثر من 200 مليون حبة بين كانون الثاني وآب 2025، أي ما يعادل 20 ضعف الكمية التي كان جيش الأسد يدعي مصادرتها طوال عام 2024.
الصحيفة تلفت إلى أنه رغم التقدم القائم، إلا أن تفكيك شبكة المخدرات في سوريا لن يكون سهلاً، فالطلب الإقليمي لا يزال مرتفعاً، وأسعار الحبوب ارتفعت في السوق السوداء. كذلك، فإن تحديات الحملة لا تقتصر على الخارجين عن القانون، بل تمتد إلى داخل الأجهزة الأمنية نفسها، حيث أشارت الصحيفة إلى وجود مؤشرات على تسريبات داخلية وتحذيرات مسبقة تلقّاها تجّار للمخدرات، ما يدل على اختراق بعض وحدات المكافحة من قبل عناصر متواطئة.