خاص: أبو زينب: النقاش حول سلاح «حزب الله» يهدّد الاستقرار السياسي والاقتصادي أكثر من خطر الحرب الأهلية

خاص: أبو زينب: النقاش حول سلاح «حزب الله» يهدّد الاستقرار السياسي والاقتصادي أكثر من خطر الحرب الأهلية

الكاتب: نوال ليشع عبود
25 آب 2025

الضجّة المثارة حول موضوع سلاح «حزب الله» زجّت لبنان في منعطف خطير. فهل يهدّد هذا الواقع الاستقرار العام، لا مجرد اندلاع حرب أهلية؟
موقع Beirut 24 توجه بالسؤال إلى الكاتب والمحلّل السياسي طارق أبو زينب، الذي قال:

 نعم، النقاش حول سلاح «حزب الله» أدخل لبنان في منعطف حساس يهدد الاستقرار السياسي والاقتصادي أكثر مما يهدد بحرب أهلية مباشرة. المخاطر الفعلية تكمن في تعميق الانقسام الداخلي، شلل المؤسسات، وزيادة الضغوط الخارجية، ما قد يفتح الباب أمام عقوبات وتراجع الثقة الدولية.

وعن الأجواء التي عاد بها موفدا رئيس الجمهورية، وهل توحي فعلاً بعدم وجود ما يطمئن إلى أن «حزب الله» قادر في الوقت الحاضر على تخطّي ما يُرسم له في طهران، أجاب أبو زينب:

 صحيح. الأجواء تشير إلى أن «حزب الله» مرتبط استراتيجياً بالقرار الإيراني، ما يقلّل من هامش المناورة المحلية. أي تغيير في وضع السلاح مرتبط أولاً بقرارات طهران ضمن سياق المفاوضات الإقليمية، وليس بقرار لبناني داخلي.
وعن إمكانية أن يتخلى الحزب بسهولة عمّا بناه من «أمجاد» على مدى 44 عاماً، قال أبو زينب:
الحزب يعتبر السلاح جزءاً من هويته الاستراتيجية وسبب بقائه ونفوذه. التنازل السريع يعني خسارة أوراقه في لبنان والمنطقة، لذلك أي خطوة بهذا الاتجاه ستكون تدريجية وربما مشروطة بتسويات كبرى.

وعن السيناريو المتوقع بعد إعلان خطة الحكومة لحصرية السلاح، أوضح أبو زينب:
السيناريو المرجّح هو تصعيد سياسي وإعلامي من الحزب لرفض الخطة واتهامها بأنها جزء من مشروع أميركي – إسرائيلي.
استمرار المراوحة الداخلية وتأجيل التنفيذ العملي، لأن فرض الخطة بالقوة مستحيل من دون توافق سياسي شامل.
ضغط خارجي متزايد، خصوصاً من واشنطن وتل أبيب، مع احتمال ربط المساعدات الدولية للبنان أو القرارات الأممية بمسار معالجة ملف السلاح.
باختصار، المواجهة ستكون سياسية ودبلوماسية أكثر من عسكرية، مع بقاء الوضع على ما هو عليه بانتظار صفقة إقليمية.
أما عن الموقف «الرمادي» الذي نقله عبيد ورحال إلى الرئيس عون، وما إذا كان يدعو إلى موجات من التفاؤل، قال أبو زينب:  لا، هذا الموقف يعكس غياب أي اختراق جوهري. الحوار مستمر لكن من دون ضمانات، ما يحدّ من أي تفاؤل جدي أو توقع لحلول سريعة.
وفي ما يتعلق بانعكاس التأخر في معالجة ملف سلاح «حزب الله» على التصويت داخل مجلس الأمن بشأن قرار التجديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، خصوصاً تحت ضغط أميركي – إسرائيلي، أكد أبو زينب:

 نعم، التأخير يعطي إسرائيل ورقة ضغط على واشنطن لفرض شروط أكثر تشدداً في قرار التجديد، مثل تعزيز مهام «اليونيفيل» لتشمل مراقبة أدق لحركة الحزب أو زيادة صلاحياتها. هذا قد يعرّض لبنان لمواجهة دبلوماسية إذا رفض هذه الشروط.