“عين الحلوة” التحدي الأصعب: مساران لبنانيان لسحب السلاح الفلسطيني

“عين الحلوة” التحدي الأصعب: مساران لبنانيان لسحب السلاح الفلسطيني

الكاتب: محمد دهشة | المصدر: نداء الوطن
27 آب 2025

ضمن إطار اتفاق الرئيسين اللبناني جوزاف عون والفلسطيني محمود عباس في أيار الماضي، بشأن حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية بما فيها المخيّمات، أكدت مصادر لبنانية مسؤولة لـ “نداء الوطن”، انطلاق مسار تسليم السلاح الفلسطيني وسيتواصل في المرحلة المقبلة من مخيمات جنوب الليطاني.

هذا الموقف اللبناني تقاطع مع الموقف الفلسطيني الرسمي والذي عبّر عنه مجددًا مسؤول “فتحاوي”، إذ أشار إلى أن الحركة اتخذت قرارًا باستكمال خطوة تسليم السلاح من مخيمات الجنوب الثلاثة: الرشيدية، والبص، وبرج الشمالي، من دون أن تحدد “ساعة الصفر” لذلك، بانتظار استكمال الجردة وآلية التنفيذ.

وبين الموقفين، يُتوقع أن يعيد رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني السفير رامز دمشقية الحرارة إلى التواصل والحوار مع “تحالف القوى الفلسطينية” في إطار مسارين لبنانيين، مؤكّدًا أن القرار قد اتُّخذ بحصر السلاح بيد الدولة، وأن الحوار سيكون حول التوقيت والآلية.

السفير دمشقية، الذي واكب عمليًا عملية تسليم كمية من السلاح من مخيم “برج البراجنة” في بيروت، اعتبر أن السلاح الذي تسلّمه الجيش من برج البراجنة هو سلاح “فتح”، وهو خطوة أولى صغيرة بحجمها ولكن كبيرة بدلالاتها، مشيرًا إلى أن الأجواء إيجابية لجهة النقاشات مع باقي القوى الفلسطينية.

وبذلك، تكون الدولة اللبنانية تعمل على مسارين فلسطينيين لسحب سلاح المخيمات: الأول عبر السلطة الفلسطينية وقوات الأمن الوطني ومن خلفها بعض فصائل “منظمة التحرير الفلسطينية”، والثاني عبر “تحالف القوى الفلسطينية”، فيما يبقى مخيم “عين الحلوة” التحدي الأصعب، إذ تتواجد فيه “القوى الإسلامية” بمختلف اتجاهاتها، منها المنخرطة في أطر العمل المشترك، ومنها المتشددة.

اتفاق ثنائي

وعلى وقع هذا التطور، لم تهدأ حركة الموفدين من السلطة الفلسطينية إلى لبنان، حيث واصل قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني اللواء بحري العبد إبراهيم خليل، واللجنة القادمة من رام الله، الإشراف على ترتيب البيت العسكري الفتحاوي، ومنها تسوية أوضاع الضباط والرتباء والعناصر ومعالجة المظالم السابقة.

وتفقّد اللواء خليل واللجنة مخيم “عين الحلوة” للمرة الثانية خلال زيارته إلى لبنان، وذلك في إطار متابعة ترتيبات التشكيلات، حيث عقد اجتماعًا مع قادة الوحدات الجديدة، بحضور رئيس اللجنة العسكرية اللواء صبحي أبو عرب، مؤكّدًا أهمية إعادة تنظيم قوات الأمن وتعزيز الانضباط والجاهزية.

وشدّد اللواء خليل في كلمة أمام الضباط وقادة المناطق على ضرورة الالتزام بالانضباط العسكري، والحفاظ على أمن وأمان أبناء شعبنا في المخيمات، مؤكّدًا أهمية الاحترام المتبادل والتعاون بين الدولة اللبنانية والدولة الفلسطينية لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين.

وأوضح أن ما جرى في مخيم “برج البراجنة” لجهة تسليم الأسلحة، يأتي في إطار الاتفاق القائم بين القيادتين اللبنانية والفلسطينية، وبما ينسجم مع احترام سيادة الدولة اللبنانية ووحدة أراضيها، بعيدًا عن أي ضغوط أو تدخلات خارجية، إنما على قاعدة الثقة والاحترام المتبادل بين دولتين وشعبين شقيقين.

وفي الختام، نقل اللواء خليل تحيات الرئيس محمود عباس إلى جميع الضباط والعناصر العاملين على حفظ الأمن في المخيمات الفلسطينية والجوار اللبناني، مشدّدًا على أن قوات الأمن الوطني ستبقى مثالًا للالتزام والانضباط وصون كرامة أبناء شعبنا.